أعربت المفوضية العليا لشؤون
اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، عن خشيتها من أن
العملية العسكرية التي يشنها الجيش
العراقي وحلفاؤه على
تنظيم الدولة بالموصل ستتسبب في فرار أزيد من 100 ألف عراقي باتجاه سوريا وتركيا.
فيما دعت منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية، غير حكومية، الاثنين، القوات العراقية وقوات التحالف لإقامة ممرات آمنة، تسمح بخروج المدنيين من
الموصل.
وأطلقت المفوضية نداء لتقديم 61 مليون دولار لتوفير خيام ومخيمات وأفران للنازحين داخل العراق واللاجئين الجدد الذين يحتاجون للمأوى في الدولتين المجاورتين له. ويصل بذلك إجمالي مطالبات المفوضية للتعامل مع الأزمة إلى 196 مليون دولار.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهي مثل المفوضية مقرها جنيف، إن جميع المدنيين الذين يفرون من ديارهم "يجب أن يحظوا بالحماية وأن توفر لهم ممرات آمنة".
وأضافت اللجنة على حسابها على "تويتر" أن فرق الصليب الأحمر تعمل بالقرب من الموصل لمساعدة 270 ألف شخص بتقديم مساعدات غذائية ومساعدات طارئة أخرى.
وأعربت المفوضية عن خشيتها من أن "تتسبب الأحداث بالموصل في فرار ما يصل إلى 100 ألف عراقي صوب سوريا وتركيا"، وتابعت: "تجري خطط الاستعداد في سوريا لاستقبال ما يصل إلى 90 ألف لاجئ عراقي".
وأوضحت أنها نصبت داخل العراق 21800 خيمة كافية لتوفير ملاذ لما يصل إلى 130800 شخص مع تدفق المزيد كل يوم. وقالت: "بالنظر إلى عدد النازحين من المحتمل أن تعطي المفوضية أولوية لنصب المزيد من الخيام".
النزوح سيزداد خلال أسبوع
فيما، حذرت مسؤولة رفيعة في منظمة الأمم المتحدة، الاثنين، نقلا عن الجيش العراقي من بدء أعداد كبيرة من السكان الفرار من مناطق القتال في الموصل خلال أقل من أسبوع.
وقالت ليز غراند، منسقة شؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، للصحافيين، إن "التوافد قد بدأ" في إشارة إلى النزوح بسبب العملية.
وأضافت: "توقعاتنا المبنية على معلومات أطلعنا عليها الجيش العراقي أنه في حال بدأت حركة سكانية كبيرة، فمن المحتمل أن يكون ذلك خلال خمسة إلى ستة أيام".
وتابعت: "مع التقدم باتجاه المدينة، ليست هناك توقعات بنزوح هائل".
وتعتبر غراند أن "السيناريو المتوقع هو أن تكون هناك موجة نزوح 200 ألف شخص خلال "الأسابيع الأولى" وهو رقم قد يرتفع بشكل ملحوظ مع استمرار العملية.
ممرات آمنة
من جانبها، دعت منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية، غير حكومية، القوات العراقية وقوات التحالف لإقامة ممرات آمنة، تسمح بخروج المدنيين من الموصل، بالتزامن مع بدء العمليات العسكرية الرامية لاستعادة المدينة من تنظيم الدولة.
وقال آرام شكارام، نائب المدير الإقليمي لمنظمة "أنقذوا الأطفال" في العراق، في بيان صدر عنه، الاثنين، إن "أكثر من مليون شخص، من بينهم آلاف الأطفال، داخل المدينة، قد لا يجدون طرقا آمنة للهروب مع اقتراب القوات العراقية من استعادة السيطرة عليها من تنظيم داعش".
وشدد على "أهمية اتخاذ إجراءات فورية بغية ضمان سلامة المدنيين، وسط مخاوف من وقوع فاجعة واسعة النطاق، في ثاني أكبر المدن العراقية".
ونصحت المنظمة البريطانية، المقيمين برفع الأعلام البيضاء على منازلهم في محاولة للبقاء آمنين.
وأشار إلى أن "الأسر والأطفال، معرضون للخطر، سواء قرروا الهروب أو البقاء، وذلك بسبب آثار الاشتباكات القاتلة والعبوات الناسفة والقناصة، فضلا عن نقص الماء والغذاء والإمدادات الطبية الأساسية".
وأضاف: "ندعو الحكومة البريطانية للضغط على القوات العراقية وقوات التحالف حول الموصل الآن لإقامة ممرات آمنة"، موضحا أن "منظمته توفر إمدادات المياه في حالات الطوارئ والمواد الغذائية وغيرها من المواد للأسر النازحة".
وبدأت القوات الحكومية العراقية، الاثنين، عملية بدعم جوي وبري من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة من مدينة الموصل الشمالية آخر معقل كبير للمتشددين في العراق.
ونزح أكثر من 3 ملايين شخص بالفعل في العراق عن بيوتهم، وتقول وكالات الإغاثة إن ما يصل إلى مليون قد يفرون من الموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة وأعلن التنظيم بها قيام دولة الخلافة في العراق وسوريا عام 2014.