قالت صحيفة "إندبندنت" إن قلة الثقة بالشرطة تتسبب في تردد الآباء في إخبار الشرطة عن أي مؤشرات تطرف لأبنائهم، مشيرة إلى
دراسة نشرتها دورية الدراسات الإثنية والراديكالية، تقول إن الآباء المسلمين ينظرون للشرطة بحذر، حيث إنهم ليسوا مستعدين للاتصال بها إن سافر أبناؤهم إلى
سوريا.
ويشير التقرير إلى أن حوالي 800 شخص سافروا من المملكة المتحدة إلى سوريا والعراق، بحسب أرقام الشرطة؛ للقتال إلى جانب المجموعات الجهادية في سوريا والعراق، وعاد منهم حوالي 300.
وتنقل الصحيفة عن الأستاذ المشارك في علم الجريمة في جامعة برمنغهام سيتي الدكتور عمران أوان، قوله: "إن المعطيات من الدراسة تشير إلى أن أعضاء المجتمع المسلم يجدون إشكالية في الشراكة مع الشرطة"، وأضاف: "أعرب الآباء الذين تحدثنا معهم عن قلقهم من قلة الدعم للعائلات المسلمة، وخشيتهم بأنه سيتم اعتقال وإسقاط جنسية كل من ذهب إلى سوريا، إن هم أخبروا عنهم".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن عددا من الآباء العشرين، الذين تمت مقابلتهم، أعربوا عن خشيتهم من اعتقال أفراد آخرين من العائلة إن هم أخبروا الشرطة عن أبنائهم، مشيرا إلى أن إحدى الأمهات قالت للباحثين بأنها لن تتصل بالسلطات؛ لأن الشرطة "قد تأتي لتطرق بابها، وتعتقل أطفالها الآخرين".
وتورد الصحيفة نقلا عن أحد الآباء، قوله: "لن أخبر عنهم الشرطة؛ لأن ذلك الأمر لا يفعله الآباء، نحتاج أن نعلمهم بألا يسافروا أصلا، إن أخبرت الشرطة فقد يعتقلونني أنا وأولادي".
ويفيد التقرير بأن الآباء الآخرين عبروا عن قلقهم من أن أي عائد من سوريا سيحكم عليه بالسجن فترة طويلة، لافتا إلى أنهم كانوا يستشهدون بقضية ماجدة سروار، التي أخبرت السلطات عن ابنها عام 2012، عندما سافر إلى سوريا "للجهاد"، حيث قالت سروار إنها شعرت بأن الشرطة خيبت أملها، بعد أن حكم على ابنها بالسجن مدة 12 عاما و8 أشهر، وأضافت لـ"بي بي سي" أنها شعرت بالخذلان والاستغلال، وقالت: "لو كنت أعلم بأنهم سيلقون بابني في السجن لما أخبرتهم عن الرسالة".
وتنوه الصحيفة إلى أن العديد من الآباء شعروا بأنه يمكن عمل المزيد لإعادة تأهيل العائدين من سوريا، حيث قالت إحدى الأمهات: "أقصد مثلا المساعدة في تنظيف الشوارع، وزيارة المدارس، والدورات التعليمية، بالإضافة إلى مساعدتهم في إيجاد عمل، هذا كله بالنسبة لي إعادة تأهيل، ويجب ألا يعزل هؤلاء الناس؛ لأنهم عرضة (للتطرف)".
وبحسب التقرير، فإن الكثيرين رأوا بأنه يمكن فعل المزيد في المجتمعات لتجنب
التطرف، مشيرا إلى أن إحدى الأمهات قالت للباحثين: "أظن أن على الأئمة أداء دور أيضا، بأن يتحدثوا للشباب؛ لمنعهم من الذهاب هناك للقتال؛ لأن هذا ليس جهادا، بل هو غباء".
وتنقل الصحيفة عن المحاضرة في العمل الاجتماعي في جامعة بيرمنغهام الدكتورة سوريندر غورو، قولها: "يبدو أن التناقض المركزي هو أن الشرطة تعد الآباء مسؤولين ضمنيا عن أفعال أبنائهم، لكن الآباء يصرون على أنهم غير مسؤولين، وأنهم لا يملكون من الأمر شيئا تقريبا".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول غورو: "في الظروف التي تنعدم فيها الثقة بالشرطة في المجتمع، فإن حفظ النظام في المجتمع سيكون في الغالب غير فعال؛ لأنه ينظر للقائمين عليه بعين الريبة".