لا تكاد تخلو جلسات
المصريين -خاصة الفقراء منهم- في الشوارع والمواصلات العامة من الحديث عن وزيري
التموين باسم عودة، وخالد حنفي؛ والمقارنة بين وزير أطلق الشعب عليه وزير
الغلابة ويقبع في سجون الانقلاب، وبين آخر تحاصره اتهامات التربح والكسب غير المشروع والفساد المالي والإداري.
"
عربي21" استطلعت آراء نشطاء واستعانت برؤية محللين في مقانة بين الوزيرين، كما تحدثت إلى سيدات مصريات حول نظرتهن لما قدمه كلاهما للأسرة المصرية.
وزير في الشوارع
الناشط المعارض أحمد براء في مقارنة عقدها بين الوزيرين قال: "عندما نذكر الدكتور باسم عودة، فأول صورة تحضر في الأذهان، عندما كان يتسلق الوزير السابق سيارات الأنابيب للإشراف بنفسه على التوزيع، باسم عودة لا توجد صورة واحدة له مُلْتَقَطَة داخل أي مكتب، بل في الشوارع أمام مكاتب التموين والبقالين، نجح في القضاء على طوابير الخبز التي كانت تشكل الأزمة الرئيسية للمصريين على مدار عقود، كان يُعْرَف بـ(وزير الغلابة)".
وأضاف براء في حديثه لـ"
عربي21": "منظومتا الخبز والقمح كانتا ستتغير تماما وتنهض بشكل غير مسبوق في عهده، والدليل أن نظام عبد الفتاح السيسي حاول التفاوض معه بعد بيان 3 يوليو لتعيينه وزيرا للتموين نظرا لشعبيته الجارفة، ولكن زُجَّ بالرجل في السجن نتيجة رفضه".
وزير الخمس نجوم
وأكمل براء مقارنته بقوله: "أما
خالد حنفي وزير الخمس نجوم؛ فاسد ومسؤول سياسيا بشهادة مجلس نواب 30 يونيو، كيف لوزير تموين معني بغذاء وخبز المصريين أن يسكن في فندق مطل على النيل بملايين الدولارات في السنة؟ كيف لمثل هذا الشخص أن يشعر بالمعاناة اليومية للشعب؟ الشعب مُطَالَب بالتقشّف وتقسيم الرغيف أربعة أرباع، ووزير تموينهم يُطِل عليهم كل يوم من جناح مكيف بأرقى فنادق القاهرة!".
واختتم الصحفي الشاب حديثه: "نحن ننتظر المساءلة الجنائية لخالد حنفي، لا يمكن أن يمر تورطه في وقائع فساد صوامع وشِوَن تخزين القمح مرور الكرام".
زرع القمح فحصد الإعدام
المحلل الاقتصادي علاء البحار يرى أن أفضل إنجازات وزير الغلابة؛ الذي زرع القمح فحصد الإعدام هي: "مبادرة تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، وبالفعل نجح في توريد أكثر من 4 ملايين طن محلي لصالح الدولة، ورفع سعر التوريد لتشجيع المزارعين".
البحار في حديثه لـ"
عربي21" أكد أن وزير الفساد خالد حنفي، عجز عن الوصول إلى ما حققه عودة، ناهيك عن ملفات الفساد التي لم تنته أحداثها بعد.
ادعى التوفير.. فأين ما وفره؟
الكاتب الصحفي مصطفى عبد السلام ذكر متابعيه عبر صفحته الشخصية بـ"فيسبوك" بتصريح للوزير خالد حنفي كان قد قال فيه "إن تطبيق منظومة الخبز الجديدة وفرت للدولة 10 مليارات جنيه من فاتورة دعم السلع التمويني، كما وفرت 1.8 مليون طن قمح".
وتابع المحلل الاقتصادي: "حد سأله أين ذهبت كل هذه المليارات؟ ما مصيرها؟ هل تم توجيهها لأوجه نفقات أخرى في الميزانية العامة؟ لماذا لم توجه هذه المليارات لخفض أسعار السلع الملتهبة في الأسواق؟ وأين الوفر الذي تحقق في مخصصات شراء القمح من الخارج خاصة وأن أسعار القمح تتراجع منذ عام 2009؟".
