عادت
الاغتيالات من جديد إلى الجنوب السوري، حيث تم استهداف عدد من قادة فصائل
الجبهة الجنوبية، التابعة للجيش الحر.
يأتي ذلك مع استمرار هدوء الجبهات والمعارك ضد قوات النظام السوري في المنطقة، منذ عام ونصف تقريبا.
وبيّن الناشط الإعلامي محمد المذيب، في حديث مع "
عربي21"، أن عددا من قياديي فصائل الجبهة الجنوبية تعرضوا لعمليات اغتيال، على يد مجهولين، منذ منتصف الشهر الفائت، من أبرزهم شاكر الرشواني، قائد لواء حمص الوليد، وجهاد ذياب، قائد فوج الهندسة التابع لجبهة ثوار
سوريا. وقد لقي الاثنان مصرعهما في العمليتين.
ويرجع المذيب عودة الاغتيالات في
درعا إلى خمود الجبهات مع النظام وتنظيم الدولة، وضعف القبضة الأمنية لدى فصائل الجبهة الجنوبية على مناطق سيطرتها بدرعا وريفها، "الأمر الذي تسبب بتسلل خلايا تتبع لتنظيم الدولة والنظام إلى مناطق المعارضة، لتنفيذ عملياتهم الجبانة"، بحسب وصفه.
كما أشار إلى "أن ظاهرة اللثام المنتشرة في مناطق المعارضة بدرعا، كان لها دور هام في تنفيذ عمليات الاغتيال بحق قادة فصائل الجبهة الجنوبية، كون أغلب من يقومون بهذه العمليات يضعون اللثام أثناء تنفيذها".
وأصدر المكتب الأمني لمدينة نوى، الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة، قراراً يمنع فيه ظاهرة اللثام في المدينة، وضرورة التحري عن هوية أي شخص ملثم واستجوابه.
وأوضح محمد عدنان، مدير المكتب الإعلامي في جيش أحرار العشائر، أن القائد الميداني في أحرار العشائر، حسين المساعيد، نجا، يوم 29 من الشهر الماضي، من محاولة اغتيال ثانية بعبوة ناسفة زرعها مجهولون على حافة الطريق الواصل لمدينة درعا في منطقة النخلة بالريف الشرقي، أدت لإصابته بجراح طفيفة، مكا نجا معه مرافقوه، وفق قول عدنان لـ"
عربي21".
وكانت المحاولة الأولى لاغتيال المساعيد جرت في 12 من الشهر ذاته، حيث أطلق مجهولون الرصاص على منزله في بلدة الطيبة، بريف درعا الشرقي، دون وقوع أي إصابات حينها، بحسب عدنان.
وحمّل عدنان مسؤولية محاولتي الاغتيال لخلايا تتبع لتنظيم الدولة، لأن عناصر التنظيم قد تبنوا قبل ستة أيام من العملية؛ اغتيال قيادي في لواء حمص ابن الوليد بمنطقة درعا البلد.
وأفاد ناشطون محليون؛ أن محاولة اغتيال فاشلة استهدفت خالد قطيفان، نائب قائد لواء المهام الخاصة، عن طريق انفجار عبوة لاصقة بسيارته، أثناء مروره مع طفله على الطريق الحربي بدرعا البلد، يوم 12 آب/ أغسطس الجاري.
وكان جيش خالد بن الوليد، الذي تتهمه الفصائل في الجنوب السوري بمبايعة
تنظيم الدولة، قد أصدر بيانا تبنى فيه عملية اغتيال شاكر الرشواني، عبر استهداف سيارته بعبوة ناسفة في درعا البلد، ما أدى أيضا لإصابة اثنين من مرافقيه بجراح خطرة.