أجمعت محافل التقدير الاستراتيجي
الإسرائيلية، على أن "وحدة" قوى المعارضة السورية كان لها الدور الكبير في تحقيق الانتصار الكبير في
حلب، شمال
سوريا.
ونقلت الإذاعة العبرية صباح الاثنين، عن مصدر في لواء الأبحاث، التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، قوله: "لا يمكننا أن نعزو الإنجازات التي حققها المتمردون في سوريا إلى عتاد وسلاح نوعي، على اعتبار أن أي سلاح نوعي يمكن أن يحصلوا عليه لا يمكن أن يحيد تأثير سلاح الجو الروسي واستفادة جيش الأسد والقوى التي تعمل معه من ترسانة ضخمة من السلاح".
وشدد المصدر على أن توحد قوى المعارضة "عزز من تأثير المعنويات الكبيرة التي يتميزون بها عن جنود النظام وعناصر القوى التي تدعمه".
من ناحيته، قال المستشرق الإسرائيلي البروفيسور يرون فريدمان، إن وحدة قوى المعارضة تمثل "كلمة السر" وراء نجاحها في فك الحصار عن حلب.
وفي مقال نشره صباح الاثنين موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أضاف فريدمان أن توحد فصائل المعارضة السورية عزز من تأثير "الميزة التي يشتهر بها عناصر معظم قوى المعارضة، وهي عمليات الانقضاض والانغماس، وهذا سر نجاحهم في فك الحصار عن حلب".
وشدد فريدمان على أن الوقائع دللت على أن حالة الهيجان التي عبرت عنها خطابات أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، مؤخرا في أعقاب ما اعتبره "انتصارات كبيرة" لحزبه في سوريا، "مبالغ فيها إلى حد كبير".
وأوضح فريدمان أن معركة حلب دللت على أن "مستوى قوات الأسد والمليشيات الداعمة له متدن للغاية وأنه بدون الدعم الروسي فليس بإمكان هذه القوات أن تحقق إنجازا واحدا".
وشبه فريدمان جيش بشار الأسد بالعقرب الذي يمشي في ظل الجيش الروسي الذي يشبه الفيل.
وأكد فريدمان أن الحرب المشتعلة في سوريا يديرها وزير الحرب الروسي سيرجي شويغو، وليس رئيس النظام بشار الأسد، منوها إلى أن شويغو أهان الأسد عندما زار سوريا مؤخرا دون التنسيق مع النظام، وعقد اجتماعا مع الأسد بدون أدنى اعتبار لقواعد البروتوكول المرعية في هذه اللقاءات.
واعتبر فريدمان أن المعركة التي خاضتها المعارضة السورية من أجل فك الحصار عن حلب، أكبر من المعركة التي خاضها الروس ضد المجاهدين الشيشان في المواجهة التي دارت في العاصمة الشيشانية غروزني قبل 16 عاما.
ونوه فريدمان إلى أن الروس أمام خيارين، وهما: أن يقوموا بتدمير حلب بالكامل، أو يستغلوا علاقاتهم مع الدول السنية في التوصل لتسوية سياسية للصراع القائم.