أعرب المسؤول السابق بالحملة الانتخابية لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، ورئيس لجنة الشباب فيها، الدكتور
حازم عبد العظيم، عن حزنه واندهاشه وشعوره بالإحراج، لمنعه من دخول
الإمارات، كاشفا أنه تم رفض منحه تأشيرة دخول إليها.
وقال عبد العظيم في تغريدات عدة، مساء الأحد، عبر حسابه بموقع التدوينات المصغرة "تويتر": "لأول مرة في تاريخ زياراتي للإمارات، على مدى 30 عاما، يتم منعي من دخول الدولة، وتم رفض حصولي على التأشيرة، والسبب: أمني.. شيء محزن..
مصر".
وأضاف: "منذ تخرجي من الجامعة ربما تعدى عدد زياراتي للإمارات الـ50 زيارة، وعملت أستاذا زائرا بجامعاتها.. لم أتخيل يوما أن تُرفض التأشيرة بسبب أمني"، وفق تعبيره.
حكاية عبدالعظيم مع السيسي
وكان "عبد العظيم"، من أشد مؤيدي السيسي وداعمي انقلابه على الديمقراطية، والرئيس المنتخب محمد مرسي، وصمت على القمع الذي يمارس ضد رافضي الانقلاب، ومعارضي السيسي، وأسدى خدمات كبيرة إليه، ولكن بعد توليه للرئاسة أعلن الابتعاد عن الحياة السياسة، والتزم الصمت فترة طويلة، ثم عاد بانتقادات حادة ولاذعة لسياسات النظام والسيسي معا.
وبدأ هذا التحول في العلاقة بين عبدالعظيم ونظام السيسي، منذ شهادته حول برلمان ما بعد الانقلاب، التي كتبها في كانون الثاني/ يناير 2016، وما كشف عنه من تدخل أجهزة المخابرات فيها، وتلاعبها بالأحزاب والنواب.
واستمر عبدالعظيم في توجبه انتقادات لاذعة لنظام السيسي، وأبدى ندمه الشديد على العمل بحملته، واستمر في إطلاق الآراء الناقدة للأوضاع، حتى قبل منعه من دخول الإمارات بساعات.
وفي تغريدات متتالية تساءل: "ما سر هجوم أمنجية النظام على وزير التموين خالد حنفي؟ هل حان وقت حرقه؟ لو دخلت "اليوم السابع" على الخط يبقى فيه ملعوب. بكرة نفهم".
وأضاف: "لو لدينا برلمان حر ومحترم لا تحركه الأجهزة السيادية كان طالب بالتحقيق في صفقة الطائرات، ومقاضاة الجريدة (الفرنسية)، لو ثبت كذبها.. لكن كلنا عارفين.. مصر".
وعن تصريحات رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المقال، هشام جنينة، بأنه تحت أمر السيسي، لو أراد مقابلته، علق بالقول: "الكرامة لها ثمن لا يقدر عليه كل إنسان.. كنت أعتقد أنك قادر على دفعه يا سيادة المستشار هشام جنينة، ولكن ياخسارة".
وتابع: "السيسي يطالب الشباب بالمشاركة في المحليات، وأنا أطالبه برفع يد الأمن والمخابرات عن الانتخابات مثلما حدث في البرلمان لكي يشجعهم فعلا".
واستطرد، الأحد: "المنطق الفاشل الذي تحدث به رئيس لجنة النقل والمواصلات في راديو مصر صباحا، وهو طبعا لواء كالعادة؛ يفقدك الأمل في بلد يسيطر عليها الجنرالات".
كيف رُفض دخوله للإمارات؟
وفي تصريحات صحفية أدلى بها الاثنين، قال عبد العظيم إنه فوجئ برفض حصوله على تأشيرة السفر إلى الإمارات، لدواع أمنية، معتبرا أنه سبب مُحرج وغير مفهوم، وعليه علامات استفهام كبرى.
وأوضح أنه تقدم بطلب للسفارة الإماراتية بالقاهرة للحصول على تأشيرة الدخول، لكنه فوجئ برفض الطلب، بالرغم من حصوله على تلك التأشيرة قبل ذلك مرات عدة.
وأضاف: "السفارة أبلغت شركة السياحة بأن الرفض لأسباب أمنية، لذلك قمت بالتقديم مرة أخرى اعتقادا بأن هناك خطأ ما، ولكن وصلني الرفض لنفس السبب".
وتابع: "كنت في زيارة للإمارات قبل 3 أشهر تقريبا، ولم يحدث أي شيء يستدعي المنع من الدخول، وأقوم دائما بزيارة الإمارات، وأعود إلى مصر بمنتهى السهولة وبطريقة محترمة".
واستطرد: "أعتقد أن هناك دوافع وراء هذا الموقف الغريب من دولة الإمارات".
وتساءل أنه إذا كانت هناك أسباب أمنية حقيقية فإنه لم يكن ليستطيع الخروج من الإمارات في آخر زيارة لها، إلا وقد جاء اسمه على القائمة السوداء لمنعه من دخولها مرة أخرى، وهو ما لم يحدث، متسائلا: "هل السبب أمني حقا أم سياسي؟".
وأردف: "منع دخولي لأي دولة لسبب أمني معناه أني أمثل خطرا عليها، وهو سبب محزن ومؤسف"، مشيرا إلى أنه يشعر بالإحراج حتى من سؤال أي من مصادره أو الأجهزة الأمنية بالإمارات عن سبب منع دخوله إليها.
وشدد على أنه إذا كان سبب منع دخوله لأنه شخصية سياسية معارضة للنظام المصري الحالي، فالإعلامي الساخر باسم يوسف، يتواجد بها، وهو معروف بانتقاده للنظام أيضا، مضيفا أنه لا يمكن وضع تفسير لما حدث معه، لأنه غير مفهوم، على حد قوله.
وعن أسباب سفره للإمارات أصلا، قال: "كنت أنتوي السفر لولاية أبو ظبي، لحضور اجتماع عمل مع ممثل لإحدى الجهات المهمة بالإمارات"، حسبما قال.