قتل خمسة شرطيين، وأصيب 14 آخرون بينهم مدنيين بجروح مساء الخميس في دالاس جنوب الولايات المتحدة برصاص
قناصة أشاعوا حالة من الفوضى والخوف إثر تجمع احتجاجي على مقتل رجلين أسودين برصاص شرطيين، في حين استمر ليلا تبادل إطلاق النار مع مشتبه به قال إنه زرع قنابل في وسط المدينة.
وتجمع المئات في هذه المدينة الكبيرة بولاية
تكساس في إطار سلسلة من التحركات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة للاحتجاج على العنف الذي تمارسه الشرطة بحق
السود بعد مقتل رجلين في لويزيانا ومينيسوتا برصاص شرطيين ونشر أشرطة فيديو عن الحادثين شاهدها الملايين.
ودفع الأمر الرئيس باراك أوباما إلى الدعوة مجددا لإصلاح سلك الشرطة بصورة عاجلة.
وكان التجمع انتهى للتو عندما سمع أزيز الرصاص في حوالي التاسعة مساء الخميس.
اقرأ أيضا: "السود" يتظاهرون بعد قتل الشرطة لأحدهم في أمريكا (شاهد)
وبدا واضحا أن القناصة الذين فتحوا النار مع انفضاض التجمع يستهدفون رجال الشرطة، وبالإضافة إلى مقتل خمسة شرطيين وإصابة 14 بجروح اثنان منهم اصابتهما بالغة، أصيب مدنيان بجروح، وفق الشرطة.
فوضى عارمة
وأشاع إطلاق النار الذعر والفوضى وراح الناس يجرون في كل اتجاه، وقال شاهد "كان هناك سود وبيض ولاتينيون، الجميع كان هنا للاحتجاج. ثم سمع إطلاق نار. شعرنا وكأن إطلاق النار موجه نحونا. سادت الفوضى، كان الوضع أشبه بالجنون".
وقال ديفيد براون رئيس شرطة دالاس إنه في نهاية التجمع "بدأ رجلان بإطلاق النار على رجال الشرطة من موقع مرتفع".
وبعد ساعات، مع تقدم الليل، استمر تبادل اطلاق النار بين الشرطة ومشتبه به اختبأ في مرآب وسط المدينة وكانت الشرطة تتفاوض معه.
وقال رئيس شرطة دالاس للصحافيين إن "المشتبه به الذي نتفاوض معه قال لمفاوضينا إن النهاية اقتربت. وأنه سيؤذي ويقتل المزيد منا، وهو يعني الشرطيين. وقال إن هناك قنابل في كل مكان في هذا المرآب وفي وسط المدينة" مضيفا "لذلك نتوخى الحذر في تحركاتنا حتى لا نسبب مزيدا من الأذى لمواطنينا في دالاس مع مواصلة التفاوض".
وتم توقيف شخصين مشتبه بهما بعد أن عثر على حقيبتين بألوان تمويه عسكرية في سيارتهما، وأوقفت لاحقا امرأة كانت في الجزء نفسه من المرآب مع مطلق النار.
وسلم رجل أسود نفسه للشرطة بعد أن نشرت صورته وهو يتجول مرتديا ملابس عسكرية ويعلق بندقية على كتفه.
ويجيز القانون لمن لديه رخصة التجول بالسلاح في ولاية تكساس.
وقال براون "لسنا متأكدين بعد من أننا قبضنا على جميع المشتبه بهم".
ونشرت أعداد من شرطة التدخل السريع في المدينة بعد بدء إطلاق النار وفق قنوات التلفزة المحلية، وأعلنت هيئة الطيران المدني منع التحليق على ارتفاع يقل عن 2,5 ميلا فوق المدينة باستثناء طائرات النجدة تحت إشراف شرطة دالاس.
وقال رئيس البلدية مايك رولنغس إن البيت الأبيض وحاكم تكساس غريغ أبوت عرضا المساعدة متحدثا عن "صباح حزين" في المدينة.
وقال "علينا أن نتحد كمدينة، وكبلد، وأن نشبك أيدينا ونضمد الجراح التي نشعر بها من قت لآخر. الكلمات مهمة. القيادة مهمة في هذه الأوقات".
وصدرت صحيفة "دالاس مورننغ نيوز" بعنوان "كمين" فوق صورة امرأة تعتني بشرطي.
شريط "مفجع"
ونشر شهود عيان على الإنترنت اشرطة فيديو عن تبادل إطلاق النار تسمع فيها الطلقات النارية وصفارات سيارات الشرطة.
وقال إسماعيل ديهيسوس الذي كان مختبئا في فندق كراون بلازا لمحطة "سي إن إن" معلقا على الفيديو الذي التقطه ونشرته المحطة، "هذا هو، هنا قرب العمود الأبيض، يطلق النار إلى اليسار، يطلق النار إلى اليمين، يطلق من الجانب الآخر ثم يستدير ويؤمن ظهره، لكن شرطيا جاء من يمين الشاشة وحاول السيطرة عليه. لم تجر الأمور جيدا. لقد انتهى الأمر نهاية مأساوية".
وأضاف "إنها تصفية. بعد أن كان على الارض، وقف فوقه وأطلق النار عليه ربما ثلاث أو أربع مرات في ظهره".
وفي فيديو آخر يسمع صوت شاهد يقول "يا إلهي، هناك أناس ممدون على الأرض. أرجو أن يكونوا فقط مختبئين".
ويقول شاهد آخر "هذا الشخص مدجج بالسلاح. هذا ليس مجرد شخص عادي".
الآلاف نزلوا إلى الشوارع
وأثار مقتل ألتون سترلنغ في لويزيانا وفيلاندو كاستيل في مينيسوتا مجددا الجدال حول استخدام الشرطة للقوة القاتلة ولا سميا ضد السود.
وتحدث الرئيس باراك أوباما الخميس عن "مشكلة خطيرة" تعاني منها أمريكا داعيا إلى البدء بإصلاح سلك الشرطة.
وقال أوباما إن من الواضح أن أعمال القتل ليست "أحداثا معزولة" وإنما تشكل "أعراضا للتحديات الأكبر في نظامنا القضائي"، متحدثا عن "فروقات عنصرية" وعن "انعدام الثقة بين قوى الأمن ومجموعات كبيرة من السكان".
ونشرت دايموند رينولدس صديقة كاستيل شريط فيديو مساء الأربعاء بعد مقتله في ضاحية سانت بول حيث يظهر شرطي يصوب مسدسه عليها عبر نافذة سيارتها وبداخلها تجلس ابنتها في المقعد الخلفي.
وشوهد الشريط الذي يظهر فيه كاستيل وهو ينزف ملايين المرات وأثار غضبا عارما ودفع الآلاف للنزول إلى الشوارع ونظمت تجمعات حاشدة من نيويورك إلى لوس أنجيلس مرورا بواشنطن وشيكاغو وأتلانتا مساء الخميس.
واستمر التحرك حتى فجر الجمعة في سانت بول حيث تجمع المئات من جميع الأعمار والانتماءات أمام منزل حاكم مينيسوتا مرتدين قمصانا كتب عليها "اوقفوا قتل السود" و"الأيدي مرفوعة، لا تطلقوا النار".
وفي مانهاتن، توجه الآلاف الى ساحة تايمز سكوير هاتفين "كفى" و"حياة السود مهمة" على اسم الحركة التي تعمل على وقف العنف الذي تمارسه الشرطة بحق الأمريكيين السود.