قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستيفان
دي ميستورا، الخميس، إنه لم تصل أي قافلة
مساعدات للمناطق المحاصرة في سوريا خلال شهر آب/ أغسطس، وإنه علّق عمل قوة مهام إنسانية حتى الأسبوع المقبل كتحذير للقوى الكبرى كي تضاعف جهودها لوقف إطلاق النار.
وقال دي ميستورا إن وقف القتال لمدة 48 ساعة في مدينة
حلب الشمالية سيكون الموضوع الرئيسي يوم الخميس لمجموعة الدول التي تعمل لتنفيذ وقف للأعمال القتالية.
وتابع قوله للصحفيين في جنيف: "أشدد مجددا نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة وكل الشعب السوري على وقف (القتال) لمدة 48 ساعة في حلب كبداية".
وأضاف: "هذا سيتطلب مجهودا شاقا ليس فقط من القوتين الرئيستين (روسيا والولايات المتحدة)، ولكن أيضا من كل من لهم نفوذ على من يقاتلون على الأرض".
وكان دي ميستورا يتحدث بعد تعليق الاجتماع الأسبوعي لقوة المهام الإنسانية بعد ثماني دقائق من بدئه "كدلالة على الحزن البالغ" للفشل في استعادة الهدوء بما يتيح تسليم المساعدات للمدنيين المنكوبين في المناطق المحاصرة.
ودعت فدريكا موغيريني، منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أيضا، إلى وقف فوري للقتال في حلب للسماح بعمليات إجلاء طبية للمرضى والمصابين وإيصال المساعدات وتنفيذ الإصلاحات الضرورية للبنية التحتية لشبكات المياه والكهرباء.
وأصبحت حلب التي انقسمت إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة مقاتلي المعارضة محور الصراع في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام. ولا يستطيع زهاء مليوني شخص في الجانبين الحصول على مياه شرب نظيفة بعد أن دمرت البنية التحتية في القصف.
وتسبب تصاعد العنف في حلب -التي كانت كبرى المدن السورية من حيث عدد السكان قبل الحرب وأكبر مركز تجاري فيها- في انهيار محادثات السلام التي يشرف عليها دي ميستورا في جنيف.
وقالت المعارضة السورية إنها تريد أن ترى وقفا يعتد به للعنف هناك بالإضافة لتحسين فرص وصول المساعدات الإنسانية قبل استئناف محادثات السلام.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة يعيش نحو 590200 شخص في مناطق محاصرة في سوريا الآن.
وقال دي ميستورا إن قوافل الإغاثة توقفت خلال شهر آب/ أغسطس وإن الإمدادات الوحيدة التي تم تسليمها كانت عن طريق عمليات الإنزال الجوي في مدينة دير الزور التي تسيطر عليها الحكومة في شرق البلاد ويسكنها 200 ألف شخص، وتقع تحت حصار تنظيم الدولة.
وأضاف أن أربع مدن محاصرة يشملها اتفاق محلي لم تصلها أي مساعدات خلال 110 أيام مضت. وتلك المدن هي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب، ومضايا والزبداني اللتان تحاصرهما الحكومة قرب دمشق.
وقال دي ميستورا: "يجب أن يتزامن وقف الاقتتال أيضا مع إيصال مساعدات إنسانية... وإجلاء الحالات الطبية".
وقالت إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق، إن هناك في الإجمال 16 مريضا في مضايا، و15 في الفوعة وكفريا ينتظرون نقلهم بشكل عاجل للعلاج.
وقالت هوف لـ"رويترز": "الحكومة توافق تماما على عمليات الإجلاء ويعمل (الهلال الأحمر العربي السوري) مع مجموعات المعارضة المسلحة المختلفة لضمان تنفيذ عمليات الإجلاء في أسرع وقت ممكن.. آمل بحلول غد الجمعة".