الأمن بمصر يدفن كمال وشحاتة دون جنازة خشية الإخوان (فيديو)
القاهرة- عربي21- إحسان عبد العظيم05-Oct-1607:58 PM
2
شارك
أعلنت الداخلية المصرية اعتقال القياديين قبل تصفيتهما
أرغمت أجهزة الأمن في مصر، أسرتي القيادي الإخواني، عضو مكتب الإرشاد، الأستاذ بكلية الطب، محمد كمال، وصاحبه المدرس ياسر شحاتة، على التوجه بجثمانيهما من المشرحة إلى المقابر مباشرة، ودفنهما بمقابر جبل درنكة بمحافظة أسيوط، مسقط رأسيهما، رفقة قوات الأمن، دون تشييع جنازتيهما، ولا الصلاة عليهما، بالجامع الكبير في الوليدية، كما كان مقررا، عقب صلاة فجر الأربعاء.
وقال نشطاء إن منع صلاة الجنازة لم يحدث في أي دولة بالعالم سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو حتى هندوسية أو في قلب الكيان الإسرائيلي نفسه، مشيرين إلى أن هذا لم يحدث في مصر سوى مرة واحدة منذ أكثر من 55 سنة، عندما منع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر صلاة الجنازة على المفكر والأديب سيد قطب.
ولقي كمال وشحاتة مصرعيهما، في حادثة تصفية جسدية لهما، بمنطقة البساتين بحي المعادي جنوب مصر، نهار الثلاثاء، بعد ساعات من إعلان القبض عليهما، إذ أقرت "الداخلية" بتصفيتهما، وهما أحياء بحوزتها، ودافع الإعلامي الموالي لها، أحمد موسى، عن تصفيتهما بحرارة.
هذا بينما أدى المكتب التنفيذي لجماعة لإخوان المسلمين في تركيا، وأعداد من المصريين والعرب والأتراك هناك، صلاة الغائب عليهما. وأم المصلين رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور يوسف القرضاوي.
وكانت قوات الأمن سلمت جثماني الضحيتين إلى ذويهما بمشرحة زينهم، مساء الثلاثاء، مشددة عليهم ضرورة ألا يشارك أحد في تشييعهما سواهم، والاكتفاء بتواجد زوجتيهما وأبنائهما فقط، كما نبهت على المساجد التابعة لوزارة الأوقاف، بإغلاقها، وعدم إقامة الصلاة عليهما فيها.
وكشف تقرير الطب الشرعي حول الحادث، عن إصابة كل منهما برصاصة في الرأس من مسافة أقل من متر، دخلت من جهة، وخرجت من الأخرى.
وأكد عضو البرلمان المصري في الخارج، النائب محمد مسعد، في مداخلة له عبر فضائية "مكملين"، المناهضة للانقلاب العسكري، أن تصفية كمال وياسر، لا يمكن أن تتم دون قرار رسمي من قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي.
ونعى الدكتور يوسف القرضاوي، محمد كمال، في تغريدة له، عبر حسابه بموقع "توتير"، واصفا إياه بالأسد المطارد الذي قتل غيلة.
وقال: "رحم الله د. محمد كمال.. عاش مطاردا، ومات غيلة.. اعتقل بلا إذن نيابة، وقتل بلا حكم محكمة، وهكذا أصبحت مصر، أسأل الله أن يتقبله في الشهداء".
وفي تغريدة أخرى قبلها كتب على حسابه قائلا: "لا تقتلوا أسودكم.. فتقتلكم كلاب أعدائكم.. رحم الله الشاب #مهند_إيهاب و#دكتور_محمد_كمال".
تفاصيل الساعات الأخيرة للقتل والدفن
وكشفت أسرتا كمال وشحاتة أنهما أنهيا دفن جثماني الشهيدين بمقابر أسيوط، بعد منع الأمن لإقامة صلاة الجنازة عليهما، بأي من مساجد المحافظة.
وكانت سيارات إسعاف تحمل جثمانيهما قد انطلقت من مشرحة زينهم بالقاهرة في حراسة أمنية مشددة إلى محافظة أسيوط لدفنهما، مع منع أي تجمع أو أداء صلاة الجنازة عليهما، وفقا لرواية زوجة محمد كمال.
