نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن رفض المغني البريطاني
براين إينو السماح لشركة
إسرائيلية باستغلال موسيقاه.
وقالت الصحيفة في
التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن الملحن والمنتج، بريان إينو، رفض السماح لإحدى فرق الرقص الأكثر شهرة في إسرائيل باستخدام موسيقاه لسلسلة من العروض في إيطاليا بعد أن اكتشف أن السفارة الإسرائيلية كانت ترعى هذا الحدث.
وذكرت الصحيفة أن براين البالغ من العمر 68 سنة، والذي بدأ مسيرته بفرقة روكسي للموسيقى، وأصبح مشهورا بفضل مؤلفاته الموسيقية الخاصة، قال إنه لم يكن على علم بأن إحدى قطعه الموسيقية استخدمت من قبل فرقة الرقص "بات شيفاع" الإسرائيلية.
وأبلغ إينو، الذي يعتبر مؤيدا بارزا لحملة مقاطعة إسرائيل"بي دي إس"، الفرقة الإسرائيلية الشهر الماضي عن حرمانها من استغلال موسيقاه.
وينتمي إينو إلى مجموعات متكونة من 1200 فنانا، وقعوا على ''تعهد من أجل فلسطين"، عبروا من خلاله عن رفضهم لأي تمويل أو اتصال ثقافي مع الحكومة الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة، وفقا لما نقلته صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، أنه كان من المفترض عرض فقرة الرقص التي يستخدم خلالها موسيقى إينو المسماة "حمص" في مهرجان "تورينو دانزا" على مسرح ريجيو في تورينو. لكن المسؤولين عن المهرجان قاموا بتغييرها، بعد أن اكتشف الموسيقار الإنجليزي أن السفارة الإسرائيلية تمولها وهو ما جعل إدارة المهرجان تقوم في وقت لاحق بإزالة اسمه من موقع المهرجان.
والجدير بالذكر، أيضا، أن الفرقة الإسرائيلية "بات شيفاع"، والتي يقع مقرها في مدينة تل أبيب، كانت تستخدم معزوفة إينو الموسيقية المسماة "نيرولي" منذ فترة طويلة.
وفي هذا السياق، قام القنصل الإسرائيلي في مرسيليا سنة 2013 بلفت الانتباه إلى استخدام موسيقى إينو في عروض الفرقة الإسرائيلية.
وأعرب إينو في رسالته إلى الفرقة الإسرائيلية والراقص الإسرائيلي المعروف "أوهاد نهارين" عن تفهمه للفنانين الإسرائيليين، لكنه قال "إنه ليس من المقبول أن تستخدم موسيقاه في عروض مدعومة من طرف الحكومة الإسرائيلية".
وكتب إينو: "انتبهت في الآونة الأخيرة إلى أنكم تستخدمون موسيقاي في عمل فني يسمى "حمص"، ولم أكن على علم بذلك في الأسبوع الماضي. ورغم أنني سعيد بأنكم اخترتم موسيقاي لعروضكم الفنية، لكنني أخشى أن يسبب هذا مشاكل خطيرة لي".
وأضاف الموسيقار الإنجليزي: "سوف ترعى السفارة الإسرائيلية (وبالتالي الحكومة الإسرائيلية) العروض القادمة على حد علمي، وهذا الأمر ليس مقبولا عندي باعتبار أنني أقوم بدعم حملة المقاطعة "بي دي إس" منذ عدة سنوات".
وتابع: "غالبا ما يقول المعارضون لحركة المقاطعة إنه لا يجب استخدام الفن لأغراض سياسية، لكن من الواضح جداً أنه يستخدم بهذه الطريقة من طرف الحكومة الإسرائيلية لتعزيز "العلامة التجارية لإسرائيل"، وصرف الأنظار بعيدا عن القضية الفلسطينية، وأنا أعتبر أن قراري بعدم منح الإذن لهذه الفرقة باستخدام معزوفتي الموسيقية وسيلة لسحب هذا السلاح منهم. أحاول أن أتفهم الصعوبات التي يواجهها أي فنان إسرائيلي الآن، خصوصا الذين أظهروا تعاطفا مع القضية الفلسطينية".
وختم في رسالته، قائلا: "أشعر أن حكومتكم تستغل الفنانين، واستغلال رغبتكم في مواصلة العمل، حتى لو كان ذلك يعني أن يصبح عملكم جزءا من استراتيجيتهم الدعائية. قد لا تكون فرقتكم قادرة على تكوين نفسها رسمياً بعيدا عن الحكومة الإسرائيلية ولكنني لن أقبل أن توضع موسيقاي في عروض برعاية السفارة الإسرائيلية".
وفي الختام، ذكرت الصحيفة، في بيان لـ"بات شيفاع"، أن الفرقة الإسرائيلية تحترم رغبة إينو، وقامت باستبدال الموسيقى في قطعة "أوهاد نهارين" المسماة "حمص"، إلا أنها اعتبرت أن هذه التصرفات لن تساهم في حل الصراع وإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام في "منطقتهم".