خرج رئيس الوزراء
العراقي السابق نوري
المالكي، السبت، بتصريحات مثيرة هاجم فيها دولا عدة على رأسها أمريكا والسعودية وتركيا، فيما أقر بوجود خلافات داخل التحالف الوطني (الشيعي)، فقد دعا إلى اللجوء للانتخابات المبكرة في العراق كحل للأزمة الحالية في البلاد.
وقال المالكي في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية "أرنا"، إن "الوضع في العراق لا يبشر بخير وأخطر ما فيه ليس داعش والاقتصاد، صحيح أن هذه الظواهر خطيرة ولکن الانسجام في إطار العملية السياسية تقريبا مفقود، وهو الأخطر".
وأضاف، أن "هيبة الدولة ضعفت إلى حد كبير بسبب التجاوز عليها من قبل المليشيات، إلى جانب التجاوز على السلطات التشريعية، وأن بروز ظاهرة الصراع الداخلي المدعوم من قوى خارجية أنتج حالة داخلية ضعيفة غير قادرة على اتخاذ موقف معين".
وأكد زعيم حزب الدعوة، أن التحالف الوطني (الشيعي) غير منسجم، قائلا: "نحن کتحالف وطني عندنا مشاکل داخلية ولم يثبت التحالف الوطني خلال عمله أنه تحالف منسجم، وحين يتخذ قراره ليلا فإنه لا يلتزم به في النهار، وأن ما حصل في الآونة الأخيرة من خروج على التحالف في هذه التظاهرات والاقتحامات لمجلس النواب ومكتب الحكومة، أضعف التحالف".
وبخصوص الحل للأزمة العراقية الحالية، رأى المالكي أن "الحل يرجع إلى الشعب وللشعب من خلال العملية الانتخابية، ورأيي هو التعجيل بالانتخابات المبكرة لعلنا نستطيع أن نستفيد من تداعيات الأزمة وأن نأتي بأغلبية سياسية تأخذ على عاتقها حل هذه المشكلات وتسيير دفة الحكم".
وبشأن سقوط الموصل، فقد اتهم المالكي، أمريكا بأنها المسؤول الأول عن سقوطها، بالقول: "قد فضحهم وزير الدفاع الأمريكي عندما سألوه في الكونغرس، حين قالوا له: هل کنتم تعلمون بمجيء داعش إلي الموصل؟ فقال لهم: نعم، کنا نعلم بمجيء داعش، لكننا لم نعمل شيئا حتى لا يكون فيه خدمة لحكومة المالكي".
الوصاية على السعودية
ووجه زعيم ائتلاف دولة القانون هجوما لاذعا للملكة العربية
السعودية، متهما إياها بأنها "منبع الإرهاب"، قائلا: "السعودية تدخلها واضح وكبير في العراق، لذلك فإن الموقف السعودي بين فتاوى ومواقف لدعم الإرهابيين ماديا ومعنويا ودعمهم بالسلاح".
وزعم أن الأمريكان طالبوه بمقترح لوضح حد للسعودية، قائلا: "حين سألوني (الأمريكان): ما هو الحل؟ قلت لهم إن السعودية لا تستطيع أن تعالج أوضاعها الداخلية التي أصبحت منبتا للإرهاب إلا بوضع السعودية تحت الوصاية الدولية، لمنع الاستفادة من اسم السعودية وفيها بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف، وکثير من بسطاء السنة يعتقدون بأن السعودية هي وليدة الإسلام".
وقلل المالكي من شأن التحالف الإسلامي بقيادة السعودية، بالقول: "هذا بالون لا قيمة له ولن يشكل هذا التحالف الإسلامي.. کل ما تشکل هو تحالف في اليمن بهذا المقدار والآن هم يختلفون فيما بينهم، السعودية تتمنى أن يکون لديها تحالف إسلامي واسع من 34 أو 35 دولة، طبعا هدفهم التدخل في العراق وإيران وسوريا".
تدبير الانقلاب في تركيا
وعلى صعيد التطورات الأخيرة في المنطقة وما حصل من محاولة انقلاب فاشلة في
تركيا، قال المالكي: "أنا کلما أريد أن أروض نفسي بالقبول بأن ما حدث في ترکيا هو انقلاب حقيقي، لا أستطيع أن أبرهن عليه بأنه انقلاب حقيقي، يقولون بأنه انقلاب لكن أنا أرى أن من الممكن أن يكون جزء منه مدبرا".
وأردف: "ممكن أن تکون هناك نية انقلاب، لکن الحكومة استطاعت أن تواجه هذا الانقلاب بالاتجاه الذي حققت به أغراضها، لأنني لا أستطيع أن أتصور خلال ثماني ساعات أن يحدث کل الذي حدث، إقالة المحكمة الاتحادية والقضاء وکذلك عدد من المحامين والمعلمين والمحافظين وکذلك عدد من الإعلاميين. هذه ليست سهلة. هذه القضية مرتبة".
وشهدت فترة رئاسة نوري المالكي للحكومة العراقية والتي استمرت ثماني سنوات ترديا للعلاقات العراقية مع السعودية وتركيا بشكل كبير، فيما اختتمت فترة حكمه في حزيران/ يونيو 2014، بسقوط أكثر من نصف مساحة العراق بيد تنظيم الدولة.