أعلن عدد من شيوخ السلفية بالمغرب تبرؤهم من دعوة
الشيخ السلفي،
محمد المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة المشرفة على دور القرآن بمدينة مراكش (جنوب) للتصويت على حزب
الأصالة والمعاصرة (معارض)، معتبرين إياه "جانب الحق وخالف الصواب"، ودعوا إلى عدم التصويت عليه لأنه "صنع لمحاربة الإسلاميين".
وقال الشيوخ، طارق الحمودي، وعادل خزرون، وفؤاد الدكداكي، وهم من أعلام السلفية بمدينة تطوان (شمال) في بيان وصل "
عربي21" نسخة منه، الخميس، إن الشيخ المغراوي "جانب الحق وخالف الصواب، وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا الأنبياء"، مستشهدين بقول ابن تيمية: "من جعل كل مجتهد في طاعة أخطأ في بعض الأمور مذموما معيبا ممقوتا، فهو مخطئ ضال مبتدع".
وأشار البيان إلى أن "البام" (اختصار لحزب الأصالة والمعاصرة) "لا يؤتمن على عهد، ولا يوثق له على عقد، وهو حزب صنع لمحاربة الإسلاميين كما قال أمينه العام إلياس العماري"، وتابع: "ويعني ذلك عنده محاربة عقائد الإسلام على أنها خرافات، وشرائعه على أنها مخلفات الماضي".
وكشف الشيوخ الثلاثة، أنهم جالسوا الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة، شيخ الدعوة السلفية في شمال المغرب، وعرضوا عليه الأمر "بعد التأكد من صحة ما نسب إلى المغراوي الذي ذُكر فيه الصفقة التي تمت بينه وبين حزب الأصالة والمعاصرة، فأبدى استنكارا مستغربا من صدور هذا من الشيخ المغراوي"، حسب تعبير البيان.
ودعوا "كل العقلاء من محبي وطلبة ومتابعي المغراوي، إلى ألا يستجيبوا لطلبه إكراما له ونصرة له بكفه عن الخطأ، فقد أبان حزب الأصالة والمعاصرة أنه هو من سعى إلى إغلاق دور القرآن، وحرمان الناس منها مدة من الزمن بطريقة ما، وأنهم لن يتورعوا عن إغلاقها مرة أخرى".
واعتبر البيان أن دعم المغراوي للجرار قد يكون له آثار عكسية لما يرجوه حزب العماري، "فينبري رواد دور القرآن التابعة للشيخ إلى التصويت للعدالة والتنمية، ويدعون الناس إلى ذلك إظهارا للمؤازرة والمساندة ضد من يتلاعب بقضية دور القرآن، وكفا للألسنة، وإحقاقا للحق، ونصرة للتاريخ والهوية".
وأضاف البيان ذاته، أن حزب الأصالة والمعاصرة "استغل حب الناس للقرآن، وفاوضهم عليه ليصوتوا عليه، وهذا إجرام قبيح، ونذالة سياسية، ومثل هذا الحزب صاحب هذه الأخلاقيات المنحطة لا يصلح لتسيير الشأن العام، ونحن نتوقع أن ينكر الحزب حصول هذه الصفقة بينه وبين الشيخ المغراوي، لأن أئمة القوم لا عهد عندهم، ولا نبل فيهم، ولسنا نستبعد أن يعاقبهم المغاربة على هذا في الصناديق، فليست هذه الطعنة مفردة، خصوصا رواد دور القرآن في مراكش وغيرها، بأن يسعوا إلى توعية أقاربهم وأصحابهم بوجوب التصويت ضد الحزب لصالح الأصلح في نظرهم أيا كان ممن لا يهدد هوية البلاد وأمن العباد".
وكان الشيخ السلفي محمد المغراوي دعا في تسجيل صوتي تداوله نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، أنصاره للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة معتبرا من لم يصوت عليه "خائنا وخان القرآن".
وقال المغراوي في التسجيل المنسوب إليه واستمعت إليه "
عربي21"، إنه طرق أبواب رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران عدة مرات وأعطاه وعودا بالنظر في قضية دور القرآن، وفي الأخير أغلق هاتفه في وجهه.
وأكد المغراوي في الشريط الذي يعود للقاء مع بعض أتباعه، ليؤكد أن حزب "الأصالة والمعاصرة" هو من فتح دور القرآن ولذلك يجب التصويت عليه، كما حذر أتباعه، في لقاء سابق، من عودة الحزب لإغلاق دور القرآن بعد الانتخابات إذا لم يحصل على أصوات السلفيين.
فيما نفى حزب الأصالة والمعاصرة، الثلاثاء، عبر تصريح للناطق الرسمي باسم الحزب خالد أدنون، أن تكون للحزب أية علاقة بفتح دور القرآن.
وسبق أن هاجم الشيخ السلفي حماد القباج، حزب الأصالة والمعاصرة وكشف محاولة الحزب (الذي يتخذ الجرار رمزا له) الاعتماد على ورقة إعادة فتح دور القرآن لكسب أصوات المراكشيين في الحملة الانتخابية المقبلة، وأفاد في حوار مرئي نشر سابقا على موقع "العمق المغربي"، أن رئيسة المجلس الوطني للحزب والعمدة السابقة لمدينة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري قالت في إحدى اللقاءات الداخلية مع المواطنين أن دور القرآن هي أيقونة مدينة مراكش ويجب إعادة فتحها.
واستغرب القباج "كيف يعبر الحزب رسميا عن طريق فريقه البرلماني في مجلس النواب بترحيبه بقرار إغلاق دور القرآن سنة 2013، في وقت تبكي السيدة المنصوري في مجلس خاص وتقول كيف تبقى دور القرآن مغلقة"، مردفا: "لعلها سياسة اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس".
من جهته، حذر الشيخ السلفي، حسن الكتاني، من التصويت على حزب الأصالة والمعاصرة "الذي يتعهد بمحاربة الإسلاميين وشرائع الإسلام"، محذرا من عواقب ذلك عند "الوقوف أمام الله".
وقال الكتاني في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تفاعلا مع الانتخابات "حزب الجرار (الأصالة والمعاصرة) الذي يتعهد بمحاربة الإسلاميين وشرائع الإسلام ينتخبه ويجعله حاكما عليه من يعرف أنه سيقف بين يدي الله تعالى".
الشيخ السلفي المعروف بمدينة الدار البيضاء مصطفى القصير، اعتبر أن من يصوت على رمز "الجرار" سيكون شريكا معه يوم القيامة في "الإثم" على حد وصفه، لأن المصوت عليه سيكون مصوتا على من يحارب الإسلام.
وانتقد "القصير" بقوة في شريط فيديو تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة تصريحاته التي أكد فيها أن هدف حزبه هو محاربة الإسلاميين، وشدد على أن من يريد خدمة البلد يجب ألا ينصب نفسه ضد فئة من المجتمع.
وتجرى
الانتخابات البرلمانية يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في ثاني استحقاق مماثل تشهده البلاد بعد الإصلاحات الدستورية عام 2011، ويشارك فيها 32 حزبا أبرزها العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، وحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، وذلك لانتخاب 395 نائبا.