يتخوف أهالي المناطق الخارجة عن سيطرة في
سوريا؛ من الصعوبات التي ستواجه أبناءهم مع بداية العام الدراسي الجديد، بسبب استهداف النظام المتواصل لمناطقهم من جهة بشكل عام، والمدارس بشكل خاص، والصعوبات الاقتصادية والمعيشية التي تقف عائقا أمام اقتناء المستلزمات المدرسية، التي وصلت أسعارها أيضا في المناطق التي يسيطر عليها النظام إلى أرقام كبيرة بالنسبة لـ"الموظف السوري".
وقال الصحفي محمد عبد الرحمن، من الغوطة الشرقية المحاصرة، إن 50 ألف طالب يتحضرون لدخول عامهم الدراسي في غوطة دمشق، وسط انطباع عام ممزوج ما بين التفاؤل بالعملية
التعليمية؛ ومخاوف حقيقية على الطلاب من إمكانية استهدافهم من قبل النظام السوري داخل
المدارس، كما جرى في الأعوام السابقة.
وبيّن عبد الرحمن، في حدث لـ"عربي21"، أن تكاليف العملية التعليمية كبيرة، تعجز غالبية الجهات عن تحملها، فطباعة الكتب الدراسية في الغوطة وحدها بحسب خطة وضعتها مديرية التربية الحرة تجاوزت تكلفتها 800 ألف دولار أمريكي، وفق قوله.
كما أشار عبد الرحمن إلى صعوبات أخرى في سير العملية التعليمية، كتأمين الأمور اللوجستية الخاصة بالتدفئة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، وسط شح بالمواد المخصصة للتدفئة من محروقات وغيرها، والارتفاع الكبير في أسعار المواد المتوفرة منها.
ولا تقدم الحكومة المؤقتة للغوطة الشرقية، بحسب المصدر، إلا تكاليف الامتحانات الخاصة بالشهادتين الإعدادية والثانوية ليس إلا، أما الامتحانات الانتقالية فهي غير مدعومة من الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني.
أما في مناطق سيطرة النظام السوري، كدمشق وحلب، فتكاليف المستلزمات التعليمية ليست بأفضل حالا من المناطق الأخرى، فالتكلفة الأدنى لتأمين الحاجيات المدرسية، بحسب الإعلام الرسمي التابع للنظام، تجاوزت الأربعين ألف سورية ضمن بعض مراكز التسوق التابعة للنظام.
بدوره، قال الناشط الإعلامي في دمشق، سامر أحمد، لـ"عربي21"، إن "أسعار المستلزمات التعليمية في دمشق هي الأعلى مقارنة مع السنوات السابقة، فالأسعار مرتفعة جداً، وأرباب المنازل ممن لديهم ثلاثة
أطفال في المدرسة يحتاجون لمعدل ستة رواتب شهرية من إجمالي رواتب السنة الكاملة لتأمين أدنى الحاجيات الأساسية للعام الدراسي لهذا العام".
وأضاف: "هناك بعض المساعدات الأممية دخلت دمشق، ولكن لا يمكن مقارنتها مع أعداد المتوجهين للمدارس، أما الأسواق العامة فتتوفر فيها كافة الاحتياجات، ولكن المواطن السوري معروف بدخله المحدود، لذا هو غير قادر على شرائها جميعا، الأمر الذي جعل نسبة كبيرة من العائلات تعمل على ترميم ما بقي من مستلزمات السنوات السابقة، والعمل على مبدأ إعطاء الابن الأصغر ما كان يستخدمه الأخ الأكبر له في العام السابق".
أما الشمال السوري، فقد النظام السوري والطائرات الروسية معظم المدارس، والعدد القليل المتوفر منها لا يغطي أعداد الطلاب الذين ينتظرون بدء العام الدراسي بعد خمسة أيام.
من جهته، يؤكد الناشط الميداني، أبو محمد الإدلبي، وجود مخاوف كبيرة بين الأهالي على حياة أبنائهم الذين سيقصدون المدارس بعد أيام، فالطائرات الروسية وطائرات النظام السوري تستهدف المدارس بشكل مستمر.
وأشار الأدلبي إلى وجود حالة الانقسام والتشتت في إدلب ما بين الالتحاق بالمدارس التابعة للنظام السوري والتي لم تعد قائمة في المحافظة، وما بين المدارس التعليمية التابعة للائتلاف المعارض، وسط مخاوف من حصول الطلبة على شهادات من الائتلاف قد لا تعترف بها الكثير من الجهات المحلية والدولية.
وكانت منظمات دولية قد أشارت، مع دخول الثورة السورية عامها السادس، إلى أن عدد المدارس المتضررة والمدمرة في سوريا قد ارتفع ليصل إلى حوالي 2960 مدرسة، في الوقت الذي بلغ عدد موظفي التعليم الذين قتلوا نتيجة القصف إلى 222 موظفا، فيما قالت مصادر إعلامية معارضة لنظام الأسد؛ إن العدد أكبر من ذلك بكثير، مشيرة إلى أن غالبية المدارس في ريف حلب وإدلب، وغوطتي دمشق قد دمرها النظام السوري بشكل شبه كامل أو بنسب كبيرة.