خلص موقع "
ميدل إيست آي" البريطاني المتخصص بأخبار منطقة الشرق الأوسط إلى أنَّ وجود الحركة الإسلامية في البرلمان هو أبرز ملامحه بعد
الانتخابات التي انتهت إلى فوزهم بـ15 مقعداً، كما أنهم سيكونون الكتلة الأكبر والأقوى، وذلك على الرغم من الانتقادات التي تم توجيهها للقانون الجديد.
وأكد "ميدل إيست آي" في تقرير له الجمعة ما سبق أن نشرته "
عربي21" حول التباين بين الأصوات التي تمكن الإسلاميون من حصدها والمقاعد التي تربعوا عليها داخل البرلمان، حيث قال إنهم حصلوا على 24% من أصوات الناخبين في الدوائر التي شاركوا فيها، لكنهم ممثلون في البرلمان بــ12% من مقاعده.
ونقل الموقع البريطاني عن المهندس علي أبو السكر قوله إن "قانون الانتخابات لم يكن عادلاً"، مشيراً إلى أن المقاعد التي حصلت عليها الحركة الإسلامية لا تتناسب مع حجم الأصوات التي حصدتها في الشارع.
وقال صحافي أردني تحدث لـ"ميدل إيست آي" إن "القانون الانتخابي الجديد أسوأ من قانون الصوت الواحد"، معتبراً أن "القانون يهدف الى إقصاء التيار الإسلامي"، واعتبر أن الإسلاميين كان من المفترض أن يحصلوا على عدد أكبر من المقاعد.
لكن القيادي الإسلامي المعروف زكي بني ارشيد قال في تصريحات خاصة لــ"ميدل إيست آي" إن "هذه الانتخابات على الرغم من أنها لا تخلُ من بعض التجاوزات، إلا أنها شكلت خطوة نحو الأمام"، ووصف حصول التيار الإسلامي على 15 مقعداً بأنه "إنجاز كبير"، مشيراً إلى أن كل الأحزاب السياسية في المملكة فشلت في الفوز بأي مقاعد، بينما نجحت الحركة الإسلامية بأن تكون صاحبة أكبر كتلة سياسية في المجلس.
ويشير الموقع الناطق بالإنجليزية إلى أن جماعة
الإخوان المسملين شاركت في 15 دائرة انتخابية، وحصدت 24% من الأصوات في تلك الدوائر، فيما لم تدخل المنافسة في 8 دوائر انتخابية، وتركتها خالية أمام القوى الأخرى التي لم تنجح أيضاً في الاستحواذ على أي مقعد بهذه الدوائر.
ويقول الموقع إن "هذه الانتخابات تأتي في وقت يشهد فيه الأردن تهديداً متزايداً من تنظيم الدولة الذي شن خلال الفترة الماضية عدداً من الهجمات التي استهدفت البلاد، كما تأتي في الوقت الذي تواجه فيه جماعة الإخوان المسلمين حملة إقليمية على مستوى المنطقة منذ الانقلاب العسكري في مصر الذي أطاح بحكم جماعة الإخوان بالقوة في تموز/ يوليو 2013".
وبحسب "ميدل إيست آي" فإن نتائج انتخابات الأردن كشفت بأن "جماعة الإخوان المسلمين لا تزال تتمتع بشعبية واسعة في الشارع، وذلك بعد 8 سنوات من غيابها عن المشهد السياسي في المملكة، وبعد عدة سنوات من الحملة التي تستهدفها في مصر وفي دول الخليج، وعلى الرغم من إدراجها على قوائم الإرهاب من قبل كل من السعودية والإمارات".
ويقول الموقع إن "المفاجأة الثانية التي خرجت بها انتخابات الأردن تتمثل في انكشاف حجم الانشقاق والخلافات التي عصفت بجماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة الماضية، حيث كان يسود الاعتقاد بأن الجماعة انقسمت إلى ثلاث مجموعات متضاربة، إلا أن نتائج الانتخابات أظهرت أن الجماعة الأم حصدت 15 مقعداً، بينما حصلت "جمعية الإخوان" المرخصة على مقعد واحد في مدينة العقبة الساحلية، ولم تحصل قائمة "زمزم" على أي مقعد في البرلمان، ما يعني أن الفريقين اللذين انشقا عن الإخوان لا زالا يفتقدان لأي وجود في الشارع، وما يعني أيضاً أن حجم الانشقاق ضعيف".
يشار إلى أن نسبة التصويت في انتخابات الأردن بلغت 37.1% فقط، فيما سجلت العاصمة عمان، ومدينة الزرقاء، وكلاهما أكبر مدينتين في البلاد الإقبال الأضعف على المشاركة، في الوقت الذي يتحدث فيه كثيرون عن أن سبب ضعف المشاركة يعود إلى عدم فهم قانون الانتخاب الجديد بشكل كامل، إضافة إلى حالة الاحباط لدى الأردنيين من أداء المجالس النيابية السابقة.