دعا رئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين
نتنياهو، من منزل السفير المصري في إسرائيل، الدول العربية إلى التفاوض بشأن مبادرة السلام العربية، بعد شهر من الرفض الأخير في حزيران/ يونيو الماضي لقبول المبادرة بشكلها الحالي.
وجاءت تصريحات نتنياهو في زيارة إلى منزل السفير حازم خيرت للمشاركة باحتفالات "ثورة 23 يوليو"، التي أطاحت بالنظام الملكي في مصر.
وأطلق العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز مبادرة للسلام في 2002، تنسحب بمقتضاها إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، والجولان السوري، وتضمن عودة اللاجئين بمقتضى قرارات الأمم المتحدة، مقابل تطبيع عربي كامل مع إسرائيل.
الكاتب والمحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي، لم ير في دعوة نتنياهو أي جديد، وأنه يريد المفاوضات من أجل المفاوضات فقط، وليس للوصول إلى نتيجة.
واعتبر خاشجقي في حديث لـ"
عربي21" حديث نتنياهو مجرد دعاية إعلامية، وحديث لا يتعدى العلاقات العامة، قائلا إن نتنياهو "يتسلى في لحظة ضعف من العرب".
أما عضو المجلس الوطني الفلسطيني، الكاتب والباحث السياسي الأردني، حمادة الفراعنة، فأشار إلى أن تصريحات نتنياهو نتيجة طبيعية لاتصالات إسرائيلية-عربية سرية تجري من تحت الطاولة.
وأشار الفراعنة لـ"
عربي21" إلى أن نتنياهو يرغب بالجلوس إلى أي طرف عربي، لإعطاء شرعية للممارسات الإسرائيلية على الأرض.
ولفت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الأسبق للشرق الأوسط، توني بلير، يؤدي دورا في التفاهمات العربية الإسرائيلية، واصفا إياه بـ"السمسار".
وأكد أن تحركات بلير ستثمر عن تفاهمات لبحث تعديل صيغة
المبادرة العربية للسلام.
واعتبر دعوة نتنياهو للعرب إلى الجلوس لطاولة المفاوضات "قفزا من فوق الفلسطينيين باتجاه العرب"، مستغلا الحروب والصراعات في المنطقة، ممثلة بالصراع العربي الإيراني، والصراع التركي مع أطراف عربية، والصراع الإثيوبي العربي "الخفي".
ودعا الفراعنة العرب إلى عدم الجلوس إلى طاولة المفاوضات؛ احتراما للشعب الفلسطيني والمواطن العربي، ولقرارات الأمم المتحدة التي لم تلتزم إسرائيل بها.
وأصر العرب على عدم تعديل المبادرة التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، من فرنسا، إذ قال إنه لا تعديل على المبادرة التي خرجت في 2002، والتي رآها "الفرصة الأفضل من أجل التسوية".
غير أن الخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، قال في وقت سابق لـ"
عربي21"، إن الرفض الإسرائيلي، كما هو العربي أيضا، قد لا يكون حقيقيا ونهائيا، فنتنياهو يرغب من جهته في كسب الوقت والحفاظ على تحالفه الحكومي، غير أن لديه اتصالات سرية وعلنية، تنم عن حراك حقيقي خلف الكواليس.
أما على الجانب العربي، فأضاف أبو عامر أنه ليس رفضا خالصا لتعديل البنود، وإن "الأيام القادمة ستوضح المواقف الحقيقة للجميع".
وتتفق الدول العربية مع إسرائيل على بند إقامة دولتين لشعبين بمقتضى المبادرة مقابل سلام عربي شامل مع إسرائيل، غير أنهم يختلفون في بنود اللاجئين وحدود الدولة وعاصمتها والانسحاب من الجولان.
ووقعت كل من مصر والأردن معاهدتي سلام مع إسرائيل، وترفض باقي الدول العربية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، رسميا، إلا أن بعض القنوات الدبلوماسية والتجارية مفتوحة بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
الكاتب والخبير في الصراع العربي الإسرائيلي نواف الزرو، قال لـ"
عربي21": دعوة نتنياهو، تحول إعلامي له بعد التهافت العربي على التطبيع مع إسرائيل، وتصريحات إعلامية لخداع العرب وجرهم إلى مزيد من التطبيع، وخدمة إعلامية للدول المطبعة.
ونوه إلى أنه ربما تكون زيارة عشقي الأخيرة شملت مشاورات أو مناقشات حول المبادرة، وربما يكون عشقي طلب من الإسرائيليين تصريحات موجهة للعرب بشأن "السلام".
وقلل الزرو من شأن التصريحات قائلا إنها لن تنتج شيئا؛ لأن استراتيجيات إسرائيل الحقيقية هي ما يجري على الأرض، في إشارة إلى التهويد المستمر للأراضي الفلسطينية المحتلة.