علقت صحيفة "ديلي تلغراف" على المشروع الجاري في مدينة
مكة المكرمة، لبناء ما يعتقد أنه أضخم فندق في العالم، والمتوقع الانتهاء منه بداية العام المقبل، بالقول إنه "خطوة أخرى نحو مكة-هاتن"، في إشارة إلى الأبراج والبنايات العالية المعروف بها حي منهاتن في نيويورك.
ويقول محرر الشؤون السياحية في الصحيفة أوليفر سميث، في تقريره: "سيتم افتتاح أكبر فندق في العالم، سيحتوي على 10 آلاف غرفة في بداية العام المقبل، وأبراج كدي، التي ستبنى على بعد ميل واحد عن أكبر مساجد المسلمين والمكان الأقدس، المسجد الحرام، تم تصميمها على الشكل التقليدي للقلاع في الصحراء، إلا أن هذه الرؤية ربما تشوهت حتى مع محاولات المعماريين تقديم الطابع التقليدي".
ويضيف سميث أن "الفندق أو ناطحة السحاب سيحتوي على غرف فارهة للحجاج الأثرياء، وجناح خاص للعائلة المالكة، ومراكز تسوق، ومطاعم لا يمكنك الانتهاء من زيارتها في شهر، وقاعات احتفالات باذخة".
ويصف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، الفندق بالأرقام، فهو يحتوي على 10 آلاف غرفة، و12 برجا، منها 10 أبراج مخصصة لغرف من الدرجة الرابعة، أما الاثنان الباقيان فهما مخصصان للضيوف الكبار، وغرفهما من الدرجة الخامسة، وستحتوي الأبراج العالية على 45 طابقا، أما الصغرى فستحتوي على 30 طابقا، وستخصص خمسة طوابق من الأبراج للعائلة المالكة.
وتشير الصحيفة إلى أن أبراج كدي ستحتوي على أربعة مهابط للطائرات المروحية، و70 مطعما، وستصل كلفة الانتهاء منها إلى حوالي 13 مليار ريال سعودي (3.5 مليار دولار أمريكي)، وتبلغ مساحة الأبراج الإجمالية مليونا و400 ألف متر مربع.
ويذكر الكاتب أنه من المتوقع أن تستقبل الأبراج أول زوارها في بداية العام المقبل، رغم أن مشكلات تمويل المشروع قد تؤخر افتتاحه إلى عام 2018، مشيرا إلى أن زوار مكة في كل سنة يصلون إلى 20 مليون حاج وحاجة.
ويلفت التقرير إلى تعليقات باحث يقيم في بريطانيا على حملة الإعمار الواسعة بأنها "مكة-هاتن"، ويقول مدير مركز التراث الإسلامي عرفان علوي: "لقد تم التخلص من كل شيء، لإفساح المجال لزحف
الفنادق الباذخة، التي تدمر قداسة المكان، وتحرم
الحجاج العاديين"، ويضيف علوي: "هذه هي الأيام الأخيرة لمكة، وكان من المفترض أن تكون رحلة الحج متقشفة، وشعائر بسيطة، لكنها تحولت إلى تجربة تشبه الرحلة إلى لاس فيغاس، ولا يمكن للحاج البسيط تحقيقها".
وتفيد الصحيفة بأن أبراج كدي ستضاف إلى سلسلة من الأبراج التي تم الانتهاء منها، مثل أبراج البيت، التي تعد ثالث ناطحة سحاب في العالم، بطول 601 متر، وتحتوي على فندق ضخم، وأكبر ساعة في العالم، وقاعة للصلاة تستوعب 10 آلاف شخص، ومركز تسوق مكون من خمسة طوابق، وتطل على الحرم، حيث يبلع سعر الغرفة المطلة على الحرم أكثر من خمسة آلاف دولار في الليلة.
وينوه سميث إلى أن هذه الأبراج بنيت على أنقاض جبل أجياد، الذي أقام العثمانيون عليه قلعة في القرن الثامن عشر، وتم تدميرها في عام 2002، رغم الدعوات الدولية للحفاظ على القلعة التاريخية، لافتا إلى أن مجمع جبل عمر من المباني الكبرى التي تقع في محيط الحرم الشريف، وسيحتوي المشروع قيد الإنشاء على 37 برجا، منها عشرة بطول 150 مترا.
ويورد التقرير ما تحدث عنه الباحث ضياء الدين سردار في كتابه "مكة: المدينة المقدسة"، الذي وصف فيه مدينتين في مكان واحد، واحدة ميتافيزيقية؛ وهي المدينة التي حوّل وجهه للصلاة تجاهها، عندما كان طفلا، ويعشقها المسلمون كلهم، أما الثانية فهي المنغرسة في الزمان والمكان، التي عبر فيها الإنسان عن "نقاط الضعف والشراسة كلها".
ويضيف سردار: "لقد حول السعوديون مكة إلى ديزني لاند"، مستدركا بأنه رغم أن المدينة بنيت، وأعيد بناؤها، وشكلت بناء على القوة التي سيطرت على المكان، إلا أن حراس الحرم الحاليين أضروا بها أكثر من الذين سبقوهم، وجرفوا آخر البنايات، التي أعطت مكة المكرمة تميزها المعماري، وأقاموا مكانها "مدينة بشعة"، و"طفرة معمارية باذخة".
وبحسب الصحيفة، فإن أكبر فندق في الوقت الحالي هو "فيرست وورلد هوتيل" في مرتفعات جينتغ الماليزية، ويحتوي على 7351 غرفة، واستقبل 35 مليون زائر منذ عام 2006.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن البعض قد يفاجأون بأن لاس فيغاس هي المدينة الروحية للفنادق الضخمة، وفيها 30 فندقا، سعة كل منها ألف غرفة، وفي بريطانيا يعد فندق "رويال ناشونال هوتيل" من أكبر الفنادق، وسعته 1630 غرفة.