لم تنته مأساة سكان
الفلوجة بنزوحهم إلى خارج المدينة، فبينما يمكث أكثر من 60 ألفا منهم في العراء بمخيمات تفتقر إلى طعام وماء للشرب، فقد حذرت جهات حقوقية من
مواد كيميائية مشعة في أماكن تواجدهم تنذر بكارثة حقيقية، وهذا ما نفاه مسؤولون محليون في الأنبار.
وقال الائتلاف الحقوقي الدولي لأجل
العراق في بيان له تلقت "
عربي21" نسخة منه، إن "الأرض التي يفترشها النازحون من أهالي الفلوجة ما هي إلا مَكبٌّ للنفايات العسكرية، ومطمر للمواد الكيميائية المشعة سابقا".
وناشد البيان "الحكومتين المركزية والمحلية والقائمين على إدارة
المخيمات في عامرية الفلوجة إلى الإسراع في نقل
النازحين إلى أماكن أكثر أمانا، ولا تسبب لهم أمراضا خطيرة تصيب النازحين لاحقا".
وطالب الائتلاف "وزارة الصحة بالتنسيق مع محافظة الأنبار بتوفير مجموعة من الأطباء للتواجد، لمعالجة النازحين من الأمراض التي يعانونها، وتوفير الخيام والفرش كون الكثير من النازحين يفترشون العراء".
وللتحقق من الموضوع، تحدثت "
عربي21" مع عضو مجلس محافظة الأنبار يحيى المحمدي، الذي أوضح، أن"المعلومات بشأن وجود مواد مشعة في أماكن تواجد النازحين عارية عن الصحة تماما".
وأضاف المحمدي: "بعد تداول معلومات كهذه، فقد سارعنا إلى مسؤولين مختصين في مجال الإشعاع بمحافظة الأنبار للتحقق من الموضوع، فتبين أن الأمر لا يعدو كونه شائعة لا أساس لها من الصحة".
المحمدي، أكد أن "مباني لمنشآت التصنيع العسكري التابعة للنظام السابق، على مسافة بعيدة من أماكن تواجد النازحين في منطقة عامرية الفلوجة"، لافتا إلى أن "الضغط الكبير الذي تواجهه المحافظة من أعداد النازحين، قد يكون وراء تلك الشائعات".
معاناة النازحين
عضو مجلس محافظ الأنبار، دعا في حديثه لـ"
عربي21"، الحكومة المركزية في بغداد والمنظمات الدولية إلى الإسراع في إغاثة النازحين، كونهم يفتقرون إلى الطعام والشراب والدواء، فضلا عن أجواء الصيف الحارقة وسط المخيمات.
ووفقا للمحمدي، فإن مخيمات النزوح في مناطق أطراف مدينة الفلوجة، استقبلت 60 ألفا نازح خلال يومين فقط، فيما لا تمتلك الحكومة المحلية في الأنبار الإمكانات المالية الكافية لتوفير احتياجات النازحين.
وبخصوص النازحين المفقودين، أوضح المحمدي أن أكثر من 700 نازح من أهالي الأنبار ما زالوا مفقودين وتم تشكيل لجنة بتوجيه من رئيس الوزراء حيدر العبادي، للتحقيق مع قوات الحشد الشعبي التي استقبلتهم على أطراف مدينة الفلوجة.
وأشار إلى أنه حتى الآن لم تصل أية معلومة من عمليات التحقيق، مؤكدا في الوقت ذاته أن بعض فصائل الحشد الشعبي انسحبت من تلك المناطق، نافيا في الوقت ذاته تواجدها داخل مدينة الفلوجة.
وكان نشطاء أطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "
#نازحو_الفلوجة_يستغيثون"، طالبوا من خلاله المنظمات الدولية والدول العربية والإسلامية، بالإسراع في إغاثة أهالي الفلوجة النازحين.