وأضاف في تدوينة أخرى: "تذكروا في هذا اليوم باسم عودة.. الوزير النظيف الذي كان يدير المليارات أيضا؛ ولم يجدوا له قضية فساد واحدة حتى ولو كانت سرقة رغيف خبز، فاتهموه بالاتهامات إياها التي تم توجيهها لنحو 50 ألف معتقل".
أزمة الفقراء
نجلاء ربة بيت مصرية تقول: "كأسرة مكونة من 4 أفراد كنا نحصل أيام باسم عودة على 6 كيلو سكر و6 زجاجات زيت إلى جانب الأرز والمكرونة والشاي والصابون جميعها بـ30 جنيها، أما الآن فلا أحصل إلا على زجاجة زيت واحدة (رديئة جدا) و3 كيلو سكر، بدون أرز أو مكرونة، وأشتري جميعها من البقالين الآن بـ11 جنيها زجاجة الزيت (850 جرام) أقل درجة جودة، و6 جنيهات كيلو السكر، و9 جنيات للأرز و4 جنيهات للمكرونة".
وفي حديثها لـ"
عربي21"، تضيف: "الكارثة الأكبر هي عدم وجود أية رقابة على منظومة الخبز؛ الذي لا يصلح فعلا للاستهلاك الآدمي، وفي عهد باسم عودة كنا نرى التموين متفشيا بشكل دائم في المخابز ومحلات توزيع المقررات التموينية، أما الآن فلا رقابة على البقالين ولا الأفران".
مصريون عبر تويتر
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت مقارنات واسعة بين الوزيرين، وقال الروائي والكاتب الصحفي محمد شوكت الملط عبر صفحته الشخصية بموقع "تويتر": "بصراحة.. خالد حنفي أنصف باسم عودة.. لله في خلقه شؤون!!".
وقال حساب باسم "haremna": "باسم عودة وزير التموين الشرعي نجاح إخلاص نزاهة "السجن ثم الإعدام""، وأضاف: "خالد حنفي وزير التموين الانقلابي فشل خيانة سرقة "الجزاء الاستقالة"".
وقال حساب غلبان في زمن الحيتان: "سبحان الله العلي العظيم الذي أعز باسم عودة في سجنه وأذل خالد حنفي في فندقه".
وتحدث "elturkey hassan" عن نجاح باسم عودة وقال عبر "تويتر": "أولا منظومة الخبز اللي هوه بيقول أنها فكرته، هي فكرة #باسم_عودة، أما فكرته كانت تغيير الدعم من سلع إلى نقدي ودي كانت كارثة #خالد_حنفي".
باسم عودة
تولى عودة منصب وزير التموين كأصغر وزير بوزارة هشام قنديل 10 كانون الثاني/يناير 2013، ولمدة ستة أشهر فقط، حيث أجبر على ترك وزارته مع الانقلاب العسكري منتصف 2013، وفي 19 حزيران/يونيو 2014 صدر حكم الإعدام بحقه في القضية المعروفة بـ"أحداث مسجد الاستقامة"، وعلق باسم عودة على اعتقاله وسجنه: "لو مصر ستتقدم بسجننا فهذا ثمن رخيص مستعدون لدفعه".
خالد حنفي
تولى حنفي وزارة التموين في شباط/فبراير 2014 ضمن حكومة إبراهيم محلب الثانية؛ لما يقرب من عامين ونصف، فيما أجبر على الاستقالة بعد ورود اسمه بقضية فساد توريد القمح.
وكانت بداية أزمته مع الإعلان عن إقامته بجناح خاص بفندق سميراميس مساحته 131 مترا، بقيمة 10 آلاف جنيه يوميا، وبإجمالي 7 ملايين جنيه سنويا، علما بأن راتبه الشهري 32 ألف جنيه.
ومع موسم حصاد القمح للعام الحالي 2016 ظهرت قضية فساد القمح الكبرى والكشف عن سرقات تقدر بمليارات الجنيهات في توريدات القمح بين أصحاب الصوامع الخاصة وبين موظفي التموين وعلى رأسهم الوزير، حسب تقرير لجنة تقصي الحقائق بالبرلمان.