نشرت صحيفة "سيكولو 19" الإيطالية تقريراً؛ تحدثت فيه عن
جزيرة كيش، التابعة لإيران والتي تعتبر بؤرة متعة
الإيرانيين. وهذه الجزيرة تبعد حوالي 19 كيلومتراً عن أراضي إيران، وهي بعيد كذلك كل البعد عن ثقافتها وقوانينها الإسلامية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه المدينة تمثل نقيض مدينة "قم" الإيرانية، خاصة في كل ما يتعلق بالثقافة الإسلامية، فهي "أكثر تساهلا" وهذ ما يمثّل سر استقطابها للإيرانيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ثقافة هذه الجزيرة تثير رغبة الإيرانيين، وتستهويهم للهروب من العالم القاسي الذي اضطروا على العيش فيه والخضوع لقوانينه المتشددة. كما أن هذه الجزيرة تعدّ المتنفس الذي تجعل الإيرانيين يعرفون معنى الحياة التي حُرموا منها.
فهذه الجزيرة تعرف كل مظاهر الترفيه والمتعة بشكل دائم، وتتميز بثقافة تعتبرها إيران منبثقة عن "الغرب المنحط". ولكنها بقيت تحافظ على التقاليد المحلية؛ وهذا ما يعكس الخلاف القائم بين المراجع الدينية والرئيس حسن روحاني، وموقف المراجع من سياسة روحاني "المتساهلة".
وذكرت الصحيفة في وصفها للأجواء في الجزيرة، أن الموسيقى تعتبر من أكثر الأشياء المتاحة هناك. لكن الموسيقى ليست منتشرة في المناسبات الدينية، مثل ذكرى عاشوراء، التي تستبدل فيها بأصوات الطبول التي تدق حداداً على مقتل الحسين.
وأضافت الصحيفة أن الفنادق الواقعة في شرق الجزيرة والمطلة على البحر تستضيف بصفة دائمة أبرز الفنانين والموسيقيين العالميين، من بينهم الموسيقار والفنان الأرجنتني كريس دي بورغ، والملحن وعازف البيانو ياني، وفرقته الموسيقية العالمية.
وأفادت الصحيفة أن هذه الجزيرة كانت، قبل
الثورة الإسلامية، أرضاً قاحلة، حيث أراد ملك إيران آنذاك أن يجعل منها واحة تحمل مظاهر الفخامة وتمكنه من منافسة الدول الغربية. وقد انتهت الثورة الإسلامية ولكن هذه الجزيرة حافظت على الملامح الرئيسية التي كانت تميزها، مثل الإعفاءات الضريبية والفنادق الكبرى والفخمة والفضاءات الترفيهية.
وأضافت الصحيفة أن فكرة إنشاء هذه الجزيرة كانت بهدف منافسة الفخامة التي تقدمها دول الخليج للعالم. وعلى الرغم من أن شواطئ جزيرة كيش تمنع الاختلاط بين الجنسين، إلا أن شوارعها ومحلاتها ظلت تعكس ثقافة تتضارب مع القوانين المعمول بها في إيران. ففي هذه الجزيرة، تسقط القوانين التي تفرض على النساء ارتداء الحجاب. كما يتسنى للزائرين والسكان التمتع بالفنادق العملاقة والمراكز التجارية التي توفر أشهر الماركات العالمية.
كما تضم هذه الجزيرة كل مظاهر الحياة التي يتمتع بها الغرب، من حيث الفخامة والنظافة والقوانين المسيرة للجزيرة.
ونجحت هذه الجزيرة في استقطاب ما يربو عن مليون سائح سنوياً، أغلبهم من الفلبين، ويعود الفضل في ذلك إلى السياسة "المتساهلة" التي تعمل بها، وإلى علاقتها العميقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة وبعض دول الخليج.
وعرضت الصحيفة في التقرير لمحة حول الحياة اليومية التي يعيشها سكان الجهة الغربية لهذه الجزيرة، منها أن أغلبهم من السنة ويعملون في قطاع الصيد البحري بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة. وتحتوي هذه الجهة على أربعة مساجد سنية، غير أنه حسب ما أفاد به أحد السكان، فإن "الأجواء لا تخلو من بعض المشاحنات بين الشيعة والسنة، على الرغم من أنهم يحتفلون معا بذكرى عاشوراء".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجزيرة تخفي بين طياتها القليل من الأسرار التي تتمثل في معاملات غير قانونية يحظرها القانون في إيران، كالتهريب والتجارة الخفية والممنوعة. وفي هذا السياق، صرّح وكيل مكتب التحقيقات الفدرالي السابق، روبرت ليفنسون، أن "القيادة الإيرانية سبق وأن تلقت أموالاً غير مشروعة". كما علقت ضابطة سابقة في وكالة المخابرات المركزية، تُدعى فاليري بليم، أن "معظم التجاوزات تحصل هناك بسبب انعدام المسؤولية وغياب الرقابة الإدارية".