أعلنت قوات النظام السوري عن هدنة مؤقتة في عموم أنحاء سوريا طيلة أيام عيد الفطر، الذي يبدأ الأربعاء في سوريا ومعظم البلدان العربية.
وقال بيان نشره تلفزيون "الإخبارية السورية"، إن الجيش أعلن عن "نظام تهدئة" لمدة 72 ساعة (أيام العيد الثلاثة)، وذلك من الساعة الواحدة يوم 6 تموز/ يوليو لغاية الساعة الثانية عشرة ليلًا يوم 8 تموز/ يوليو الجاري.
من جهته أعلن الجيش السوري الحر، الأربعاء، التزامه بوقف إطلاق النار الذي أعلنه النظام .
وقال بيان نشر على حساب أحد قادة المعارضة السورية البارزين على تويتر "نعلن نحن الفصائل الثورية المسلحة في
سوريا أننا نرحب بأي جهد لوقف إطلاق النار أيام عيد الفطر السعيد ونعلن أننا سنلتزم به طالما التزم به الطرف الآخر".
من جانبه، عبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأربعاء عن أمله أن يكون إعلان التهدئة لمدة 72 ساعة في سوريا "بشيرا" بإمكانية التوصل إلى اتفاقيات مماثلة أكثر طموحا وصمودا.
وقال كيري في مؤتمر صحفي في تفليس "نرحب بشدة بإعلان الجيش السوري التهدئة لمدة 72 ساعة"، مضيفا أن المناقشات تجري لتمديد الهدنة.
وأضاف "نحاول جهدنا أن نحول المناقشات الحالية إلى وقف للأعمال القتالية أطول أمدا، وقابل للتنفيذ والمحاسبة يمكن أن يغير العوامل المحركة للأوضاع على الأرض".
ومع إعلان الهدنة صباح العيد، فقد شن طيران النظام السوري والطيران الحربي الروسي غارات ضد قوات المعارضة وأحياء مدنية في عموم البلاد.
ولم يحدد البيان ما إذا كان نظام التهدئة يشمل أيضا قتال تنظيم الدولة وجبهة النصرة.
وأغار الطيران الحربي صباحا على مدينة حلب، فقُتل مدنيان وأصيب نحو 25 آخرين في حي المشهد، إثر استهدافه بقذائف قبيل صلاة العيد، بحسب صحيفة "عنب بلدي" المعارضة.
وشهدت عدة محافظات سورية تصعيدا كبيرا من قبل النظام السوري خلال الأيام القليلة الماضية، وتركز بشكل كبير في محافظتي حلب واللاذقية، وشمل محافظات أخرى.
تفجير لتنظيم الدولة بالحسكة
من جانب آخر، تبنى تنظيم الدولة الأربعاء، الهجوم الانتحاري الذي أوقع 16 قتيلا عشية عيد الفطر في حي الصالحية في مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا.
وفي بيان جرى تداوله على مواقع جهادية، أعلن التنظيم الأربعاء، الذي يصادف يوم عيد الفطر، أنه "تمكن الأخ الاستشهادي أبو بكر الشامي من الانغماس بسترته الناسفة وسط تجمع لمرتدي الأكراد بالقرب من دوار الصالحية في مدينة البركة"، وهي التسمية التي يطلقها تنظيم الدولة على مدينة الحسكة، وقام بتفجير سترته الناسفة.
وقتل 16 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب أربعون آخرون بجروح جراء تفجير انتحاري استهدف مساء الثلاثاء حي الصالحية، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي كان أفاد بن الانتحاري كان يقود دراجة نارية حين أقدم على تفجير نفسه.
ووقع التفجير، بحسب مصدر من قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش)، أمام فرن للخبز في الحي الذي يقع في شمال شرق المدينة وتسكنه غالبية كردية، وهو تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.
وشهدت مدينة الحسكة جوا من التوتر في اليومين الأخيرين جراء اشتباكات بين قوات النظام وقوات الأسايش.
وانسحبت قوات النظام السوري تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة النزاع في سوريا العام 2012، لكنها احتفظت بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي.