نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، تقريرا سلطت فيه الضوء على شركة "
جي 4 أس" الأمنية المختصة في حماية المطارات، التي كان يعمل فيها منفذ هجوم أورلاندو،
عمر متين، مشيرة إلى أن هذه الشركة شملتها العديد من الفضائح سابقا، وتسببت الحادثة الأخيرة في إسقاطها في دائرة الاتهامات مرة أخرى.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن العاملين في هذه الشركة البريطانية مسؤولون عن تأمين الركاب القادمين عن طريق المطارات والموانئ، مضيفة أن الشركة مسؤولة عن 623 ألف موظف، موزعين على 110 دول في العالم، من بينها الولايات المتحدة التي تعد واحدة من أهم العملاء المفضلين للشركة التي تعتبر الأكبر في قطاع الأمن.
وذكرت أن عمر متين، المتهم الأول في عملية أورلاندو الأخيرة الذي تسبب في مقتل 49 شخصا وجرح 53 آخرين، السبت الماضي، كان من بين العاملين في هذه الشركة.
وأشارت إلى أن الشركة سجلت على أثر هذه الحادثة، خسارة بنسبة ستة بالمئة في سوق الأوراق المالية، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2009.
وأفادت الصحيفة أن شركة "جي 4 أس" كلفت عمر متين بحراسة مبنى يقع في جنوب مدينة
فلوريدا منذ عام 2007. وصرحت الشركة في بيانها أنها نظمت مقابلة عمل مع المتهم عند انتدابه في 2007، وفي 2013، أجاب خلالهما عن الكثير من الأسئلة. بالإضافة إلى ذلك؛ فإنه تم التدقيق في ملفه المهني وسجله القضائي، "ولكن لا شيء يدل على ما ستكون عليه تصرفاته المستقبلية".
وبينت أن ولاية فلوريدا نفسها؛ منحت عمر متين ترخيصا يفوض له الحصول على سلاح، واستعماله بما يتطلبه عمله، "وقام مكتب التحقيقات الفدرالية في 2013، باستجواب هذا العامل
الأمريكي من أصل أفغاني، بخصوص ما تمت ملاحظته عنه من تطرف في مكان عمله. وأفاد جون كينينغ مدير فرع الولايات المتحدة للشركة، بأنها كانت على علم بهذا التحقيق، وأنها كانت تجهل العلاقة المزعومة لعمر متين بالأنشطة الإرهابية".
وقالت الصحيفة إن حادثة أورلاندو لم تكن الضربة الأولى للشركة بهدف تشويه سمعتها، فقد أفادت تصريحات نقلتها صحيفة "الغارديان" في أيار/ مايو 2015، بأن اتهاما وُجه لعامل تابع للشركة في فرع المطار الواقع في العاصمة فيينا بالمتاجرة غير المشروعة، حيث إنه ساعد العديد من المهاجرين غير الشرعيين في الانتقال إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مقابل خمسة آلاف يورو.
وأضافت أن الشركة كُلفت في 2012 بتدريب أعوان أمن لتوظيفهم في فعاليات الألعاب الأولمبية في لندن، لكنها فشلت في المهمة، ولم تتمكن من تدريب سوى أربعة آلاف عون أمن؛ من جملة 10 آلاف و400 كما سبق لها وأن وعدت. وكشفت وسائل الإعلام فيما بعد، أن الأعوان الذين تم تدريبهم كانوا دون السن المطلوبة، وأن التدريب لم يكن بالنجاعة الكافية لضمان الأمن للمتفرجين. وأفاد الموظفون بأنهم توقعوا أن تكون مهمة الأعوان، الذين تراوحت أعمارهم بين 18 و19 عاما؛ تفتيش المتفرجين والحقائب. وأضاف آخرون أن العديد من المتدربين كانوا غير قادرين على الكشف عن القنابل التي يمكن أن يحملها بعض المتفرجين إلى الملاعب، ما تسبب في انخفاض حصة الشركة في الأسواق المالية العالمية بنسبة 17 بالمئة.
وذكرت الصحيفة أن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية لا تزال واحدة من أكبر عملاء شركة "جي 4 أس" منذ أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، إلا أن علاقاتهما التجارية انخفضت بقيمة 89.3 مليون يورو في 2015.