كشفت دراسة حديثة، عن ميزة إضافية للرضاعة الطبيعية، حيث أظهرت أن الأطفال الذين يتغذون على لبن الأم بشكل حصري خلال الستة أشهر الأولى من الولادة، هم أقل عرضة للاضطرابات السلوكية خلال مرحلة
الطفولة.
وأوضح الباحثون، بالمركز الأفريقي لصحة السكان بجنوب أفريقيا، أن لبن الأم يقي المواليد من
الاضطرابات السلوكية التي قد تحدث للأطفال بين سن 7 و11 عاما، ونشروا نتائج دراستهم، الأربعاء، في دورية (PLOS Medicine) العلمية.
وأجرى فريق البحث دراسته، بتمويل من الحكومة الكندية، على أكثر من 1500 طفل بصحة جيدة، بينهم 900 طفل تغذوا على
الرضاعة الطبيعية بشكل حصري خلال الستة أشهر الأولى من ميلادهم.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تغذّوا على لبن الأم انخفضت لديهم مخاطر الإصابة بالاضطرابات السلوكية في سن الدراسة الابتدائية بنسبة 56%، بالمقارنة مع غيرهم.
وقال الباحثون إن اضطرابات السلوك تبدأ في مرحلة الطفولة وتستمر حتى سنوات المراهقة، وتعيق الطفل عن إنشاء علاقات اجتماعية فعالة وسليمة مع غيره، ويتصف سلوكه بأنه غير مرغوب فيه وغير مثمر.
وأضافوا أن اضطرابات السلوك ترتبط أيضا مع زيادة العداء للمجتمع، عبر السلوكيات العنيفة، التي تصل إلى حد ارتكاب الجرائم، وتؤدي على المدى الطويل إلى تردي الصحة العقلية وانخفاض التحصيل الدراسي.
وكانت دراسة دولية كشفت أن تحسين معدلات الرضاعة الطبيعية، يمكن أن ينقذ حياة حوالي 820 ألف طفل سنويا حول العالم، وهذا الرقم يمثل حوالي 13% من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة سنويا.
وتنصح منظمة الصحة العالمية بأن حليب الأم يظل مصدر الغذاء الرئيسي للطفل حتى سن الستة أشهر، وتوصي بالاستمرار لاحقا في الرضاعة الطبيعية (إضافة إلى الغذاء الصلب) حتى وصول عمر الطفل إلى سن عام.