أطلق ناشطون ومدونون سعوديون حملة جديدة حملت اسم "راح نفلسكم"، ضد شركة الاتصالات
السعودية، والتي جاءت اعتراضا على قرار الشركة بإيقاف خدمة الإنترنت اللامحدود للبطاقات مسبقة الدفع.
واعتبر سعوديون أن هذا القرار بمثابة "كارثة"، لأن التكلفة ستكون أعلى بعد الإلغاء، إضافة إلى حجب الكثير من التطبيقات المجانية.
وأعرب ناشطون سعوديون عن استيائهم من إقدام هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات على حجب أبرز تطبيقات الاتصالات المجانية، مشيرين إلى أن حجب هذه التطبيقات يعود سببه لمصالح مشتركة بين الهيئة وشركات الاتصالات.
وقال ناشطون إن حجب هذه التطبيقات يجبر عملاء شركات الاتصالات على دفع أموال أكبر لهذه الشركات، التي تحصل هيئة الاتصالات على نسبة منها، في إشارة إلى اضطرار المتضررين من حجب التطبيقات إلى العودة للمكالمات المدفوعة.
وقالوا إن تسرع هيئة الاتصالات في حجب تطبيقات عديدة قبل أسابيع، كان هدفه إجبار الحجاج على اللجوء للمكالمات المدفوعة، بدلا من الاستفادة من خدمات وتطبيقات الإنترنت التي يحصلون عليها بإجراء مكالمات مع ذويهم.
وتضمنت مطالب الحملة عدم الاتصال أو الشحن خلال 3 ساعات يوميا من الساعة الـسادسة مساء وحتى الساعة الـتاسعة مساء.
من جانبها أوضحت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية أن إيقاف باقة الإنترنت اللامحدود، خاص بعملاء باقة الدفع المسبق، مبينةً أن ذلك لا يتضمن عملاء الباقات أصحاب الفواتير للإنترنت اللامحدود.
وقالت الهيئة في ردها على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن قيام بعض مقدمي خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، بإيقاف باقة الإنترنت اللامحدودة عبر شبكة الاتصالات المتنقلة، إن "العروض الدائمة والترويجية التي يطرحها مقدمو خدمة الاتصالات في المملكة، تخضع للأطر التنظيمية المعتمدة للهيئة، ومن ضمنها حق مقدمي الخدمات في تعديل أو إلغاء بعض الباقات، وفقا للمعطيات التي تحكم كل حالة، ومنها ما يتعلق بالعروض الخاصّة بشرائح الإنترنت اللامحدود، مسبقة الدفع التي سجلت مؤشرات التشغيل فيها أعلى ارتفاع، بمعدلات استخدام تفوق بكثير المعدلات العالمية، الأمر الذي يؤدي إلى التأثير سلبا على أداء الشبكات، وقدرتها على توفير الجودة المطلوبة للخدمات المقدمة، ومن ذلك انخفاض سرعات الإنترنت لجميع العملاء".
لكن رد هيئة
الاتصالات السعودية أثار حفيظة السعوديين الذين واصلوا الضغط من خلال الحملة وأطلقوا هاشتاغا جديدا باسم الحملة نفسه، "راح نفلسكم"، وواجهت الهيئة اتهامات بأنها تدعم شركة الاتصالات ضد المواطن السعودي.
ووصلت التغريدات على الهاشتاغ الخاص بالحملة إلى نحو 3.8 مليون تغريدة، كان نصيب النساء منها أعلى من الرجال في العدد الكلي، إلا أن النتيجة النهائية لتحليل المقاطعة أفصح عن أن 60% من عدد التغريدات أتت من خارج المملكة، و40% منها من الداخل، وذلك وفقا لما أعلنت عنه شركة الاتصالات التي تحاول احتواء الأزمة وتثبيط المشاركين في الحملة.
ولم يكتف المغردون السعوديون بإطلاق هاشتاغ "راح نفلسكم" فقط، بل إنهم دشنوا أكثر من هاشتاغ للضغط على الشركات ومنها: "وضع الطيران stc" و"مقاطعة شركات الاتصالات" و"النت المفتوح مطلب شعبي".
واستخدم المواطنون السعوديون كل هذه الهاشتاغات للتعبير عن مدى سوء الخدمات المقدمة إليهم، وبالتحديد بعد قرار الإيقاف هذا، وعبروا أيضا عن مدى ارتفاع سعر الخدمات والغضب الشديد من حجب الكثير من التطبيقات التي تقدم الخدمات المجانية للمستخدمين.
وتدوال الكثير من النشطاء صورا توضح الخسائر التي سوف تتكبدها شركات الاتصالات، مشيرين إلى أن المقاطعة لمدة ثلاث ساعات يوميا تعادل 21 ساعة في الأسبوع، وتعادل أيضا 84 ساعة في الشهر، وإذا شارك في هذه الحملة نحو مليون مواطن سعودي لمدة ثلاث ساعات يوميا فسوف تخسر شركات الاتصالات ثلاثة ملايين ريال يوميا.