في الوقت الذي أعلن فيه الجيش
العراقي وقوات
البيشمركة، الخميس، السيطرة على عدة مناطق في إطار معركة استعادة
الموصل من
تنظيم الدولة، تلوح في الأفق كارثة إنسانية قد يتعرض لها المدنيون في المدينة.
هجوم متواصل
أعلنت القيادة العسكرية العراقية استعادة السيطرة على بلدة برطلة ذات الغالبية المسيحية من أيدي تنظيم الدولة وذلك بعد معارك شرسة.
وقال الفريق الركن طالب شغاتي قائد جهاز مكافحة الإرهاب: "أعلن لأهالي برطلة والموصل السيطرة الكاملة على الناحية".
وأضاف أن "أهاليها ومساكنها وكنائسها وجميع مرافقها تحت سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب (.....) القوات العراقية البطلة بذلت جهدا كبيرا لطرد داعش".
وأضاف: "الآن برطلة تعتبر خطا دفاعيا أساسيا أمام تقدم قواتنا، لهذا نبشر أهالي الموصل بأننا قادمون لتحرير مدينة الموصل وضواحيها".
في السياق ذاته أعلنت مصادر من الجيش العراقي وقوات البيشمركة والمتطوعين العرب السنة أنه تم استعادة نحو 15 قرية عراقية تخضع لسيطرة تنظيم الدولة.
وقال العميد الركن رعد محمود البشير للصحفيين إنه "تم تحرير قرى جنوبي مدينة الموصل تابعة لمنطقة القيارة جنوب الموصل وهي السيدية والصلاحية والخالدية وخنيصات".
فيما أفاد المقدم يونس كوران من قوات البيشمركة، أن "قواتنا تمكنت من تحرير 12 قرية موزعة على ثلاثة محاور تقاتل فيها شمالي الموصل".
العبادي: قواتنا تتقدم بسرعة
قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن القوات العراقية تتقدم بسرعة أكبر من المتوقع صوب مدينة الموصل معقل تنظيم الدولة، وإن التنسيق بين المقاتلين الشيعة والأكراد يظهر وحدة العراق في مواجهة التنظيم المتشدد.
ويجتمع وزراء خارجية ودبلوماسيون بارزون من دول غربية ومن الشرق الأوسط في باريس لبحث كيفية إعادة السلام والاستقرار للموصل بعد إخراج تنظيم الدولة الإسلامية منها.
وقال العبادي متحدثا من بغداد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إن كل الجهود تبذل من أجل فتح ممرات إنسانية للمدنيين الفارين من الموصل ثاني أكبر المدن العراقية والتي مازال يسكنها نحو 1.5 مليون نسمة.
وأضاف أن القوات تتقدم صوب المدينة بسرعة أكبر مما كان متصورا ومما كان مقررا في خطة الحملة.
كارثة إنسانية
حذرت الأمم المتحدة من أن عملية تحرير مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم داعش، قد تنجم عنها أزمة نزوح هي الأكبر خلال السنوات الأخيرة.
فيما قالت المنظمة الدولية للهجرة، إن القتال حول مدينة الموصل العراقية أجبر 5640 عراقيا على الفرار من منازلهم في الأيام الثلاثة الماضية أغلبهم في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
وقال المتحدث بخصوص العراق وسوريا في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ماثيو سالتمارش، في حديث، إن العراق به 3.3 ملايين نازح وهو ما يمثل عشر سكان البلاد.
وأضاف المتحدث أن منظمات المجتمع المدني تحذر من أن مليونا أو أكثر من سكان الموصل قد ينزحون عن ديارهم، متوقعا أن يصبح 700 ألف شخص في حاجة للمأوى والغذاء والماء والخدمات الطبية، في الأسابيع الأولى من عملية استعادة الموصل.
وأفاد سالتمارش أن المفوضية أنشأت حتى الآن خمس مخيمات في محيط الموصل تسع لـ 45 ألف شخص، وتخطط لإنشاء 11 مخيما إضافيا خلال الأسابيع المقبلة، تتسع لـ 120 ألف شخص.
وقال إن المفوضية وشركاءها مستعدون لإنشاء مزيد من المخيمات على وجه السرعة، إلا أن المسؤولين العراقيين يقيدون وصولهم إلى الأراضي المناسبة لإنشاء مخيمات آمنة ومناسبة.
وأضاف أن المفوضية ستوفر كذلك 25 ألف خيمة تسع لـ 150 ألف شخص، لتوزيعها على العائلات التي تقيم خارج المخيمات.
وأفاد المتحدث أنه في حال توفر الموارد الكافية سيكون بإمكان المفوضية إيواء 570 ألف شخص، مشيرا إلى أنه تم جمع 95 مليون دولار فقط من الميزانية التي حددتها المفوضية للموصل والتي تبلغ 196.2 مليون دولار.
وقال إن المفوضية تلقت معلومات بنزوح 350 عائلة مكونة من ألف و900 شخص، من قرية هود جنوبي الموصل، إلى القيارة وبإقامتها في إحدى المدارس هناك، مضيفا أن أعداد النازحين تتغير يوما بعد يوم.
وانطلقت، فجر الإثنين الماضي، معركة استعادة الموصل مركز محافظة نينوى، شمالي العراق، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، مدعومين بقوات الحشد الشعبي، وقوات حرس نينوى (سنية)، إلى جانب قوات "البيشمركة " (الإقليم الكردي)، وإسناد جوي من جانب مقاتلات التحالف الدولي.
وبدأت القوات الزحف نحو الموصل من محاورها الجنوبية والشمالية والشرقية، من أجل استعادتها من قبضة "داعش"، الذي يسيطر عليها منذ 10 حزيران/يونيو 2014.
يأتي ذلك وسط تحذيرات حقوقية من ارتكاب ميليشيات "الحشد الشعبي" "انتهاكات" ضد أهالي الموصل؛ حيث سبق أن واجهت الأخيرة اتهامات بارتكاب "انتهاكات" ضد أهالي مدن سنية أثناء استعادتها من "داعش".