تحدثت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري وأخرى معارضة في
حمص، وسط
سوريا، عن انتشار
المخدرات والحشيش بين
المراهقين في المناطق الموالية لنظام الأسد، فيما لم ينج طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية من الإدمان.
من جهتها، تحدثت صفحة "شبكة أخبار المنطقة الوسطى حمص"، المؤيدة للنظام السوري، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن انتشار غير مسبوق للحبوب المخدرة بين أيدي المراهقين من طلاب مدارس وأقرانهم ممن فضلوا حمل السلاح على مقاعد الدراسة، منوهة إلى أن الحصول على الحبوب المخدرة من قبل الطلاب، وخاصة طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية سهل للغاية بسبب انتشار الباعة المتجولين في الطرقات، وعبر زملائهم ممن سبق لهم التعاطي.
الموالون للأسد في هذه المناطق، وهم ينحدرون من الطائفة العلوية، طالبوا عبر الصفحات المحلية الخاصة بحمص وريفها، حكومة الأسد وفروعه الأمنية؛ بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وفورية لإيقاف الباعة المتجولين، الذين نشطوا بشكل كبير مع بدء العام الدراسي الحالي.
المقاهي.. أوكار للمخدرات
فقد تحدثت صفحات أبناء حيي الزهراء والنزهة الموالين للأسد؛ عن شهادات تؤكد أن نسبة كبيرة من المقاهي العامة تحولت بنسبة إلى "أوكار للمخدرات والتعاطي"، مؤكدين أن الصيف الحالي كان الأكثر انتشارا للمقاهي في حمص المدينة والأرياف الموالية، فقد تجاوزت أعدادها المئة مقهى.
كما أشار بعض المعلقين إلى أن تفشي ظاهرة استخدام الفتيات في هذه المقاهي لاستقطاب الشباب إليها، وصولا إلى تحويل الأراجيل إلى وسيلة لتناول المخدرات عقب حقنها بمواد مخدرة.
سببها الفوضى أو المافيا؟
من جانبه، قال أسامة أبو زيد، مدير مركز حمص الإعلام المعارض لنظام الأسد: "لقد لاحظنا خلال الفترات الأخيرة انجرار نسبة كبيرة من المراهقين في مناطق النظام نحو تعاطي المخدرات وقصد النوادي الليلية، وسط غياب تام لنظام الأسد وتسيّب في المحاسبة".
وأشار أبو زيد في حديث لـ"عربي21"؛ إلى أن انجرار هؤلاء المراهقين إلى عالم المخدرات ليس عشوائيا، بل هو عمل منظم من قبل جماعات تتبع للمافيا، وغالبا تكون على شكل عصابات مسلحة مقربة أو تابعة لمليشيات موالية للأسد، مقابل الحصول على الأموال، موضحا أن ردع هذه العصابات لم يعد سهلا، فيما ينتج عن هذه الظاهرة جرائم قتل واغتصاب واختلاس أموال بالقوة، وأعمال سطو مسلح، كما قال.
ونوه إلى امتلاك العصابات المسلحة سلطة كبيرة، ما يسهل تنقلاتها في أرجاء المناطق الموالية، حيث باتت سلطتها أعلى بكثير من سلطة أجهزة الأسد، "بل هنالك أحاديث وروايات تشير إلى اتهام شخصيات كبيرة في نظام الأسد بالتورط في هذه الأعمال، مقابل اكتسابهم مبالغ مالية كبيرة".
متعاطون فضلوا السلاح على المدرسة
بدوره، أكد الناشط الإعلامي جلال التلاوي توجه العديد من طلاب المدارس "المراهقين" إلى التطوع ضمن صفوف
مليشيات الدفاع الوطني، ضمن المناطق الموالية للأسد في حمص؛ رغبة منهم في الحصول على الحبوب المخدرة بطرق أسهل.
وروى التلاوي، نقلا عن مصدر خاص، أن والد طالب مدرسة أقدم على ضرب ابنه واحتجازه لأيام، بسبب رفضه الذهاب إلى المدرسة ورغبته في الانضمام إلى صفوف مليشيات الدفاع الوطني، لكنه أطلق سراحه في وقت لاحق.
كما نوه الناشط الإعلامي إلى ولادة العشرات من المقاهي والنوادي الليلية خلال الآونة الأخيرة، ضمن مناطق سيطرة النظام السوري في حمص وريفها، خاصة في شوارع مثل شارع الحضارة، ومسبح تشرين، ووادي الذهب، "على مرأى ومسمع من النظام السوري الذي لم يحرك ساكنا"، وفق تأكيد التلاوي لـ"عربي21".
المخدرات وسيلة للتجنيد
وبيّن التلاوي أن عددا من شبكات المخدرات والنساء تقودها الفروع الأمنية التابعة للنظام السوري في المنطقة، "إذ إن الفروع الأمنية تروج المخدرات بين المراهقين أولا، وعبر إقحام النساء لشدهم أكثر، ومن ثم تعبد لهم الطريق للتطوع في مليشيات الدفاع الوطني، وبالتي تكون قد جندت أفرادا جددا يحملون السلاح ويقاتلون على جبهات الأسد الساخنة"، كما قال.