ملفات وتقارير

عملية "تل أبيب".. اختراق أمني احترافي "أوجع" الاحتلال

محللون إسرائيليون: الانخفاض في أعداد العمليات قد يدفع إلى تنفيذ عمليات نوعية أكثر خطورة- تويتر
محللون إسرائيليون: الانخفاض في أعداد العمليات قد يدفع إلى تنفيذ عمليات نوعية أكثر خطورة- تويتر
مع أن بعض استطلاعات الرأي الفلسطينية والإسرائيلية تشير إلى تراجع الانتفاضة الفلسطينية؛ فإن عملية "تل أبيب" الأخيرة، التي "شكلت اختراقا أمنيا باحتراف"، وأدت إلى مقتل أربعة إسرائيليين، أكدت أن مقاومة الشعب الفلسطيني "مستمرة وقادرة على الضرب في كل مكان"، بحسب مختصين بالشأنين الإسرائيلي والفلسطيني.

واعتبرت عملية إطلاق النار التي وقعت مساء الأربعاء الماضي بالقرب من وزارة دفاع الاحتلال في وسط "تل أبيب"؛ "الاختبار الأول" لوزير الحرب الإسرائيلي الجديد، أفيغدور ليبرمان، الذي صادق على منح بعض "التسهيلات" للفلسطينيين بمناسبة شهر رمضان، قبل أن يتراجع عنها عقب العملية، وفق موقع "المصدر" الإسرائيلي.

الانتفاضة مستمرة

وبحسب "المصدر"؛ فقد اتفق محللون إسرائيليون على أن العملية أثبتت أن الانتفاضة الثالثة "ما زالت حاضرة وبقوة"، معتبرين أن الانخفاض في أعداد العمليات منذ بداية العام؛ قد يدفع إلى تنفيذ عمليات "نوعية أكثر خطورة، يلجأ منفذوها لاستخدام الأسلحة النارية بدلا من السكاكين".

وأشار الموقع الإسرائيلي إلى خشية "إسرائيل" من أن يتحول منفذو العملية الذين خرجوا من مدينة الخليل؛ إلى نموذج يحتذى به من قبل شبان فلسطينيين آخرين.

وكانت نتائج استطلاع رأي للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، نشرت الثلاثاء الماضي، أكدت أن هناك "تراجعا" في المواجهات الشعبية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

اختراق احترافي

وقال الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، إن العملية "شكلت اختراقا أمنيا احترافيا لكافة المنظومة الأمنية الإسرائيلية الهشة، وذلك لوقوعها في مربع أمني شديد الحساسية، يحظى بكافة الإجراءات الاحترازية".

وأضاف لـ"عربي21": "أما البعد الاستراتيجي؛ فهو يؤكد أن مقاومة الشعب الفلسطيني مستمرة ما دامت أرض فلسطين محتلة"، موضحا أن "البعد التعبوي للعملية مهم جدا أيضا؛ لأن هناك من سيقلد منفذي العملية، ويتبع خطواتهم".

وأوضح عريقات أن "البعد العملياتي المتمثل في التخطيط وتنفيذ مثل هذه العمليات؛ سيصبح بالنسبة للشبان الفلسطينيين مجال تقليد"، مشيرا إلى "كذب كافة التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن إخماد الانتفاضة الفلسطينية".

وقال: "أصبحت إمكانية الوصول لأي هدف داخل فلسطين المحتلة لتنفيذ مثل تلك العمليات؛ متاحة وممكنه".

إصرار على المقاومة

من جانبه؛ أوضح الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، مأمون أبو عامر، أن هذه العملية "كانت مفاجئة لقادة الاحتلال وأجهزته الأمنية، التي غاب عنها أي مؤشر أو إنذار لقرب وقوع هذه العملية المباغتة، والتي نفذت بسلاح قديم"، حيث استخدم منفذو العملي بندقية "كارلو" محلية الصنع.

وأضاف لـ"عربي21" أن هناك "مؤشرا واضحا على وجود حالة من الإصرار لدى الفلسطينيين على تنفيذ عمليات فدائية توجع الاحتلال".

وأشار أبو عامر إلى أن الشارع الفلسطيني المنتفض "لم يعد يكتفي بعمليات الطعن أو الدهس، وبدأ ينتقل إلى تنفيذ عمليات نوعية وسريعة، توقع أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوف الاحتلال"، لافتا إلى أن منفذي العملية اللذين "خرجا من الخليل جنوبا، وتمكنا من الوصول إلى تل أبيب شمالا، دون أن تتمكن أجهزة الاحتلال من كشف حركتهما؛ أثبتا فشل وضعف المنظومة الأمنية الإسرائيلية".

ماذا سيفعل ليبرمان؟

وحول الدلالات السياسية للعملية؛ بين أبو عامر أنها تمثل "أول تحد واختبار حقيقي يواجه ليبرمان، صاحب التصريحات النارية؛ ليبرز السؤال المهم، وهو: ماذا يمكن أن يفعل تجاه هذه العمليات؟".

واعتبر أن ردة الفعل الإسرائيلية "لم تتجاوز الإطار العام المعروف سابقا، وليبرمان لم يأت بجديد، في مؤشر واضح لفقدان الاحتلال وسائل جديدة لمواجهة الانتفاضة وأعمال المقاومة المختلفة". وفرض الاحتلال حصارا كاملا على قرية "يطا" بالخليل، التي انطلق منها منفذا العملية.

وأضاف أن المقاومة "باتت قادرة على الضرب في كل مكان، في ما يمثل تهديدا كبيرا لحالة الاستقرار الأمني التي يبحث عنها الاحتلال"، وهو ما قد يدفع ليبرمان "في حال تكرار هذه العمليات؛ إلى خلط الأوراق، وارتكاب حماقة تتمثل في الإقدام على اغتيال قيادات فلسطينية في الضفة أو غزة".

وفي سياق متصل؛ رأى أبو عامر أن سياسة السلطة الفلسطينية، الرامية إلى إخماد الانتفاضة؛ دفعت المقاومين لتبني خيارات عسكرية أكثر شدة، وهو ما أدى إلى نتائج عكسية لما سعت إليه السلطة، التي عملت على تضييق الخيارات الشعبية أمام الفلسطينيين المنتفضين".
التعليقات (0)

خبر عاجل