رغم إعلان النظام السوري
هدنة خلال أيام عيد الفطر، ثم إعلانه السبت تمديدها لمدة 72 ساعة، إلا أن هذه الهدنة لم تجد من يدل عليها على أرض الواقع. فبينما استمر القصف على مختلف المناطق في
سوريا، أطلقت قوات النظام في ريف
اللاذقية، الأحد، هجوما لاستعادة مناطق فقدتها مؤخرا في
جبل الأكراد.
وكان النظام أعلن مع حلول عن تطبيق نظام تهدئة لمدة 72 ساعة في كافة الأراضي السورية بدءا من الساعة الواحدة يوم 6 تموز/ يوليو ولغاية الساعة الـ24 يوم 8 تموز/ يوليو 2016، من دون أن يلتزم بها، بحسب نشطاء وقادة ميدانيون في الفصائل.
وبعد إعلان تمديد الهدنة السبت، بدأ عناصر النظام بقصف مختلف قرى ريف اللاذقية بالصواريخ والمدفعية الثقيلة من مراصدهم المنتشرة بجبلي الأكراد والتركمان، والمشرفة على القرى الخاضعة لسيطرة الثوار، مثل مراصد قمة النبي يونس وبرج القصب وبرج البيضاء.
ومع ساعات صباح الأحد، بدأت قوات النظام بمحاولة جديدة بهدف التقدم واستعادة السيطرة على ناحية كنسبا وقلعة شلف المرتفعة.
وفي حديث لـ"عربي21"، أكد القيادي بالفرقة الأولى الساحلية، أحمد حمزة، أن قوات النظام تحاول منذ الصباح التقدم باتجاه قرية وقلعة شلف وناحية كنسبا من أكثر من محور، وذلك بعد تمهيد مدفعي وصاروخي عنيف استهدف المنطقة بعشرات الصواريخ، بالتزامن مع تنفيذ طيران النظام السوري والطيران الروسي أكثر من سبع غارت جوية استهدفت المنطقة.
وأوضح حمزة أن قوات النظام لم تحقق أي تقدم على جبهات القتال حتى اللحظة، حيث تمكن الثوار من التصدي لهجمات النظام، وتمكنوا من قتل أكثر من 11 من عناصره خلال معارك الأحد، في حين لا تزال المعارك مستمرة، مشيرا إلى أنه رغم أن قوات بشار الأسد تستخدم سياسة الأرض المحروقة، فإن "الثوار تمكنوا من الصمود في مناطقهم مستفيدين من الجبال التي يتحصنون بها".
وذكر القيادي العسكري، خلال حديثه مع "عربي21" أن قوات النظام حاولت قبل يومين التقدم على المحور ذاته، حيث قامت بالزج بالعشرات من عناصرها في عمليات الاقتحام، لكن تمكن الثوار حينها من قتل عدد من جنود الأسد بينهم ضابط، وإجبار الباقين على التراجع.
وأشار حمزة إلى وجود مجموعة من قوات النظام تمكن الثوار من محاصرتها في محيط قلعة شلف، حيث يعمل المقاتلون على أسرهم بعد أن انسحب غالبية جنود النظام، تاركين خلفهم عددا من جثث القتلى وكميات من الذخيرة.
من جهته، ذكر الناشط الإعلامي رستم صلاح؛ أن قوات النظام لجأت لإعلان الهدنة في الأيام الماضية؛ بعد خسارتها عددا من المناطق الهامة بريف اللاذقية وريف حلب الجنوبي؛ كانت سيطرت عليها قبل أشهر بدعم جوي روسي في الأشهر الماضي.
وبحسب صلاح، فإن أفضل الطرق أمام النظام لإيقاف تقدم الثوار، خصوصا على جبهات الساحل، هو إعلان الهدنة، "وذلك ليظهر للعالم انه يعمل على التهدئة، ولكن بالحقيقة هدفه تحصين مواقعه بشكل جيد، ومحاولته تهدئة بعض الجبهات لسحب عناصره منها ونقلهم الى جبهات حلب واللاذقية التي يعمل على التقدم فيها"، على حد قول الناشط الإعلامي في حديث لـ"عربي2".
ورأى رستم صلاح أن "النظام يعمل على استعادة السيطرة على المناطق التي تمكن الثوار من تحريرها، خصوصا في الساحل، وذلك بضغط روسي"، رغم الخسائر الكبيرة التي يتلقاها، معتبرا أنه "مجبر على تحقيق أي تقدم لتحويل خسارته إلى نصر، ولو كان إعلاميا فقط".
ولفت إلى أن إعلام النظام زعم الأحد أن قواته تمكنت من السيطرة على قلعة شلف وأن عناصر جيشه في تقدم "وكل ذلك غير صحيح"، بحسب رستم صلاح؛ الذي أكد أن هذه "الانتصارات في الإعلام فقط".
واتهم صلاح إعلام النظام السوري بـ"الكذب"حيث قام بتصوير قرية طعوما بجبل الأكراد، والتي يسيطر عليها النظام بالفعل، على أنها قرية شلف بعد استعادتها.
وقال إن الثوار يدركون هذا الأمر، "ما دفعهم إلى تحصين مواقعهم على هذه الجبهات والعمل على صد جميع هجمات مليشيات الأسد".
يذكر أن الثوار تمكنوا من السيطرة على ناحية كنسبا وقلعة شلف الاستراتيجية، إضافة إلى من القرى بجبل الأكراد أواخر الشهر الماضي، ضمن معركة أطلقوا عليها اسم "معركة اليرموك"، وذلك بعدما كانت قوات النظام قد سيطرت قبل أشهر على أغلب مناطق ريف اللاذقية بدعم جوي روسي.