نشرت صحيفة ميديكل ديلي البريطانية، تقريرا حول دراسة حديثة نشرها موقع "ساينتفك ريبورتز" البريطاني، عن كيفية تجاوب مختلف أجزاء
دماغي كل من المرأة والرجل عند القيام بعمل بسيط.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن دراسة سابقة أكدت أنه "لا توجد فروق جوهرية في قدرات الجنسين، ولكن يكمن الفرق في طريقة تعاملهما مع المشاكل".
أما من حيث القدرات المكانية؛ فأوضحت الصحيفة أن "
الرجل عند تخيّله لجسم ثلاثي الأبعاد؛ يستخدم مقاربة كلية، كأنه يرى الجسم كاملا مرة واحدة، في حين يقوم دماغ المرأة بمقارنة الجسم نقطة بنقطة"، مشيرة إلى أن "النساء أكثر ميولا لاستخدام المعادلات في مناقشة الاختبارات الرياضية، بينما الرجال يحبذون استخدام المخططات".
ونقلت الصحيفة عن الدكتور آلان رايس، أستاذ طب النفس والسلوكيات العلمية وعلم الأشعة في جامعة ستانفرد، والمشرف على هذه الدراسة، قوله إن "الموضوع ليس متعلقا بمن الأفضل عند التعاون بين الجنسين، ولكن الدراسة تتعلق بالفرق بينهما عند التعاون".
وقالت إن رايس وزملاءه يسعون لتحليل الإشارات الدماغية المتعلقة بالسلوك التعاوني بين الجنسين، أي كيف يستجيب الدماغ للمهام التعاونية، مشيرة إلى أن رايس صاغ ملخص الدراسة في هذا التساؤل "كيف يمكن لدماغين مقترنين أن يتواصلا مع بعضهما البعض في ظل هذه الوضعية؟".
وأضافت أن المشرفين على الدراسة قاموا بانتداب 222 شخصا للمشاركة في هذه الدراسة، وتم تقسيم المشاركين إلى زوجين اثنين؛ ذكرين، أو أنثيين، أو ذكر وأنثى، وطُلب منهم إنجاز مهام تعاونية بسيطة تتمثل في الضغط على زر في الوقت نفسه، بدون التشاور مع شريكه، وبعد كل محاولة يخبر الفريق عن الطرف الذي ضغط بسرعة على الزر، وعن عدد المرات التي كان فيها الأسرع. وقد أنجز كل فريق 40 محاولة.
وعن هذا الاختبار؛ قال رايس لـ"ميديل ديلي": "لقد طورنا هذا الامتحان لبساطته ولسهولة تتبع الإجابات، وكان يجب علينا أن نبدأ من مكان ما؛ لأنه يصعب تتبع الأنشطة التعاونية على أرض الواقع".
وقالت الصحيفة إن العلماء الباحثين استخدموا "الهايبر سكان"، وهي تقنية تسمح بالتسجيل الفوري لنشاطات دماغ الزوجين عند تنفيذهما للتمرين، بالإضافة لجهاز التحليل الطيفي للأشعة القريبة من تحت الحمراء، فوضعت هذه الأجهزة على رأس الشخص الخاضع للتجربة؛ لتسجيل نشاطات الدماغ، مع ما تتيحه له من سهولة الحركة لممارسة التمرين.
وكشفت الدراسة عن أن "نوع الجنس له تأثير واضح على سلوك ونشاط الدماغ عند القيام بأنشطة تعاونية، وفي المعدل فإن الزوجين الذكرين لديهما أداء أفضل في توقيت الضغط على الزر، مقارنة بزوجين أنثيين. في حين كان النشاط الدماغي للزوجين من الجنس نفسه أكثر تزامنا خلال التمرين التعاوني".
ورأت الصحيفة أن في هذا دلالة واضحة على وجود نسبة عالية من التعاون بين أدمغة النوع نفسه، ويعكس هذا أداءً أفضل عند القيام بالمهام التعاونية، مضيفة أنه "من الغريب أن يختلف موقع التجانس في الدماغ بين الأزواج من الذكور والإناث".
وقالت إن الجزء الأمامي من قشرة دماغ الرجل، التي لها علاقة بتعدد مهام الرجل؛ تستقبل كميات كبيرة من الأوكسجين الذي يحمله الدم، في حين عند المرأة؛ يكون موقع التجانس في الجزء الأيمن من الدماغ في منطقة الزمن، وهي المنطقة نفسها التي تتعرف على المفاتيح الاجتماعية لحركات الجسم.
وذكرت الصحيفة أن النتائج التي توصل إليها حتى الآن "غير كافية لتحديد من هو الأفضل أو الأسوأ من بين الجنسين عندما يتعلق الأمر بالتعاون، ولكن كل ما نعرفه الآن أن هناك فرقا بين الإناث والذكور عند القيام بأنشطة تعاونية".
وبينت أن رايس يؤمن بأن أسباب هذا الاختلاف في نشاطات الدماغ بين الذكور والإناث يعود لعوامل بيولوجية وبيئية، ناقلة عنه قوله: "ليس مستغربا أن نشاهد اختلاف ردود أفعال أدمغة الإناث والذكور؛ لأن مختلف أجزاء الدماغ توظف لأداء المهام نفسها".
ورأت الصحيفة أن هذه الدراسة ستساعد في زيادة المجموعات المتعاونة مع بعض، عبر معرفة أكثر الأشخاص فعالية للعمل في الفريق نفسه، مضيفة أن "هذه الدراسة ستكون ذات فائدة هامة على مرضى التوحد الذين يعانون نقصا في الإدراك الاجتماعي، فقد تقدم لهم الأساليب الأفضل في كيفية التفاعل مع الآخرين".
وأشارت إلى أن دراسة أجريت سنة 2013 على أدمغة مرضى التوحد؛ أظهرت فوارق بين المرضى من الذكور والإناث، وكشفت أن الأجزاء التي يصيبها مرض التوحد في أدمغة الإناث؛ مختلفة عن تلك التي يصيبها عند الذكور.