أقدمت عائلتان لمسلحين اثنين على
تسليم نفسيهما لقوات
الجيش الجزائري بجبال محافظة جيجل، شرق البلاد، خفية عن
المسلحين، واستقبلت فرقة من الجيش أفراد
العائلتين المتكونتين من امرأتين وتسعة أطفال، كانت آثار المعاناة بادية عليهم.
وأوضحت وزارة الدفاع الوطني بالجزائر، ببيان، الجمعة، "أن العائلتين سلمتا نفسيهما بمنطقة بوحلوان بمحافظة جيجل التي نفذت بها مفرزة للجيش الوطني الشعبي، الخميس، عملية تمشيط أفضت إلى الاشتباك مع إرهابي".
وأوضحت الوزارة أنه "فور اقتراب فرقة من الجيش من المكان الذي تتواجد به العائلتان، اغتنم أفرادهما الفرصة وسلموا أنفسهم للتخلص من الاستغلال والعنف المفروض عليهم من طرف الإرهابيين".
وأورد البيان أن "مجموع أفراد العائلتين الذين سلموا أنفسهم يبلغ 11 فردا، مقسمين بين امرأتين وتسعة أطفال، خمس بنات وأربعة ذكور"، كما أورد أن العملية تمت "في إطار مكافحة الإرهاب وتمت يوم 30 حزيران/ يونيو 2016 على الساعة العاشرة ليلا".
كما اضطر أفراد العائلتين إلى تسليم أنفسهم تحت ضغط اشتباك دار بين قوات الجيش ومسلح يدعى "محمد السعيد"، وقد أصيبت زوجته وابنته الرضيعة وجرى توقيف بناته الثلاث.
وبحسب وزارة الدفاع بالجزائر، فإن العائلة الأولى تتكون من امرأة وأربعة أطفال، وكانت زوجة المسلحين المدعوين "ب. جمال" و"م. عبد القادر" واللذين قتلا من طرف قوات الجيش الشعبي الوطني بين سنتي 2008 و2014 ولها ابنان ينشطان ضمن المجموعات الإرهابية، وناشدتهما والدتهما بترك السلاح.
أما العائلة الثانية فتتكون من امرأة وخمسة أطفال متزوجة بأحد المسلحين "ق.يزيد" المكنى "المثنى".
ويضيف بيان وزارة الدفاع أن "أفراد هاتين العائلتين وخاصة الأطفال كانوا يعيشون تحت بطش الإرهابيين كرهائن في ظروف غير إنسانية محرومين من أدنى الحقوق". بينما أكدت المصالح العسكرية بأن "العائلتين هما الآن في ظروف جيدة، وتتكفل بهما المصالح الاجتماعية المختصة".
وكانت ولاية جيجل، شهدت حادثة مماثلة، شهر آب/ أغسطس 2015، حينما سلم إرهابي نفسه لقوات الجيش ومعه ثلاث نساء وسلاحه المتمثل في قطعة "كلاشينكوف" بمخزوناتها المعبأة، حيث تنقل بوزيد بوطاوي إلى فرق القطاع العسكري بمدينة جيجل ليسلم نفسه.
ووجه بوطاوي نداء للمجموعات المسلحة بالجزائر من أجل ترك السلاح والاندماج بالمجتمع، وقال: "تركت السلاح وأنا بين أيدي الجيش ولا أحد اعتدى علي، لا خوف عليكم".
وشهدت المنطقة شهر كانون الثاني/ يناير، أيضا، القبض على المسلح علي إسماعيل، الذي التحق بالجماعات المسلحة عام 1994، وكان برفقته زوجته وثلاثة من أبنائه.
وطرحت قضية العائلات الهاربة من معاقل السلاح جدلا واسعا فيما عرف بأطفال الجبل، أي الأطفال المولودين وسط الجماعات المسلحة عن طريق زيجات غير مقيدة مدنيا وإداريا، بينما أغلب هؤلاء الأطفال لا يعرفون القراءة والكتابة.
وقال مروان عزي، رئيس خلية المتابعة لتنفيذ المصالحة الوطنية، في تصريح لـ"
عربي21"، الجمعة: "إن الخلية قيدت 700 حالة لطفل ولد بالجبال وسط الجماعات المسلحة بكل مناطق القطر الجزائري"، مضيفا: "هناك إجراءات تتبعها الحكومة من أجل تسوية الملفات الإدارية لهؤلاء الأطفال، ومن ذلك تمدرسهم".
وأضاف عزي: "عدد كبير من آباء هؤلاء الأطفال قضي عليهم بعمليات أمنية واشتباكات بين قوات الأمن والعناصر المسلحة على مدار السنوات الماضية".