عقد وزراء دفاع كل من
إيران وروسيا وسوريا، الخميس، محادثات في طهران؛ لبحث تكثيف المواجهات مع "الجماعات الإرهابية" في
سوريا.
وقال
وزير الدفاع الإيراني، الجنرال حسين دهقان، إنه عازم مع نظيريه الروسي والسوري على خوض معركة "حاسمة" ضد "الجماعات الإرهابية".
وأشار إلى أن هذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال "عرقلة أو منع" هذه المجموعات من تلقي الدعم السياسي أو الأسلحة التي تسمح لها "بشن عمليات على نطاق أوسع".
وأضاف في ختام المحادثات أن مكافحة "الإرهاب" يجب أن تتم على أساس "برنامج مشترك وأولويات محددة"، قائلا إن نتائج المحادثات يجب أن تظهر "في الأيام المقبلة".
وأكد أن "الإرهابيين وداعميهم يجب أن يعلموا أن المجموعة التي تقاتلهم عازمة على دعم هذا النهج حتى النهاية، وأنها ستواصل ذلك"، مشيرا إلى أن "الخطوة الأولى نحو استعادة الأمن في المنطقة هي وقف إطلاق نار شامل" وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وتابع دهقان: "نوافق على وقف إطلاق نار مضمون لا يؤدي إلى تعزيز قوة الإرهابيين" في سوريا، مشددا أن "دعم الجيش السوري" شكل موضوعا رئيسيا آخر خلال المحادثات.
واتهم دهقان الولايات المتحدة بتأجيج الصراع في المنطقة ودعم الدول التي تدعم الإرهاب، معتبرا أن ما وصفها بالمواجهة الجادة والشاملة مع التيارات الإرهابية والتكفيرية والصهيونية واجبة ومهمة، ورسالة إنسانية؛ بهدف إرساء الاستقرار والأمن على صعيد المنطقة والعالم.
وأضاف أن طهران ترى معالجة الأزمة في سوريا والعراق واليمن وسائر الدول والمناطق التي تواجه نزاعات وصراعات، في المكافحة الحازمة ضد الإرهابيين من دون استثناء، وقطع الدعم المالي والسياسي لهم بشكل كامل حتى وصول مرحلة اجتثاث جذور الإرهاب من جهة، ومن جهة أخرى إيجاد أجواء آمنة وهادئة؛ لتقرير المصير السياسي لهذه الدول من قبل شعوبها.
وأدان دهقان ما وصفه بالتواطؤ بين الكيان الصهيوني والنظام السعودي وعملياتهما المشتركة في دعم الإرهاب، وقال إن التحالف مع عدو المسلمين والبشرية (أي الكيان الإسرائيلي المصطنع) سيأتي بعواقب خطرة جدا على حكام السعودية، وإن الشعوب المسلمة في المنطقة والعالم لن تتحمل هذا الخطأ الاستراتيجي.
وأوضح بيان لوزارة الدفاع الروسية قبل الاجتماع أن نقاط الحوار ستتركز على "التدابير ذات الأولوية؛ لتعزيز التعاون بين وزارات الدفاع في البلدان الثلاثة في ما يتعلق بالمعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة الإرهابية".
وتأتي المحادثات في وقت تكثف دمشق حملتها العسكرية ضد كل من تنظيم الدولة وفصائل الجيش الحر.
ورأى مراقبون أن الاجتماع يأتي في ظل تصاعد الخلاف بين الحلفاء حول ما يجري في سوريا، وهو ما عكسه خطاب الأسد الأخير أمام مجلس الشعب بإصراره على "اقتلاع الإرهاب من جذوره"، في وقت ترى موسكو أن الحسم العسكري "مستحيل"، ولا بد من تسوية سياسية، خلافا لطهران التي ترى أن الحسم العسكري لا يزال ممكنا. وجاءت التصريحات المقتضبة عقب
اللقاء لتؤكد الخلاف رغم مساعي إبرازه على نحو مختلف.