ناقشت صحيفة "التلغراف"، الثلاثاء، نظرة الغرب لموقف المسلمين من المثليين، مشيرة إلى أن بعض المتدينين المحافظين في الغرب يرفضون
المثلية الجنسية كذلك.
وفي مقال للكاتب والمؤرخ البريطاني تيم ستانلي، أشارت "التلغراف" إلى هجوم عمر متين من
أورلاندو على نادٍ للمثليين وقتله خمسين شخصا، الأحد، قائلا إنه كان "متدينا إرهابيا، وعنيفا مصابا بعقدة المثلية".
وحول موقف البعض الذين يقولون إن الإسلام غير متوافق مع الغرب بسبب رفضه لتوجهاته ضد الحياة الجنسية، قال ستانلي إن "الوضع معقد، وليس هناك من خطأ بالاعتراف بأنه معقد".
وأشار الكاتب إلى أن رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاستخدام مصطلحات "الإسلام المتطرف"، أثارت عليه الكثير من المحافظين، الذين يعتبرون أن القول المتكرر بأن "الإسلام دين سلام" قول خاطئ، حتى لدى المثقفين منهم.
وقالت "التلغراف" إن الليبراليين، واليمين بشكل عام، يجدون أنفسهم في مأزق صعب، وهم كداعمين لحرية المثليين والتعددية الثقافية، كيف يمكنهم أن يتصالحوا مع حقيقة أن العديد من المسلمين يعتقدون أن المثلية جريمة؟
والمحافظون كذلك
ويصر المحافظون على أن دفاعهم الواثق عن التاريخ الغربي والفلسفة الغربية متصالح مع المثليين أكثر من التعددية الثقافية، بحسب ستانلي، الذي استدرك بأن المحافظين الغربيين ظلوا لعقود يرفضون حقوق المثليين.
وأشار الكاتب إلى أن الإسلام لم يكن السلطة الدينية الوحيدة التي ملأت رأس متين، منفذ الهجمات، بأن المثليين سيذهبون إلى الجحيم، "فلو استمع لأي قناة راديو إنجيلية لسمع هذا كذلك"، بحسب قوله.
وأوضح الكاتب أن الإحصاءات تشير إلى أن ثلث الأمريكيين ما زالوا يرفضون حقوق المثليين، كما أنه أشار إلى أن المثلية أصبحت قانونية منذ الستينيات، وسمح بزواج المثليين قبل أقل من عقد، وما زال ذلك مرفوضا من بعض المحافظين.
وقال ستانلي إن الإعلام المغسول بالقيم الليبرالية للمنتجين هو الذي يجعل الأمر يبدو كأن الفضاء العام كله متصالح مع الحرية الجنسية، إلا أن الحقيقة ليست كذلك" فليس الجميع في الغرب ينظر للمثلية على أنها أمر مقبول".
وقالت "التلغراف" إن الراهب الدومينيكاني يملك من المشتركات مع إمام ديني أكثر مما يملكه مع عضو برلمان محافظ ليبرالي.
ودعا الكاتب الدولة إلى عدم مواجهة هؤلاء المختلفين، ما داموا يحترمون القانون، موضحا أن "الخصوصية الجنسية تعتبر مبدأ غربيا، وكذلك هي حرية الاعتقاد الديني"، مؤكدا أن هذه المبادئ يتم الوصول إليها عن طريق الحرية، لا عن طريق الدولة، وهنا يكمن الاختلاف مع الإسلام المتطرف.
واختتم الكاتب بقوله إن "المحافظين على حق: الإسلام لديه مشكلة مع المثلية الجنسية"، مستدركا بأن "الكثير من المحافظين هم كذلك"، معتبرا أنه سيكون من المغاير للقيم الغربية الإصرار على أن أي شخص يجب أن يعدل أفكاره ليتم قبوله في المجتمع.
ودعا المسلمين، في ختام المقال، للعمل على عقد اجتماعي يتطلب طاعة القانون واحترام الفصل بين الكنيسة والدولة، والحياة، وحق الآخرين بالحياة.