ذكر تقرير أصدرته شركة "وودز ماكينزي" للخدمات الاستشارية الموجودة في أدنبره أن حجم
الاكتشافات النفطية في العالم خلال العام الماضي بلغ نحو 10 في المائة من متوسط الاكتشافات السنوية منذ عام 1960، وأن النسبة خلال العام الحالي قد تصبح أقل؛ وهو ما يعزز المخاوف بشأن قدرة القطاع على تلبية الاحتياجات المستقبلية من الطاقة.
وأوضح التقرير وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط"
السعودية، أنه مع انخفاض أسعار النفط بأكثر من نصف قيمتها منذ انهيار الأسعار قبل عامين، خفضت شركات التنقيب ميزانية الاستكشاف إلى مستويات غير مسبوقة.
وأدى ذلك إلى اكتشاف نحو 7.2 مليارات برميل فقط خلال العام الحالي، وهي أقل كمية يتم اكتشافها خلال عام واحد منذ عام 1947. كما اكتشفت شركات النفط العالمية 736 مليون برميل فقط منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي.
وأشارت وكالة "بلومبرغ" إلى أن هذه الأرقام تثير قلق صناعة النفط العالمية، في الوقت الذي يتوقع فيه مكتب معلومات الطاقة الأمريكي نمو الطلب العالمي على النفط من 8.94 ملايين برميل يوميا خلال العام الحالي إلى 3.105 ملايين برميل يوميا في عام 2026.
وفي حين يمكن لإنتاج الزيت الصخري في الولايات المتحدة تلبية جزء من هذا النمو في الطلب فإن استمرار أسعار النفط أقل من 50 دولارا للبرميل سيحد من احتمالات أي نمو حقيقي لإنتاج الزيت الصخري نظرا لارتفاع تكاليف الاستخراج مقارنة بالنفط التقليدي.
من ناحيته يقول نيلس هنريك بيورسترويم، كبير مديري المشروعات في شركة "ريشتاد إنيرجي" الاستشارية النرويجية، إن الاكتشافات الجديدة بالنسبة للنفط وصلت في الوقت نفسه إلى أدنى مستوياتها وهو ما سيكون له تأثير قوي على إمدادات النفط والغاز وبخاصة النفط، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
في الوقت نفسه زاد المخزون العالمي بسبب استمرار الإنتاج الكبير من جانب روسيا ودول منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" رغم تراجع الأسعار في ظل سعي الدول المنتجة للحفاظ على حصتها السوقية. ويرى بيورسترويم أن تأثير ضعف الاستثمارات في مجال التنقيب عن النفط سيظهر بحلول عام 2025، حيث سيوفر المنتجون نحو برميل واحد من الخام الجديد مقابل كل 20 برميلا يتم استهلاكها خلال العام الحالي.
يذكر أن الإنفاق على أعمال التنقيب بدءا من الدراسات السيزمية (الزلزالية) إلى أعمال الحفر الفعلي قد تراجع إلى 40 مليار دولار خلال العام الحالي مقابل نحو مائة مليار دولار عام 2014. بحسب أندرو لاتام نائب رئيس شركة وود ماكينزي لأبحاث التنقيب العالمي.