عرب بريطانيا غاضبون لمقتل النائبة الأكثر تأييدا لقضاياهم

تسود حالة من الحزن الشديد الممزوج بالغضب في أوساط العرب والمسلمين في بريطانيا بسبب مقتل النائبة جو كوكس، في هجوم مسلح نفذه متطرف بريطاني. وهي النائبة التي تعتبر واحدة من أكثر المتعاطفين مع القضايا العربية، ومن أشد المتحمسين والداعمين للشعب الفلسطيني وحقه في بناء دولته المستقلة على أرضه بعد طرد الاحتلال منها.

وأصدرت العديد من الهيئات والمنظمات والجاليات العربية والمسلمة، بيانات تنديد بجريمة اغتيال النائبة كوكس التي وافتها المنية عن عمر يناهز الـ41 عاما، فيما تقاطر المئات من العرب والمسلمين على الموقع الذي وقعت فيه الجريمة في منطقة باتلي غربي يوركشاير، ونثروا الورود ووضعوا أكاليل الزهور استذكارا لروحها الطاهرة.

ومن المقرر أن يشارك المئات من أبناء الجالية العربية والمسلمة في وقفة استنكار لجريمة اغتيال النائبة البريطانية، تقام مساء اليوم الأحد في وسط لندن، بحضور زعيم حزب العمال جيرمي كوربن، والنائبة في البرلمان إيميلي ثونبري، فيما دعت أغلب المنظمات والهيئات التي تمثل العرب والمسلمين في لندن للمشاركة في الوقفة التضامنية مع النائبة الراحلة والتنديد بالجريمة التي أدت إلى وفاتها، معتبرين أنها "عمل إرهابي يجب معاقبة فاعله ومن يؤيده".

وقال رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا الدكتور حافظ الكرمي، في تصريح صحافي تلقت "عربي21" نسخة منه، إن "هذا الحادث يمثل تحديا كبيرا للنظام الراسخ في هذا البلد والقائم على حرية الرأي والتعبير، وهو الذي حذرنا منه مرارا وتكرارا، لأن الشحن الدائم من قبل وسائل الإعلام المتطرفة وكثير من الأشخاص والمؤسسات وأحيانا بعض المؤسسات الرسمية، يؤدي حتما إلى مثل هذه النتائح الكارثية".

وأكد الكرمي أن "أولى مهمات الحكومة اليوم هي محاربة العنصرية والتطرف وترسيخ قيم التسامح وحرية الرأي، وعدم التركيز الدائم على محاربة الأشباح، بتشويه صورة مجموعات عرقية ودينية معينة، وسن القوانين المقيدة للحريات بحجة محاربة الاٍرهاب، والتي غالبا ما تكون نتيجة حسابات خاطئة وأجندات لا تصب في مصلحة الشعب البريطاني".

وانتهى الكرمي إلى القول: "إننا نتألم لهذا المصاب ونعزي عائلة النائبة وأصدقاءها ومحبيها، ونتمنى أن يستفيد الجميع من هذه الحادثة لتعزيز قيم الحرية والعدالة وحرية التعبير ومناصرة المظلومين في كل مكان". 

وأصدرت الجمعية السورية في "يوركشاير" بيانا حصلت "عربي21" على نسخة منه، قالت فيه إن "السوريين يقدمون تعازيهم العميقة لعائلة النائبة جو كوكس، وخاصة زوجها بريندين وأطفالهما الاثنين"، مؤكدين أن خبر مقتل النائبة شكل صدمة لكل بريطانيا وليس فقط لمنطقتها الانتخابية.

وقال البيان إن "كوكس كانت أما وزوجة وإنسانة محبوبة، وقدمت خدمات لا تنتهي لمنطقتها، كما أنها كانت تقوم بحملاتها الانتخابية بنفسها". 

وأشار بيان الجمعية السورية إلى أن كوكس كانت واحدة من المتضامنين مع الشعب السوري، وكانت قد قدمت الكثير من الخدمات والإعانات لضحايا الحرب في سوريا، وكانت واحدة من النواب القلائل في البرلمان الذين تحدثوا من أجل تأييد حقوق الشعب السوري.

يشار الى أن كوكس كانت عضوا في مجموعة "أصدقاء فلسطين" بحزب العمال البريطاني، كما أنها كانت من أشهر المتضامنين مع الشعب الفلسطيني والشعب السوري في بريطانيا، وكانت ناشطة في هذا المجال، إضافة إلى كونها من النشطاء الداعين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.


النائبة الراحلة جو كوكس وهي ترفع العلم الفلسطيني


الراحلة كانت عضوًا في حملة دعم الفلسطينيين ببريطانيا