سياسة عربية

استطلاع يعترف بتدهور شعبية السيسي ويوضح السبب (فيديو)

تراجعت شعبية السيسي لأسباب اقتصادية أبرزها ارتفاع الأسعار- أرشيفية
تراجعت شعبية السيسي لأسباب اقتصادية أبرزها ارتفاع الأسعار- أرشيفية
كشف المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة"، عن أعلى نسبة تراجع في شعبية رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، وقدرها 14%، في الشهرين الأخيرين، إذ إنه قدر الموافقين على أدائه بنسبة 68% مقارنة بنحو 82% قبل شهرين، ما أرجعه، رئيس المركز، ماجد عثمان، للأسباب الاقتصادية، وفي مقدمتها ارتفاع الأسعار، الذي احتل نسبة 74% لعدم الموافقة، وكانت قبل شهرين 53%.

ويأتي نشر نتائج الاستطلاع في ظل دعوات متزايدة إلى الخروج للتظاهر يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، تحت عنوان "ثورة الغلابة"، للمطالب برحيل السيسي، احتجاجا على ارتفاع الأسعار، وسوء الأحوال الاقتصادية، لكن السيسي، قال في الأسبوع الماضي، إنه يتوقع فشل تلك الدعوات، التي أطلقها معارضون له.

ولاحظ مراقبون أن مركز "بصيرة" هو المركز الوحيد المسموح له، في الوقت الحالي، بتنظيم استطلاعات رأي عن حكم السيسي، وأدائه.

ونُقل عن أحد أبرز مؤسسييه، وهو الدكتور مصطفى كامل السيد، قوله إنه "لا بد من الحصول على الموافقة الأمنية في المقابلات الشخصية، وليس لدينا حرية في تحديد الأسئلة، ونشر البيانات"، وفق تصرحات سابقة له، إلى صحيفة "التحرير".

ونبه أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتور محمد بيومي، إلى أنه لا يمكن الاعتماد على المركز فى الاستفتاءات التى تصدر عنه، وأنه لا يعتبر مركزا موثوقا فيه، نظرا لاعتماده على عينات عشوائية فى تقاريره، بحسب صحيفة "الوفد".

ومن جهتها، أشارت وكالة أنباء "الأناضول" إلى أن المركز أظهر في نتائج سابقة رضا عاما لدى المواطنين من أداء الحكومة، برغم وجود أزمات دفعت لمزيد من الغضب الشعبي.

ويرأس المركز ماجد عثمان، وهو وزير الاتصالات المصري الأسبق، ومدير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011.

ماذا قال "بصيرة" في أحدث استطلاعاته؟

وفي استطلاع نشره السبت، عبر موقعه الرسمي على "الانترنت"، قال المركز، إنه نظَّم استطلاعه الدوري لرأي المصريين حول تقويمهم لأداء الرئيس (يقصد السيسي) بعد مرور 28 شهرا على توليه الرئاسة ( 8 حزيران/ يونيو 2014)، وأوضحت نتائج الاستطلاع أن نسبة الموافقين على أداء السيسي قد انخفضت إلى 68% مقارنةً بنحو 82% قبل شهرين.

وزعم المركز أن نسبة غير الموافقين على أداء السيسي في نهاية شهره الثامن والعشرين بلغت 24% فقط، وأنه لم يستطع 8% الحكم على أدائه، مؤكدا انخفاض نسبة الموافقين على أدائه مقارنة بالمستوى منذ شهرين لكل شرائح المجتمع العمرية والتعليمية.

وأظهرت الدراسة رقما خطيرا هو أن الشباب أقل من 30 سنة لا يوافقون على أداء السيسي سوى بنسبة 50% فقط مقابل مزاعم قال فيها المركز إن 82% من المصريين فوق 50 سنة يؤيدون أداء السيسي، علاوة على رقم آخر خطير هو أنه لن يؤيد السيسي في الانتخابات المقبلة سوى 41% من الشباب أقل من 30 سنة.

وجاء ارتفاع الأسعار، بحسب الاستطلاع، كأهم سبب لعدم الموافقة على أداء السيسي، وذلك بنسبة 74%، وهي أعلى من النسبة المشاهدة منذ شهرين (53%)، يليه عدم وجود فرص عمل بنسبة 13%، ثم عدم وجود أي تحسن في أوضاع البلد بنسبة 12%، ثم سوء الأحوال الاقتصادية، وعدم وجود عدالة اجتماعية، بنسبة 4%، لكل منهما.

أما أسباب الموافقة على أداء السيسي فزعم "بصيرة"، أنها نفسها الأسباب التي تم رصدها في الاستطلاعات السابقة، قائلا إنه "ما زال مشروع قناة السويس هو السبب الأساسي للموافقة على أداء الرئيس بنسبة 19% بعد أن كانت نسبته منذ شهرين 32%، يليه تحسن الأمن بنسبة 18%، ثم إصلاح البلد بنسبة 11%، ثم شبكة الطرق والكباري بنسبة 9%، ومشروعات الإسكان بنسبة 7%، فيما لم يستطع 22% من الموافقين على أداء الرئيس تحديد سبب للموافقة"، وفق قوله.

رئيس المركز: هذا سبب تراجع شعبيته

ومن جهته، قال رئيس "بصيرة"، الدكتور ماجد عثمان، إن السبب الرئيس في تراجع شعبية السيسي، إلى نسبة 68%، سوء الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع الاسعار.

وأوضح "عثمان"، في مداخلة هاتفية مع برنامج "من الآخر"، عبر فضائية "روتانا مصرية" مساء السبت، أن 74% نسبة المواطنين غير راضين عن أداء السيسي بسبب ارتفاع الأسعار.

وتابع أن المواطنين فوق سن الخمسين عاما راضون عن أداء السيسي بنسبة تقدر بـ 82%، موضحا أنه من ضمن أسباب الرضا عن أداء السيسي، حفر قناة السويس الجديدة، وتحقيق الاستقرار والأمن في البلاد، ومشروع الطرق والإسكان.

 وأشار إلى أن هناك شريحة من المواطنين لم يكن لهم أي رد فعل أو تعليق على أداء الرئيس، وتمثل هذه الشريحة 22%، وهي نسبة عالية جدا، وفقا لمراقبين.



ما هو مركز "بصيرة"؟

سؤال طرحه رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، محمود سلطان، يوم 23 آب/ أغسطس الماضي، في مقال له بهذا العنوان، أكد فيه أن "كل استطلاعات رأي "بصيرة" تنزل السلطة منذ مبارك وحتى الآن، منزلة الذي يحظى بتأييد شعبي "كاسح".

وبحسب سلطان فإن تتبع بعض استطلاعات المركز، ونتائجها؛ قد يفضي إلى تحديد هويته، والجهات التي يخدم عليها، موضحا أنه قبيل انتخابات الرئاسة عام 2012، قال "بصيرة" إن المرشح الأقرب للفوز هو الفريق أحمد شفيق بنسبة 19.3%، ومحمد مرسي 9% فقط، بينما زعم في حزيران/ يونيو 2016، أن 91% من المصريين راضون عن أداء السيسي.

وزعم في استطلاعه نهاية أيار/ مايو 2015 أن السيسي أفضل شخصية سياسية، وفي كانون الثاني/ يناير 2016، قال إن 68% من المصريين يرون أحوال البلد حاليا أفضل من قبل ثورة يناير.
0
التعليقات (0)