تبين من وثيقة سرية كشفها موقع إلكتروني أمريكي، أن النظام السوري حول مبالغ مالية ضخمة إلى بنك روسي حكومي، في إطار التحايل على العقوبات المفروضة عليه فيما يبدو، في الوقت الذي يكشف الموقع أيضا أن "
ويكيليكس" أخفى الوثيقة التي حصل عليها ضمن مجموعة كبيرة من الوثائق التي حصل عليها، وهو الأمر الذي ينفيه موقع "ويكيليكس" ويتنصل منه.
وبحسب موقع "ديلي دوت" الأمريكي، فإن موقع ويكيليكس تجنب في العام 2012 نشر وثيقة تكشف تحويل ملياري يورو من النظام السوري إلى بنك روسي حكومي.
وبحسب رسالة إلكترونية تمكن مجموعة من قراصنة الإنترنت الداعمين للثورة السورية من الحصول عليها، بعد أن اخترقوا شبكة الإنترنت السورية، فإن سالم طوباجي رئيس الخزانة في البنك المركزي السوري يقوم بإخطار البنك الروسي "في تي بي" بارتفاع مبلغ الإيداع إلى أكثر من ملياري يورو. كما تضمنت الرسالة الإلكترونية طلبا من جانب طوباجي لمدير بنك "في تي بي" المالي، أندري جالكن، فتح حساب "بالروبل الروسي"، على أن تاريخ الرسالة يعود إلى 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011.
ويؤكد التقرير أن السجلات الممهورة بختم محكمة مانهاتن الفيدرالية التي حصل "ديلي دوت" عليها من مصدر مجهول، توضح بشكل مفصل كيف قامت مجموعة من قراصنة الإنترنت باختراق شبكات الحكومة السورية عشية اندلاع الثورة السورية، واستخلاص رسائل بريدية عن تحويلات بنكية ضخمة كان النظام السوري يجريها على عجل في أثناء تطبيق حزمة العقوبات الاقتصادية، ووجدت غالبية الرسائل طريقها إلى قاعدة بيانات "يكيليكس" بحلول ربيع 2012.
ويؤكد التقرير أن مجموعة بعينها من الرسائل الإلكترونية، لم تدخل ضمن الذاكرة المؤقتة للوثائق المنشورة على موقع ويكيليكس في يوليو/تموز 2012 تحت اسم "الملفات السورية".
وتقول المعلومات إنه بحلول خريف 2011 فقدت الحكومة السورية السيطرة على غالبية شبكات الحاسوب، كأنها لم تكن تحت سيطرتها من قبل، وصلت لدرجة "اعتراف" نظام بشار الأسد الذي تدعمه
روسيا حاليا إعلان سيطرة أحد قراصنة الإنترنت على "جميع بروتوكولات الإنترنت" في البلاد.
وقد أعلن قرصان إنترنت في إحدى غرف الدردشة في أثناء حديثه لزملائه أعضاء مجموعة تطلق على نفسها اسم RevoluSec من المناضلين الإلكترونيين الداعمين للثورة، الذين نفذوا العديد من الهجمات الإلكترونية المتطورة ضد الحكومة السورية لمدة عام تقريبا: "لقد استطعنا بشكل أساسي، الوصول عدة مرات للمحولات الداخلية للبوابة الرئيسية للاتصالات في
سوريا، وإلى حد ما البنية التحتية للهاتف، وربما التلفاز أيضا".
وتكشف أكثر من 500 صفحة من الوثائق التي حصل عليها موقع "ديلي دوت" قدرة عدد من النشطاء السيطرة شبه الكاملة على شبكة الإنترنت السورية، وتسخير هذه السلطة لوضع الرقابة طوال الوقت على العديد من قيادات وزارات الدولة.
ويضيف تقرير الموقع: "لقد تراكمت السجلات المسربة بين يدي الحكومة الأمريكية في أثناء التحقيق في قضية جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، والقراصنة التابعين له حول العالم، كما أكد فريق RevoluSec أنه مصدر "ملفات سوريا" التي بلغت مليوني رسالة إلكترونية تخص الحكومة الإلكترونية نُشرت على موقع ويكيليكس نهاية صيف 2012.
وتقدم الوثائق المسربة دليلا على أن بعض الرسائل التي اعترضتها مجموعة RevoluSec لم تجد طريقها إلى قاعدة بيانات ويكيليكس، رغم حماس القراصنة لعرضها.
ويُنكر موقع "ويكيليكس" حجب هذه الوثائق، حيث قال متحدث باسم "ويكيليكس" لــ"ديلي دوت" إن الحساب المشار إليه "وهمي"، وأضاف: "لقد شمل النشر رسائل عديدة تشير للعلاقات بين سوريا وروسيا. ومن سياستنا على المدى البعيد رفض التعليق على المصادر المزعومة. ومن المخيب لآمالنا أن نرى موقع ديلي دوت ينشط لصالح حملة هيلاري كلينتون ضمن نظرية المؤامرة للمكارثيين الجدد تجاه الإعلام المعارض"، وقد توعدت ويكيليكس بالانتقام من المراسلين إذا تابعوا القصة.
وردا على سؤال حول احتمال الخداع، رفضت "ويكيليكس" رفضا قاطعا، وقالت في ردّها: "إن جميع الملفات السورية التي حصلت عليها ويكيليكس تم نشرها وتوثيقها".
يشار الى أن "ويكيليكس" تعرض لانتقادات لاذعة من حملة هيلاري كلينتون الانتخابية في الولايات المتحدة، وأصبح مادة للجدل مجددا بسبب التسريبات التي نشرها.