أرسلت
تركيا عشر دبابات إضافية إلى الأراضي السورية، الخميس، غداة هجوم خاطف شنه مقاتلو فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة بإسناد جوي وبري تركي، وأتاح السيطرة على بلدة
جرابلس الحدودية وقد كانت في أيدي تنظيم الدولة، في حين أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بأن وحدات حماية الشعب الكردية ستنسحب إلى شرق نهر الفرات.
وتنضم تلك الدبابات إلى حوالي عشر دبابات أخرى عبرت الحدود فجر الأربعاء، في إطار عملية "درع الفرات" التي نفذتها تركيا بدعم من التحالف الدولي لمكافحة مسلحي تنظيم الدولة، بهدف إبعادهم، وإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تعتبره تركيا "إرهابيا"، عن المنطقة الحدودية مع
سوريا.
وفي سياق متصل، صرحت مصادر بوزارة الخارجية التركية بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، الخميس، بأن وحدات حماية الشعب الكردية السورية تتراجع إلى شرق نهر الفرات.
وقالت المصادر إن الوزيرين أكدا في اتصال تليفوني صباح الخميس، أن قتال تنظيم الدولة في العراق وسوريا سيستمر في الوقت نفسه.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن الأربعاء، أن الهجوم أدى إلى طرد مسلحي تنظيم الدولة من بلدة جرابلس، فيما أعلنت فصائل سورية معارضة مدعومة من أنقرة "انسحاب تنظيم الدولة إلى مدينة الباب" جنوبا.
والعملية الأكبر التي تطلقها تركيا منذ بدء النزاع في سوريا قبل خمس سنوات ونصف السنة، شاركت فيها قوات خاصة تركية على الأرض، فيما ضربت المقاتلات التركية أهدافا لتنظيم الدولة.
وجاء ذلك دعما لهجوم بري نفذه مئات من مقاتلي فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة الذين دخلوا جرابلس، بعد مواجهة مقاومة ضعيفة.
لكن مسؤولا تركيا أعلن الأربعاء أن أنقرة ستواصل عملياتها إلى حين التأكد من أن "التهديدات المباشرة ضد الأمن القومي في البلاد زالت".
وشدد على أن مقاتلي فصائل المعارضة السورية يتقدمون الهجوم، فيما يتركز دور تركيا الأساسي على تسهيل تقدمهم.
ترحيب تركي
ورحبت الصحافة التركية صباح الخميس، بالهجوم، فيما أشارت صحيفة "حرييت" نقلا عن مصادر عسكرية إلى مقتل حوالي مئة مسلح خلال هذه العملية.
ولم تسجل أي خسائر في صفوف الجيش التركي، بحسب مصادره.
وبلهجة تعبر عن المشاعر القومية في تركيا، عنونت صحيفتا "سوزجو" و"ميلييت" بـ"محمدجيك في سوريا" (الجندي المحمدي)، وهي التسمية التي تطلق على الجندي العادي في تركيا.
وبحسب الصحف فإن 300 إلى 500 جندي تركي، شاركوا في هذه العملية الأكبر التي تنفذها تركيا منذ بدء النزاع السوري.
ونقلت صحيفة "حرييت" من جهتها عن مصادر عسكرية، قولها إن 1500 عنصر من مقاتلي المعارضة السورية شاركوا في الهجوم إلى جانب 200 جندي تركي على الأرض.
وقالت وكالة الأنباء الحكومية "الأناضول"، إن مقاتلا واحدا من فصائل المعارضة السورية قتل وأصيب عشرة آخرون بجروح.
وجرابلس البلدة الصغيرة الواقعة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود، كان يسيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة منذ صيف 2013.
لكن أردوغان أكد الأربعاء، أن الهجوم يهدف إلى "إنهاء" المشاكل على الحدود التركية، ولا يستهدف فقط تنظيم الدولة، وإنما المقاتلين
الأكراد أيضا، مضيفا أن "تركيا لن تسمح بـ (فرض) أي أمر واقع في سوريا".
وتعتبر أنقرة تنظيم الدولة ووحدات سوريا الديمقراطية، منظمتين إرهابيتين وتحاربهما، في حين يدعم حليفها الأمريكي -رغم رفض الأتراك- الأكراد.
وتنظر أنقرة بقلق إلى كل محاولة من الأكراد السوريين لإقامة منطقة حكم ذاتي على طول حدودها مع سوريا.
وبهدف طمأنة حليفته تركيا حيال موقف واشنطن إزاء وحدات سوريا الديمقراطية، فقد أكد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال زيارته أنقرة الأربعاء، أن واشنطن أبلغت المقاتلين الأكراد بعدم العبور إلى غرب الفرات حيث تقع جرابلس.
وقال بايدن: "قلنا بوضوح إن على هذه القوات أن تعبر مجددا النهر" من حيث أتت، مشيرا إلى قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد القسم الأكبر منها.
وجرابلس التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة بينهم الكثير من التركمان السوريين، كانت تشكل آخر نقطة عبور يسيطر عليها التنظيم على الحدود السورية التركية.