أدان نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية إبراهيم منير الحادث الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية، مساء الخميس، والذي أدى لمقتل 84 شخصا، وإصابة نحو مئة بعملية دعس (جنوب البلاد).
ووجه "منير"- في بيان له مساء الجمعة- ثلاث رسائل، قائلا: "إلى أن تظهر الحقيقة، وبظاهر ما أعلن عن الحدث، وللجناة أيا كان انتماؤهم أو دينهم أو عقائدهم (من خطط وحرض ونفذ) إذا كانوا مسلمين، نقول: إنكم خالفتم شرع الله سبحانه الذي نؤمن به وهتكتم إنسانية الإنسان بما أقدتم عليه من إراقة دماء بريئة بغير حق وإشاعة الخوف والفزع".
وأضاف: "وللمسلمين منهم على وجه الخصوص (بعد أن أعلن أن الجاني كان مسلما)، نقول إن عهد التواجد على أي أرض فيها قوانين وعهود نلتزم بها، فليس من الإيمان نقضها، وأن هؤلاء الضحايا الأبرياء ليسوا ممن يتترس بهم أعداء الإسلام كما قد تأتي فتاوى البعض، وستظل دماؤهم عالقة في رقاب الفاعلين والساكتين عن قول الحق إلى يوم القيامة".
ووجه "منير" ثاني رسائله إلى الأمة الفرنسية وإلى الجالية المسلمة على أرضها، قائلا: "نقدم خالص العزاء، وسنظل على تأكيدنا بأن هذا الحادث وما كان قبله من حوادث لا يمثل الإسلام، والمسلمون منه براء، فلا تحمّلوا دين السلام الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم- انحراف الجاهلين ومؤامرات المحرضين".
كما توجه برسالة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي قال إنه "سارع باختصار الإرهاب في الإسلام قبل أي تحقيق قضائي نزيه، وإلى كل حكومات العالم ومؤسساته الدولية، وبعد صدور التقرير البريطاني الأسبوع الماضي الذي أصدره السير تشيلكوت (Chilcot Inquiry)".
وأشار "منير" إلى أن تقرير "تشيلكوت" أظهر "الإرهاب الذي تقوم به الدول العظمى وبرعاية المؤسسات الدولية بافتراء الكذب، مما أدى إلى سفك الدماء البريئة، ومع استمرار إرهاب الأنظمة المحلية المدعومة دوليا في ميانمار وبنجلادش وكشمير وفلسطين وسوريا ومصر واليمن وليبيا".
واستطرد قائلا: "ارفعوا أيديكم عن شعوبها وأوقفوا دعمكم العسكري والدبلوماسي لهذه الأنظمة التي تقوم باستفزاز الناس وإراقة دمائهم ومصادرة إمكاناتهم وحتى مستقبلهم، والأهم من ذلك كله أوقفوا المتاجرة بدماء شعوبكم (والحرب على العراق خير دليل)".
واختتم نائب المرشد العام لإخوان مصر بقوله: "كلمة أخيرة لكل عامل مخلص لدينه، ولكل مشفق على دماء وإنسانية الإنسان، واصلوا طريق الإصلاح، وارفعوا أصواتكم بإدانة أي انحراف من أي مصدر كان، حتى ولو كان من حكومات الدول العظمى التي تبكي بكاء الثعالب على ضحايا سياساتها ومؤامراتها بلا قلب ولا ضمير".
كما أدان المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين طلعت فهمي قائلا إن "الإخوان يعبرون عن عزائهم وتضامنهم مع أسر الضحايا، كما يستنكرون سرعة إلقاء التهم جزافا على الإسلام والمسلمين، حتى قبل أن تكشف التحقيقات عن أسباب الحادث، والتي تظهر حتى الآن أن المتهم جنائي وليس سياسيا".
وأضاف "فهمي" – في تصريح له الجمعة- أن "إلقاء الاتهامات بهذا الشكل المتسرع يدل على أن هناك جهات حريصة على زيادة وتعميق ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية، وهو ما يدعم حجج
الإرهاب الأسود الذي تمارسه بعض المنظمات المتطرفة، وكذلك الدول المستبدة".