وقالت في اتصال هاتفي مع الإعلامي محمد ناصر عبر فضائية "مكملين"، ليل الثلاثاء، خلال توجهها لدفن زوجها، إنها لاحظت في جثمان زوجها آثارا لخمس طلقات، بينها واحدة في الرأس.
فيما أكدت زوجة ياسر شحاتة أن زوجها قتل برصاصة مباشرة من مسافة أقل من متر، مضيفة أنها كانت قريبة من مكان الحادث، وأنه تمت تصفيتهما بالشقة، ورأت بعدها الإسعاف تنقلهما في نقالتين.
أحزاب تدين وتستنكر
وأدان حزب "الوسط" قيام أجهزة الأمن بقتل الضحيتين. وقال - في بيان له - إن ما حدث قتل خارج القانون، فمهما كانت التهم الموجهة إليهما؛ فلا يجوز قتلهما بهذه الطريقة الخارجة عن القانون، خاصة أنها تكررت مع آخرين، وآخرهم الخمسة الذين قتلوا في القاهرة الجديدة، وتم اتهامهم بقتل الباحث الإيطالي ريجيني.
كما أدان حزب "مصر القوية"، برئاسة عبد المنعم أبو الفتوح، بأقصى عبارات الإدانة، قتل الضحيتين.
وأكد الحزب، في بيان له، رفضه لتلك "الممارسات الهمجية، التي تطال كثيرا من المصريين، سياسيين كانوا أم باعة جائلين أم مهنيين، بشكل غير مسبوق".
وشدد الحزب على أن استمرار الأجهزة الأمنية في عمليات التصفية الجسدية لمعارضيها بمباركة ظاهرة من مؤسسات الدولة المختلفة، هو خطر محدق بمصر وأهلها وأمنها وسلامها، وتهديد أكبر لكيانها الذي لم يعد قائما إلا لخدمة مصالح خاصة لقيادات ومؤسسات فرضت وجودها على الشعب بقوة السلاح لا غيره، بحسب البيان.
سياسيون ليبراليون يرفضون ويدينون
وأدان الناشط السياسي، محمود عفيفي، مقتل محمد كمال، وقال في تدوينة عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "القتل خارج القانون جريمة.. من حق أي متهم أن يخضع لمحاكمة عادلة بعد القبض عليه.. السلطة التي تقتل وتصفي خصومها السياسين سلطة فاشية، وإجرامية".
وهاجم عضو حركة "9 مارس لاستقلال الجامعات"، يحيى القزاز، نظام حكم السيسي، بعد مقتل كمال وشحاتة، قائلا في تدوينة عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "هل يوجد قانون يمنح الشرطة حق تصفية معارضيها بلا حكم؟ هل يحق لجماعة الإخوان إن حكموا مصر أن يصفي جهاز أمنها معارضيها؟ سلطة السيسي تمارس الإرهاب، وتصفي معارضيها، وهذا مكمن الخطر".
وفي السياق نفسه، أدان الناشط اليساري، كمال خليل، مقتل محمد كمال، وياسر شحاتة، وقال في تدوينة عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "بالأمس تم اغتيال عضوين قياديين من عناصر جماعة الإخوان المسلمين بعد القبض عليهما أحياء (محمد كمال وإبراهيم شحاتة).. ويضاف ذلك لجرائم النظام المتعددة في حق الشعب المصري".
وتابع خليل: "كان من المفروض بعد إتمام أعمال القبض أن يتم التحقيق والمحاكمة وهذا هو الحق الطبيعي.. لكن تمت التصفية الجسدية بالطريقة نفسها التي تمت مع ستة أو تسعة عناصر قيادية للإخوان في مدينة 6 أكتوبر بعد حادثة اغتيال النائب العام.. هؤلاء القادة تقريبا تم اغتيالهم وتصفيتهم لأنهم رافضون المصالحة مع النظام.. حق الحياة والمحاكمة العادلة غير معروف لنظام السيسي، وأجهزته".
وانتقد الباحث في الشأن القومي العربي، محمد سيف الدولة، بيان وزارة الداخلية عن الحادث، وقال في تدوينة عبر "فيسبوك": "سألني: لماذا تكذبون دائما بيانات وروايات الداخلية في مقتل محمد كمال وريجيني وعطيتو وآخرين؟ أجبته، لسبب بسيط؛ لأنهم سبق أن قتلوا مئات المعتصمين السلميين أمام أعيننا بدم بارد".
