فاجعة جديدة تعيشها
بنغازي بعد العثور على 14 جثة في مكبِ للقمامة بمنطقة الليثي، مصابة بالرصاص، مقيدة وعليها آثار تعذيب وحشي، ومن بينها جثث أب وثلاثة من أبنائه، وخمسة من حفظة القرآن الكريم.
بنغازي التي عاشت موجة اغتيالات وتفجيرات عنيفة منذ عام 2013، وجهت أصابع الاتهام على إثرها لجماعة أنصار الشريعة بالمدينة، والتي بسببها انطلقت
عملية الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة
حفتر. لكن سرعان ما تحولت العملية إلى حرب شرسة بين قوات الكرامة ومجموعات الثوار السابقين وتنظيم أنصار الشريعة، بالإضافة إلى تشكيلات أخرى نسبت نفسها إلى ما يعرف بتنظيم الدولة.
حوادث القتل والخطف لم تتوقف في المدينة، رغم انحسار الرقعة الجغرافية التي كانت تسيطر عليها جماعة أنصار الشريعة وما يعرف بتنظيم الدولة. فقد شهدت المدينة عشرات الحالات المماثلة، لكن قد تكون هذه الحالة الأخيرة هي الأكبر من حيث العدد في عملية قتل واحدة.
أغلب التشكيلات التابعة لعملية الكرامة استنكرت الحادثة، رغم وقوعها في مناطق من المفترض أنها تسيطر عليها، ولا وجود لأي تنظيمات أخرى، مما يصفونها بالإرهابية، فيها.
بعض النشطاء أصبحوا يتخوفون من شكل الصراع الذي بدأ يتشكل في المدينة، حيث يؤكدون أن الصراع تحول إلى صراع أيديولوجي بين تيارات إسلامية مختلفة، تقوم بتصفية الحسابات فيما بينها.
غير أنه بكل تأكيد لا يمكننا التغاضي عن قوة وسطوة الكتائب الأمنية الأخرى بالمدينة، والمتمثلة في عناصر الأمن السابقين، وبعض التشكيلات المكونة من المدنيين والتي يسمونها بالقوات المساندة، ولا ننسى بكل تأكيد المجموعات القبلية التي باتت تسيطر على أماكن كثيرة في المدينة.
سواء كان الفاعل هذه المجموعة أو تلك، فإن الأمر يجعل من بنغازي مدينة مخيفة، وخصوصا أنه إلى حد الآن لم يتم القبض على أي متهمين بارتكابهم مثل هذه الجرائم.
بنغازي التي لم تتوقف فيها وتيرة الحرب منذ أكثر من عامين، دُمرت خلالها العديد من معالمها وبنيتها التحتية، بالإضافة إلى موجة النزوح، وتحول أهلها من ربايين للذايح - كما تحلوا التسمية للبعض- إلى ذوايح في مختلف مناطق ومدن البلاد.
أهل بنغازي الذين كانوا يتمنون أن يعود السلام إلى مدينتهم في أقرب وقت، باتوا الآن يخشون أن تتحول مدينتهم إلى مقبرة لأبنائها بعد أن كانت مقبرة للغزاة!!