نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن إمكانية استفادة
إيران من وصول الملياردير المثير للجدل، دونالد
ترامب، إلى البيت الأبيض. وأشارت الصحيفة إلى أن عداء ترامب للعالم العربي هو في صالح إيران.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب، المرشح الأمريكي النرجسي والمتبجح، عبّر عن تجاهله للعلاقات التي تربط بلاده بإيران خلال مقابلة له مع أحد صحفيي "سي إن إن".
كما عبّر ترامب عن استيائه من الاتفاق النووي قائلا إن "أمريكا لم توقع فقط على أسوأ صفقة في تاريخها، ولكنها أقدمت على مشروع لا يمكن أن تجني من ورائه أرباحا مالية".
وأوردت الصحيفة أن المرشح الجمهوري كرر مرارا وتكرار أن الاتفاق النووي مع إيران "كارثي" للغاية. كما أشار إلى أنه لو كان الأمر بيده، لتم التوقيع على اتفاقية أفضل "مئة مرة" من هذا الاتفاق.
وأضافت الصحيفة، أنه كلما أتيحت له الفرصة، عبّر ترامب عن عدائه لإيران. كما أنه من الواضح أنه لو فاز بالرئاسة، سوف تزداد العلاقات بين إيران والولايات المتحدة سوءا.
ولكن، عند الإمعان في سياسته الخارجية التي يعد ترامب لتنفيذها حال وصوله إلى البيت الأبيض، سيلاحظ وجود مؤشرات تبين أن إيران ستتمكن من الاستفادة من خطة ترامب التي تتجاهل قوى عالمية عديدة.
ونقلت الصحيفة قول علي رضا ميرزا عبد الله، الخبير الأمني الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وعضو في المعهد الأسترالي للشؤون الدولية، اعتقاده بأن "سياسة عدم التدخل في الأزمات الدولية، التي أعلن عنها ترامب، يمكن أن تؤدي إلى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها".
وأضاف أن "أطروحة أمريكا أولا، يمكن أن تؤدي إلى عزل الولايات المتحدة عن أوروبا، وبالتالي ستفسح المجال أمام تقرب طهران من الاتحاد الأوروبي".
كما أوردت الصحيفة قول عبد الله إن "ترامب يعارض سياسة إهدار مبالغ ضخمة من المال في الصراعات الخارجية، التي لا تدر فوائد للولايات المتحدة. كما اعتبر أن الناتو هو منظمة عفا عليها الزمن؛ وأصبح يميل إلى إعطاء اليابان وكوريا الجنوبية حق استعمال الأسلحة النووية كآلية للدفاع عن النفس، بدلا من إرسال القوات الأمريكية إلى تلك البلدان".
وأشار إلى أن حوار ترامب، يأتي في الاتجاه المعاكس تماما للاتجاه العالمي الذي يدعو إلى عدم انتشار الأسلحة النووية، كما أن هذا الخيار هو الوحيد الذي سيمكن إيران من فتح الطريق أمام استئناف النشاط النووي ورفعه إلى المستويات السابقة.
وأضافت الصحيفة أنه في هذا السياق نفسه، دعا ترامب خلال إحدى المناسبات، المملكة العربية
السعودية لدفع أموال للولايات المتحدة مقابل الدعم الذي تتلقاه من واشنطن.
وفي هذا الإطار، قال علي رضا ميرزا عبد الله، إنه "من الواضح أن العلاقات بين الرياض وواشنطن سوف تتدهور. كما تتسم العلاقات بين البلدين حاليا بالتوتر، لأن أوباما لا يشعر بالارتياح لدعمه بلدا يشكو الكثير من الصراعات الداخلية، ومناهض للديمقراطية بشكل واضح"، وفق قوله.
وقالت الصحيفة إن تصريحات ترامب المعادية للمسلمين، تثير غضب ممالك الخليج العربي.
ويعتقد عبد الله أنه "كلما ازداد عداء ترامب لمصالح الدول العربية،تم إضعاف المملكة العربية السعودية لتزداد في المقابل هيمنة إيران".
كما تنبأ عبد الله بأن "الحكومة الأمريكية القادمة ستركز أكثر على الحد من قوة منافسها الآسيوي الكبير، الصين، وتقليص تدخلها في الشرق الأوسط"، مضيفا أن "كل ما ترغب فيه إيران، هو الحد من التدخل الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف أنه "أصبح من الوارد جدا أن يسحب ترامب القوات الأمريكية من المنطقة، الأمر الذي سيكون بمنزلة هدية لإيران".
ويلخص عبد الله حديثه قائلا إنه "إذا قارنا بين ترامب وهيلاري كلينتون، سيكون خطاب ترامب أقل عداء لطهران. فلطالما دعت كلينتون إلى فرض عقوبات جديدة ضد إيران. وبالتالي، فإن فوز كلينتون بالرئاسة ليس أفضل خيار بالنسبة لطهران".
وحول الموضوع نفسه، تنقل الصحيفة عن عضو المجلس الوطني الإيراني الأمريكي، رضا المرعشي، أن "كلا المرشحين لا يخدمان مصالح إيران". لكنه يتفق مع ميرزا عبد الله، حول أن ترامب يمكن أن يكرر استراتيجية جورج دبليو بوش ويعزل الولايات المتحدة عن العالم.
وأضاف المرعشي أن "انعزال الولايات المتحدة، سيكون في صالح المتشددين في إيران، لأن هذا الأمر يبرر سياساتها المعادية للغرب".
وقالت الصحيفة، إن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن ترجع بالنفع على إيران، هي فعل الأشياء الغبية التي تتعارض مع بقية العالم. وبالتالي، فإن فوز ترامب هو في صالح إيران.