قال الكاتب والمخرج
المصري، محمد دياب إن فيلمه السينمائي الجديد "اشتباك" يتعرض لـ"حرب" من جهات مجهولة؛ لأنه يناقش قضايا "حساسة" لبعض الجهات.
وذكر في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"؛ أن فيلمه "يتعرض لحرب طاحنة من بعض الجهات التي تريده أن يولد ميتا في مصر، رغم أنه كان من ضمن أهم 10 أفلام في مهرجان كان السينمائي"، مضيفا: "كون الفيلم يناقش وبقوة عدة قضايا، منها السياسي، فهناك من يريد محاربته ومحوه من ذاكرة
السينما المصرية".
وأضاف: "رهاني الوحيد والأكبر على الجمهور المصري؛ الذي أدعوه من خلال منبركم لمشاهدة الفيلم، وعدم الانصياع وراء آراء صحف أو قنوات حاربت الفيلم قبل عرضه أصلا"، على حد تعبيره.
وأوضح أن عرض الفيلم في مصر يمثل له "شعورا جديدا"، وأنه سعيد بأول ردود فعل للعرض الخاص الذي تم مساء الجمعة 22 تموز/ يوليو الجاري.
وتابع دياب، وهو كاتب كان له دور في ثورة 25 يناير: "مشاهدة الفيلم جماهيريا والردود الجيدة عليه ستكون خير رد على هؤلاء الذين لا يريدون لأي عمل محترم وذي قيمة التواجد على الساحة"، مؤكدا أن "العمل الذي يحترم الجمهور هو الذي سيكون؛ لأن الجمهور هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة".
وفي تعليقه على كون العمل ذا طابع سياسي، وأنه يظهر وزارة
الداخلية في ثوب "بلطجية" وهو هتاف شهير ردده ثوار مصر "الداخلية بلطجية"، قال دياب: "الفيلم سياسي ودرامي وكوميدي واجتماعي.. لماذا يركز الناس على البعد السياسي فقط؟.. وأنا أظهرت عيوب الجميع، ومنهم الإخوان أيضا، ولم يبالغ الفيلم في عرض صورة المجتمع المصري من حالة الانقسام الرهيب التي يعاني منها حتى الآن".
وأضاف: "الفيلم ليس فيلم مهرجانات فقط، لكنه فيلم تجاري أُنفق عليه 12 مليون جنيه، وتم التسويق له عبر شركات عالمية، وهو وجبة سينمائية متكاملة من آكشن وكوميديا وتراجيديا"، كما قال.
ودعا دياب الجمهور لمساندته في هذا العمل، والوقوف بجانب الفيلم، حتى لا يستطيع أحد إيقافه أو تشويهه. وقال: "أرجوكم ساندوا السينما المحترمة ودافعوا عنها".
وبدأ العرض الخاص الجمعة؛ بحضور أبطال العمل جميعهم، حيث أصر المخرج على تقديمهم جميعا لوسائل الإعلام التي تواجدت لتغطية الحدث.
وتتلخص أحداث الفيلم في مجموعة من المواطنين من مختلف الاتجاهات يتم القبض عليهم بشكل عشوائي، ويتم وضعهم في عربة ترحيلات للشرطة، لتبدأ القصة بتجسيد حالة الانقسام والتصنيف التي عانى منها الشعب المصري بعد أحداث 3 تموز/ يوليو 2012، ولتبدأ حالو الحرب بين فئات المجتمع وتبادل الاتهامات.
وبعد أحداث كثيرة ومثيرة خلال انتقال هذه العربة من مكان لآخر، يكتشف الجميع أنهم أبناء وطن واحد، وأن هناك من يريد أن يفرقهم لمصلحته الشخصية.
ويتبين في نهاية الرحلة أن عربة الترحيلات تنقل مواطنين إخوانا، ومعهم عسكري أمن مركزي مسيحي ورجل وامراته وطفله وصحفي مصري أمريكي، وشباب يميلون إلى البلطجة، ليكتشفوا في نهاية الرحلة أن قضيتهم واحدة ومصيرهم واحد.
و"اشتباك" عمل سينمائي من تأليف خالد دياب ومحمد دياب، وبطولة نيللي كريم وطارق عبد العزيز وهاني عادل، وغيرهم من النجوم الشباب والوجوه الجديدة.
وشارك العمل في مهرجان كان السينمائي في أيار/ مايو الماضي، وتم اختياره من بين أفضل 10 أفلام عُرضت ضمن فعاليات الدورة الـ69 للمهرجان.
وبدأ عرض الفيلم في السينما المصرية للجمهور اليوم الأربعاء (27 تموز/ يوليو). ومن المتوقع أن يثير العمل ردود فعل غاضبة من قبل الجهات الرسمية في مصر، كونه يتناول جانبا من الانتهاكات التي تقوم بها وزارة الداخلية ضد المواطنين عامة، والمعارضة بشكل خاص.