شبهت صحيفة "يديعوت"
الإسرائيلية محمد دحلان القيادي الفتحاوي المطرود، ومستشار محمد بنزايد رئيس وزراء الإمارت، والمكلف بتدبير الملفات الأكثر غموضا في الثورات المضادة، بأنه "ورقة
الجوكر" الأقوى.
وقالت يديعوت إن "الورقة القوية الجوكر التي تختبئ في علبة أوراق التحالف المؤيد للغرب، الأردن، مصر،
الإمارات، السعودية وإسرائيل، تسمى محمد دحلان، الذي كان من قادة فتح في قطاع غزة وفر بروحه قبل تسع سنوات عندما استولت حماس على الحكم".
وتابعت الصحيفة في مقال افتتاحي نشرته الثلاثاء، كتبه الخبير الأمني أليكس فيشمان: "فقد أصبح دحلان المرشح المركزي لخلافة حماس في غزة، وعند الحاجة سيلقى الإسناد أيضا لاحتلال مكان أبو مازن".
وأضافت نقلا عن "مسؤول كبير في جهاز الأمن هذا الأسبوع بأنه إذا كانت جولة أخرى في غزة فإن الهدف سيكون إسقاط حماس من الحكم. وحسب مفهوم سياسة الأمن الإسرائيلية، كما ترتسم مع دخول الوزير الجديد أفيغدور ليبرمان".
وأضافت: "في مسألة غزة يوجد خياران فقط. الأول: حماس ملجومة تماما، إسرائيل تواصل المساعدات الإنسانية بل وتوسعها، بما في ذلك إشراك الأتراك في إعمار غزة إذا ما وقع اتفاق المصالحة بين الدولتين".
وأوضحت أن "هذا الخيار هو عمليا استمرار السياسة الإسرائيلية على مدى العقد الأخير، والتي في مركزها الفصل بين الضفة والقطاع. إسرائيل تفضل كيانين
فلسطينيين منفصلين ومعاديين الواحد للآخر، حماس ملجومة وسلطة ضعيفة في رام الله تخدمان هذا الميل".
وسجلت أن "الخيار الثاني: حماس تكسر قواعد اللعب، تشرع في جولة عنف أخرى وإسرائيل تسقطها".
ومضت تقول: "لقد نفد صبر إسرائيل عن حق في النزاع الجاري بجولات مع توقفات فيما بينها. خيار إسقاط حكم حماس موضوع على طاولة الحكومات في إسرائيل منذ عقد، إلا أنه يصل إلى طريق مسدود في كل مرة يطرح فيها السؤال من سيحل محلها".
وأفادت الصحيفة: "هنا أيضا يوجد جوابان وكلاهما سيئان: إما أن تسود في القطاع فوضى ترفع إلى الحكم جهات متطرفة أكثر أو أن تجتذب إسرائيل إلى الفراغ وتعود إلى إدارة حياة الغزيين على مدى الزمن. والخياران يقضيان على الرغبة الخيالية للتخلص من حماس دفعة واحدة وإلى الأبد".
وزادت: "منذ دخول ليبرمان إلى المنصب باتوا مرة أخرى يتحدثون عن دحلان كخليفة محتمل لحماس. فهو غزي، له مواقع ومؤيدون بين رجال فتح في غزة وهو يستثمر الأموال في القطاع من خلال زوجته. إذن صحيح، لا يوجد زعيم فلسطيني يكون مستعدا للدخول إلى غزة راكبا الدبابات الإسرائيلية، ولكن دحلان لا يحتاجها. يمكنه أن يأتي في مرسيدس مصرية، بمباركة قادة الإمارات، الذين هم من أعادوه إلى الحياة وسوقوه للسيسي حين كان لا يزال وزيرا للدفاع".
وقالت: "منذ أصبح
السيسي رئيسا نفذ دحلان بتكليف منه سلسلة طويلة من المهام: في ليبيا، في السودان، في إثيوبيا. في مصر هو شخصية هامة. عندما ينزل في القاهرة، تنتظره قافلة من سيارات الليموزين".
واستطردت: "دحلان سيصل، إذا كان سيصل، مع مباركة الأردنيين أيضا، الذين حسب طلب المصريين استضافوه قبل نحو شهر ووجدوا من الصواب تبليغ كل من كان مستعدا لأن يسمع بأنه من ناحيتهم زعيم شرعي".
وزادت: "دحلان لم يزر الأردن أربع سنوات على الأقل. وقد قرر الأردنيون تبنيه لأنهم يائسون من أبو مازن ويفهمون بأنه في نهاية طريقه. كما أن السعوديين لن يعارضوا تغيير الحكم في القطاع. في واقع الأمر كل من يرى في (الإخوان المسلمين) عدوا، سيسره أن يرى حماس تفقد الحكم".
وأكدت أنه "في هذا الشأن ستكون إسرائيل مجرد مقاول تنفيذ، وسيحل محل حماس أحد ما سرقنا معه الجياد في الماضي. أي يمكن أن نجري معه مفاوضات سياسية، الأمر الذي لا يمكن عمله مع حماس. كما أن دحلان هو العدو المرير لأبو مازن، والذي يرى فيه متآمرا خطيرا، وأجهزته الأمنية تعتقل وتقيل أناسا مشبوهين كمقربين أو مؤيدين له".
وشددت: "في مخيمات اللاجئين توجد لدحلان مجموعات مسلحة من رجال التنظيم، أبو مازن مقتنع بأن كل هدفها هو إسقاطه بالقوة. وحسب فكرة ليبرمان، الذي يرى في أبو مازن عدوا خطيرا، فإن عرض دحلان كبديل لحكم حماس أوالسلطة الفلسطينية، يضعف رئيس السلطة الفلسطينية".
وخلصت تقول: "لكن من يعول على هذا الجوكر، فليتذكر السحر الذي ألم بالقيادة الإسرائيلية في أوائل الثمانينيات، جوكر آخر، زعيم لبناني كاريزماتي يدعى بشير الجميل، وما حصل لمصيره ومصيرنا".