هل ستشهد العلاقات
الجزائرية المغربية انفراجا بعد أن استقبل الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، الجمعة، ناصر بوريطة الوزير المنتدب للشؤون الخارجية المبعوث الخاص للملك محمد السادس، الذي حمل رسالة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة؟
وتعرف العلاقات الجزائرية المغربية انسدادا منذ عقود، ولا تلبث أن تعرف انفراجا، حتى تعود إلى سالف عهدها، على خلفية تباين المواقف بين الحكومتين بخصوص القضية الصحراوية.
ويرى المتتبعون بالجزائر أن استقبال الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال الوزير المنتدب للشؤون الخارجية المبعوث الخاص للملك محمد السادس، تعد بادرة قد تكون مؤشرا على تحول في العلاقات بين البلدين، ويتزامن هذا التطور بالعلاقات، مع انتخاب إبراهيم غالي أمينا عاما لـ"جبهة البوليساريو" ورئيسا لما يسمى "جمهورية الصحراء الغربية".
وتعتبر زيارة الجمعة، الأولى من نوعها لمسؤول مغربي رفيع المستوى، منذ سنوات، وعرفت السنوات الثلاث الأخيرة تصعيدا لافتا بين الحكومتين، على خلفية عديد الملفات المغاربية والإقليمية، لكن ملف التوتر يبقى واحدا وهو الملف الصحراوي.
وقال بيان لمكتب الوزير الأول عبد المالك سلال إن اللقاء تمحور حول "العلاقات الثنائية، كما سمح بتبادل وجهات النظر حول التحديات التي تواجهها أفريقيا والعالم العربي".
كما أفاد البيان ذاته: "تم التركيز خلاله على الأمن الإقليمي لاسيما مكافحة
الإرهاب والجريمة الدولية المنظمة والمسائل المتعلقة بالهجرة وإشكالية التنمية".
واشتكت الجزائر من تدفق مهاجرين مغاربة على
الحدود، كما سبق لوزارة الخارجية الجزائرية أن استدعت السفير المغربي بالبلد بعد توقيف عشرات المغاربة برفقة مهاجرين من مالي والنيجر، وقالت الخارجية الجزائرية عن المهاجرين السريين إنهم "يتخذون من الجزائر مركز عبور نحو ليبيا للالتحاق بتنظيم الدولة".
ولأول مرة يحضر رئيس جهاز
الاستخبارات بالجزائر اجتماعا من هذا النوع، حيث كان الفريق عثمان طرطاق بين من حضر اللقاء عن الجانب الجزائري، إضافة إلى وزير الشؤون المغاربية وعضو الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، وعن الجانب المغربي مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات ياسين المنصوري، وسفير المغرب بالجزائر عبد الله بلقزيز.
واعتبر الخبير في الشؤون السياسية بالجزائر عزيز بن جعفر في تصريح لـ "
عربي21"، السبت، أن "زيارة المسؤول المغربي، بمثابة عربون مغربي يؤشر عن نية الرباط لتجاوز الخلافات مع الجزائر"، مضيفا أن "التحديات الأمنية هي من دفع الحكومتين إلى التفاهم حول لقاء لاستيضاح المواقف ومحاولة التنسيق من أجل كبح جماح الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة".
وشدد المتحدث: "من الممكن جدا أن تتوج هذه الزيارة بزيارات متبادلة أخرى لاحقا، فالجزائر لا يمكنها أن ترحل والمغرب كذلك، والدولتان مجبرتان على إيجاد قواسم تفاهم مشتركة بطريق دعم التعاون الثنائي بينهما على مختلف الجبهات".