قالت مصادر إعلامية إن مؤتمر لوزان الدولي حول الأزمة السورية قد أنهى أعماله دون التوصل لأي نتائج حاسمة.
واجتمع
كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف مع سبعة وزراء خارجية من المنطقة -من إيران والعراق والسعودية وتركيا وقطر والأردن ومصر- بمدينة لوزان السويسرية، السبت، بعد ثلاثة أسابيع من إخفاق وقف لإطلاق النار كانا توصلا إليه بشق الأنفس، واعتبره الكثيرون آخر أمل للسلام هذا العام.
وقال لافروف إنه ليس لديه "أي توقعات خاصة" لاجتماع السبت. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إنه لا يتوقع الخروج بأي إعلان مهم مع نهاية اليوم. وأضاف قائلا: "هذه ستكون عملية صعبة جدا".
فيما قال المسؤول الأمريكي إنه منذ انهيار التعاون الأمريكي الروسي - الذي كان لفترة طويلة أساسا لجهود إنهاء الحرب في
سوريا- بحث مسؤولون أمريكيون عددا من الأفكار، وإنه رغم عدم توقع حدوث انفراجة إلا أن الشكل الإقليمي قد يكون الأساس لعملية جديدة.
وقال دبلوماسي غربي في لوزان إن الاجتماع لم يحظ بإعداد جيد وأهدافه غامضة ولم تتضح قائمة المشاركين فيه إلا في الدقيقة الأخيرة.
وأبلغ الدبلوماسي "رويترز": "إذا كان لهذا الاجتماع أن يصل لاتفاق بشأن حلب فعلى دول أن تقدم تعهدات: أن تتعهد روسيا بوقف القصف وتتعهد إيران بسحب مسلحيها على الأرض الذين يساندون دمشق".
وأضاف قائلا: "ذلك كثير لتحصل عليه في نصف يوم. خصوصا إذا لم تكن الشخصيات التي تصل إلى الاجتماع غير راضية عن شكل المحادثات... إذا كان لهذا الشكل أن تكون له مصداقية فإن على كيري أن يخرج من المحادثات الليلة ويقول إن لديه شيئا ما لحلب. وقف لإطلاق النار يكون ذا مصداقية".
وقبل بدء المحادثات التقى كيري بشكل منفصل مع نظيره السعودي عادل الجبير ومع لافروف لمناقشة ترتيبات الاجتماع.
وهذا هو الاجتماع الأول بين كيري ولافروف منذ انهيار محاولة ثانية لوقف إطلاق النار في أيلول/ سبتمبر.
ومن المتوقع أن تضغط الولايات المتحدة مجددا على روسيا للموافقة على وقف لإطلاق النار في حلب، ومن المتوقع أيضا أن تصر روسيا على فصل جماعات المعارضة المعتدلة عن أولئك الذين تعتبرهم إرهابيين.
وتتزايد الضغوط من أجل وقف هجوم عنيف بدأته الحكومة السورية قبل ثلاثة أسابيع للسيطرة على المنطقة الشرقية في حلب والخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، حيث تقول الأمم المتحدة إن هناك 275 ألف مدني و8 آلاف من المعارضين المسلحين يتحصنون ضد القوات السورية والروسية والقوى المدعومة من إيران.
واتهمت القوى الغربية روسيا وسوريا بارتكاب فظائع من خلال قصف مستشفيات وقتل مدنيين ومنع عمليات الإجلاء الطبي، بالإضافة إلى استهداف قافلة إغاثة مما أسفر عن مقتل نحو 20 شخصا.
وترد سوريا وروسيا بأنهما لا تستهدفان سوى المسلحين في حلب، وتتهمان الولايات المتحدة بخرق وقف إطلاق النار بقصفها عشرات من الجنود السوريين الذين يقاتلون تنظيم الدولة، وهو حادث أبدت الولايات المتحدة أسفها بشأنه.
وقال قيادي بارز في المعارضة المسلحة، الجمعة، إن قوات الحكومة السورية لن تتمكن مطلقا من السيطرة على القطاع الشرقي من حلب، لكن مصدرا عسكريا قال إن العملية تسير وفقا لما هو مخطط له.
وقالت الأمم المتحدة إن الطعام والوقود والأدوية بدأت تنفد في شرق حلب، وإنه لن تكون هناك حصص لتوزيعها اعتبارا من بداية الشهر المقبل.
وفي بادرة على اليأس فيما يبدو؛ عرض مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا، ستيفان دي ميستورا، مرافقة أعضاء جبهة فتح الشام للخروج من حلب إذا كان ذلك سيدفع دمشق إلى التوصل لهدنة مع باقي المعارضة المسلحة.
وقال جينادي جاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن روسيا تريد مناقشة عرض دي ميستورا بالإضافة إلى عناصر اتفاق
الهدنة الذي فشل الشهر الماضي ولاسيما عمليات توصيل المساعدات الإنسانية وانسحاب قوات الطرفين من طريق الكاستيلو وهو طريق إمداد رئيسي.
وأبلغ جاتيلوف وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء: "حان الوقت كي نبدأ في التحرك في اتجاه عملية سياسية شاملة".