واستنكر المحامي اليساري، خالد علي، مقتل محمد كمال. وقال في تدوينة عبر "فيسبوك": "كذبتان ينشرهما النظام وأتباعه، وبعدها بيصدقوا كذبتهم.. الأولى: القتل خارج إطار القانون وتصفية المعارضين جسديا بزعم حدوث تبادل إطلاق النار".
وأضاف: "الثانية: قيام مليونيرات وبعضهم مليارديرات من رجال الاقتصاد أو الإعلام أو السياسة أو الأكاديميين بمخاطبة الشعب بأهمية التقشف وضرورته وفوائده للاقتصاد".
كما استنكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نادر فرجاني، مقتل القياديين الإخوانيين، وقال في تدوينة له": "حكم المماليك الفنكوشجية أعاد مصركم إلى عصور الهمجية البدائية بالتصفية الجسدية خارج إطار القانون للمعارضين لحكم السلطان البائس، لا تصدقوا الكذابين، فقد قتلوهما بعد أن أعلنوا عن اعتقالهما".
وتابع: "في القرن الحادي والعشرين لا يمكن في أي بلد متحضر أن تصفي الشرطة أحدا بلا محاكمة وخارج سياق القانون".
وواصل: "سيظل العار يلاحق السلطان البائس الذي أمر بهذه الممارسة بعد اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، غفر له الله، ويلاحق وزيره لقتل وتعذيب المصريين "الداخلية سابقا"، وكل أداة من المصريين أسهمت في الأمر بالتصفية أو تنفيذه".
واختتم: "سيظل العار يلاحقهم ويحيق بأسمائهم في كتاب التاريخ، ولو قضىوا نحبهم وتركوا الدار الفانية".
وعلق رئيس تحرير جريدة "الأهرام" الأسبق، أسامة سرايا، لدى استضافته في برنامج "كلام بفلوس"، عبر فضائية "العاصمة"، بالقول أيضا إن تعامل الدولة مع جماعة الإخوان المسلمين خطأ لأنه يراعي البعد الأمني فقط، وهذا خطأ كبير، مؤكدا أنهم جزء من المجتمع المصري "شئنا أم أبينا"، وفق قوله.
وأكد أن الدولة عليها أن تجعل الجماعة تحترم النظام والقانون بدلا من محاربتها أمنيا فقط، لأن ذلك التعامل معهم سيجعلهم يقوون في الشارع مرة أخرى، على حد قوله.
إعلاميو السيسي يشمتون ويبررون
وفي المقابل، أبدى الإعلاميون الموالون للسيسي، شماتة واضحة في اغتيال كمال وصاحبه شحاتة، وتبنوا رواية الداخلية، وبرروا الجريمة.
وادعت صحيفة "الأهرام" أن كمال وشحاتة شاركا في اغتيال النائب العام السابق، هشام بركات. وزعمت "الأخبار" أن كمال تلقى تعليمات من قادة الإخوان باغتيال 42 من رجال الجيش والشرطة والقضاء. ووصفت الجمهورية "كمال" بالمسؤول عن تسليح الجماعة.
وبرغم أن "اليوم السابع" كانت أول من نشر خبر الاعتقال قبل الاغتيال إلا أنها قالت: "ليلة سقوط قائد الجناح العسكري للإخوان بالبساتين.. الإخوان في خبر كان".
فيما جاء مانشيت "البوابة" قائلا: "قطع رأس الأفعى.. بعد تبادله إطلاق النار مع الأمن.. القصة الكاملة لتصفية "مرشد اللجان النوعية". وأضافت "البوابة": "بعد تصفية محمد كمال.. "بركات" و"طاحون" يستريحان في قبرهما".
وعقب الإعلامي لسلطات الانقلاب، أحمد موسى، بشماتة واضحة، على التصفية الجسدية قائلا: "الشرطة وجهت ضربة قاضية للقيادي محمد كمال.. الداخلية اصطادت أسامة بن لادن الإخوان".
وبتشف شبه موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الثلاثاء، محمد كمال بسيد قطب، مشيدا بجهاز الأمن الوطني (جهاز أمن الدولة المنحل)، الذي استطاع قتله.
وزعم أن عدد القتلى في صفوف الجيش والشرطة بلغ 1400 شخص منذ عام 2013 إلى الآن، مضيفا: "من يحمل السلاح ويقتل الشعب حلال قتله، وهذا من القرآن".