يراقب مصرفيون سويسريون ما يحصل منذ فترة في الأسواق المصرفية الأوروبية المجاورة، كالألمانية مثلا، حيث يعتبر مصرف "برلين هيب" الألماني النشيط في أسواق التمويل المتعلقة بالنشاطات العقارية للمستثمرين الحرفيين، الأول في
أوروبا الذي باشر بيع
السندات الأولى ذات
المردود السلبي.
ما يعني أن المردود بالنسبة إلى كل من يشتري هذه السندات يرسو تحت الصفر، وبالتالي يتكبد المستثمر خسائر بدلا من تحقيق الأرباح. وهكذا، ربما يتحول هذا الإنجاز المصرفي التجاري من نظريات إلى كابوس في الأسواق المصرفية السويسرية.
اللافت وفقا لصحيفة "الحياة" اللندنية، أن عملية تسويق هذا النوع من السندات يتزامن مع استعدادات المصرف المركزي الأوروبي لتفعيل سلة من الحوافز، التي من شأنها الضغط أكثر نزولا على نسب الفوائد، استنادا إلى استنتاجات الخبراء السويسريين.
ويطرح مصرف "برلين هيب" حاليا سندات لما مجموعه 500 مليون يورو، تستحق بعد ثلاث سنوات وذات مردود يبلغ -0.162 في المئة. أما نوع هذه السندات فيصنف بـ"كوفرد بون" أي أنها سندات مضمونة، يتم التداول بها في الأسواق المالية الثانوية. علما أن أذون سندات الخزينة الألمانية التي تستحق بعد ثماني سنوات، تعطي مردودا سلبيا على غرار تلك الفرنسية والنمسوية والبلجيكية التي تستحق بعد سبع سنوات.
ويفيد المحللون بأن أذون الخزينة ذات المردود السلبي سيكون لها جمهور لا يستهان به من المستثمرين وغالبيتهم من الأوروبيين. إذ بدلا من إخفاء الأموال يرى جزء منهم أن الاستثمار، حتى في السندات غير المربحة إطلاقا، أفضل كثيرا من الإبقاء عليها في مكان سري لأن قيمتها ستتآكل مع مر السنين، بمساعدة عوامل مثل التضخم المالي.
ويلاحظ أن القيمة الكلية لأذون الخزينة حول العالم ذات المردود السلبي، كانت 3 تريليونات دولار. وسرعان ما قفزت هذه القيمة إلى 5.5 تريليونات دولار في شباط/فبراير، كي تصل إلى 6.25 تريليونات دولار حاليا.
على الصعيد السويسري، يستبعد الخبراء أن تغزو موجة السندات المالية الخاصة ذات المردود السلبي، الأسواق المحلية على المدى القريب، لأن المستثمرين فيها ينبذون هذه الفكرة راهنا، بما أن الأوضاع المصرفية السويسرية تبقى أفضل من نظيراتها الأوروبية.