تعددت
المليشيات الموالية للنظام في
سوريا، وتعددت أسماؤها، وقادتها الذين أصبحوا من أغنياء سوريا بعد أن كان معظمهم من الطبقات المتوسطة أو الفقيرة. وآخر ما كثر الحديث عنه في الساحل السوري هو "جيش السحابات" التابع للنظام السوري بقيادة علي مهنّا الذي كان يعمل "دهّانا" فيما سبق.
وقال "أحمد خ" الذي قاتل جنبا إلى جنب مع قائد "جيش السحابات" منذ تأسيسه مع بدايات الثورة، في حديث لـ"
عربي21": "كان مهنّا يعمل دهانا ليستطيع العيش، معدوم المال والحال، وما إن بدأت الأحداث حتّى انطلق مع فرق
الشبيحة لقمع التظاهرات والقيام بأعمال القتل والسرقة، لكنّ الأقدار جعلته يترأس مجموعة سرعان ما انضوت تحت قيادة سهيل الحسن الذي أطلقت يده في البلاد".
وبحسب أحمد، "كان سهيل الحسن يثق بهذا الشاب، لذا أوكل إليه مهمة تجنيد العناصر من منطقته في ريف
طرطوس الشمالي، وأسند إليه مهام أخرى، مع تزايد أعداد العناصر التي تنضوي تحت إمرته، حيث كان يغري عناصره برواتب ضخمة، تُعد أحد أضخم الرواتب التي تتقاضاها المليشيات الموالية للنظام"، موضحا أن "الراتب 80 ألف ليرة في الشهر، والملفت أنّه اعتمد على التمويل الذاتي لقواته، مما سهّل تمدده السريع".
وحول الطريقة التي موّل بها علي مهنّا قواته، يشرح أحمد قائلا إن مهنا "أقام الحواجز على أطراف المناطق المحررة والمناطق الثائرة، ووضع تعرفة لكل من يمر على الحواجز". ولفت إلى أن هناك حاجز "المليون" في حمص وحاجز "المليون" في حماة، وقد سُميّا بذلك دلالة على المبلغ الذي يعود على الحاجز يوميا، كما أن هناك العديد من هذه الحواجز التي تنتشر في البلاد.
وبيّن أن هذه الطريقة جعلت مهنا يحتفل بملياره الأول منذ شهرين، ليضع نفسه ضمن قائمة رجال الأعمال في الساحل السوري، حيث أصبح يمتلك الآن الفنادق والمولات والكثير من العقارات في مدينة طرطوس.
بدوره، قال خليل، وهو ناشط معارض، لـ"
عربي21": "إن جيش السحابات يتألف من 12 ألف مقاتل جلّهم من ريف طرطوس، ويتلقون أوامرهم بشكل مباشر من قائدهم المباشر علي مهنّا".
وأوضح خليل أن مهنا يتبع "شكلياً" للعقيد سهيل الحسن؛ "لكنّه على أرض الواقع يتبع بشكل مباشر للميناء الروسي في طرطوس".
واستطرد قائلا: "تتم اللقاءات بشكل دوري وعلني بين الضبّاط الروس وعلي مهنّا في طرطوس، ولا يكاد يمر أسبوع دون أن يقيم الولائم لهؤلاء الضباط في أحد الفنادق الفاخرة في طرطوس، حيث أن السحابات قاموا بحماية مخيمات النازحين بعد تفجيرات طرطوس، لرغبة الروس بعدم إثارة المشكلات في قاعدتها البحرية بطرطوس، وكانوا على وشك الاشتباك مع قوى الأمن الجوي والعسكري التي هاجمت المخيمات".
كما أكّد خليل أنّ الجزء الأكبر من قوّات السحابات تنتشر في طرطوس ومحيطها، وقد تمسك زمام الأمور في طرطوس إلى جانب قوّات الأمن الذاتي (المليشيا الروسيّة) في اللاذقيّة التي ظهرت مؤخراً وبدأت تجند أعدادا كبيرة من العناصر.