يمنع الاحتلال الإسرائيلي فرق الأطفال الموسيقية من السفر للخارج للمشاركة في تظاهرات- عربي21
بات من الواضح حينما تتجول في شوارع مدينة غزة رؤية المراكز والمؤسسات الثقافية التي تعنى بتطوير المواهب والقدرات الإبداعية لشباب وفتيات القطاع، في مجالات كالغناء والرسم التشكيلي وفنون المسرح رغم رفض إسرائيلي متكرر لسفر هذه البعثات من قطاع غزة للمشاركة في فعاليات فنية في الخارج عبر معبر إيرز.
وأشار الفتى الموهوب بالعزف على آلة القانون من مدينة غزة، عبد العزيز أبو شرخ، البالغ من العمر خمسة عشر عاما، ويتدرب في مركز "إدوارد سعيد" الثقافي لتطوير الموسيقى منذ ثماني سنوات، إلى "رفض الاحتلال الإسرائيلي السماح لبعثته للسفر للمشاركة في مهرجان القدس قبل أسبوعين من الآن"، دون إبداء أي أسباب لرفض سفر البعثة.
رسالة للعالم
وأضاف لـ"عربي21" أنه يحلم كغيره من أطفال العالم "بتأسيس فرقة موسيقية تحمل اسم "زهرة المدائن" نسبة إلى مدينة القدس"، لتوصيل رسالة للعالم بأن "أطفال غزة ليسوا كما يسوق الاحتلال لهم بأنهم إرهابيون، بل نحن أطفال نكره الموت ونحب الحياة"، ولكن هذا الحلم لن يتحقق لأن الاحتلال الإسرائيلي يرفض إدخال الآلات والمعدات الموسيقية للقطاع.
عبد العزيز واحد من كثيرين رفض لهم الاحتلال بالسفر عبر معبر إيرز؛ للمشاركة في مهرجانات موسيقية أقيمت في الخارج أو حتى في الضفة الغربية.
ويشار إلى أن مركز إدوارد سعيد الثقافي يعد أحد أهم المراكز الثقافية في الساحة الفلسطينية، تأسس في العام 1990 بمبادرة شبابية لمجموعة من المواهب الموسيقية ضمت 40 عازفا فلسطينيا، ثم ما لبث أن أصبح له فروع مركزية في معظم المدن والقرى الفلسطينية ليتجاوز إجمالي المشتركين الحاليين فيه حاجز 1300 مشترك بحسب دائرة العلاقات العامة في المركز.
حفل أمام معبر
فرقة دواوين للفلكلور الشعبي الفلسطيني من غزة، قصة أخرى رفض الاحتلال الإسرائيلي السماح لهم بالمشاركة في فعاليات مهرجان فلسطين الدولي المقام في مدينة القدس في 8 آب/ أغسطس الجاري؛ فاضطروا لإقامة الحفل على بوابة معبر إيرز بالتزامن مع انطلاقها في مدينة القدس في رسالة تحد لقرار الاحتلال برفض سفر الفرقة.
شروط إسرائيلية
وقال منسق برنامج "gallery" لفنون الرسم، رائد عيسي، إن "المركز، الذي تأسس في العام 2009، يواجه صعوبة في إيصال اللوحات الفنية وتبادلها مع المراكز الثقافية في الضفة الغربية، بسبب شروط الشحن التي يفرضها الجانب الإسرائيلي"، إذ لا يمكن طي اللوحات في حجم ضيق كما يطلبه الاحتلال.
وأضاف لـ"عربي21" أن "الإنترنت وبرامج المحادثة أصبحت وسيلتهم الوحيدة للتواصل مع العالم الخارجي في ظل إغلاق المعابر"، مشيرا إلى وجود "اهتمام بالمراكز الثقافية بدأ ينشط في السنوات الأخيرة ودعم مالي ولوجستي مقدم من المركز الثقافي الفرنسي الموجود في غزة، وبعض الوفود الأجنبية التي يسمح لهم بالخروج عبر إيرز".
وفسر اهتمام الكثير من شباب وفتيات غزة بالمراكز الثقافية في السنوات الأخيرة مقارنة بغيرها، بكون "ذلك يعود إلى حالة الكبت التي عانى منها هذا الجيل بسبب الحروب المتتالية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي"، إضافة إلى حالة الانقسام الفلسطيني، التي دفعت الشباب للتطلع إلى حياة أجمل مما فرضت عليهم.
قصور الدعم
ويتفق مدير مركز سيد درويش للغناء، سلام سرور، مع زميله بأن الاحتلال الإسرائيلي وحصاره وحالة الانقسام الفلسطيني كان لهما الدور الأكبر في رغبة الجيل الحالي في عيش حياة أخرى يسودها المرح والفرح بعيدا عن أصوات القذائف وأزيز الطائرات الإسرائيلية.
واشتكى سرور في حديث لـ"عربي21" من قصور الدعم الذي يتلقونه من وزارة الثقافة كجهة حكومية مسؤولة عن هذه المراكز في الأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن "مقدار الدعم المالي لا يرقى إلى الحد الأدنى من الواقع على الوزارة".