أعلنت حكومة
جامبيا انسحابها من
المحكمة الجنائية الدولية، متهمة إياها بتجاهل "جرائم حرب" ترتكبها دول غربية، والسعي فقط لمقاضاة الأفارقة.
وجاء قرار جامبيا بعد أيام من انسحاب جنوب
أفريقيا منها. وكان رئيس جامبيا، يحيى جامع، دعا المحكمة إلى التحقيق في موت مهاجرين أفارقة في البحر المتوسط.
وقال وزير الإعلام شريف بوجانج على التلفزيون الرسمي، الثلاثاء: "هذا الإجراء نابع من حقيقة أن المحكمة الجنائية الدولية -رغم أنها تسمى المحكمة الجنائية الدولية- هي في الواقع محكمة قوقازية دولية لملاحقة وإذلال الملونين وبخاصة الأفارقة".
ولم يتسن الاتصال على الفور بمسؤولين في المحكمة الدولية للتعليق. لكن مجيء هذه الخطوة عقب انسحاب جنوب أفريقيا يزيد من الضغوط على أول محكمة دائمة في العالم للتحقيق في جرائم الحرب.
وتواجه المحكمة مزاعم بتنفيذ أجندة للاستعمار الجديد في أفريقيا؛ حيث ارتكزت جميع تحقيقاتها العشرة باستثناء تحقيق واحد.
وقالت بوروندي إنها بالفعل تعتزم الانسحاب، كما أن برلمان كينيا يبحث اتخاذ هذه الخطوة.
وجاء في بيان جامبيا، التي يشكل مواطنوها نسبة عالية من المهاجرين الأفارقة المتدفقين على أوروبا، أنها سعت لمثول الاتحاد الأوروبي أمام المحكمة الدولية؛ بسبب موت مهاجرين في مياه البحر المتوسط، لكنها لم تتلق ردا.
وقال البيان: "هناك بلدان غربية كثيرة -ما لا يقل عن 30- ارتكبت جرائم حرب سافرة ضد دول مستقلة ذات سيادة ومواطنيها منذ إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، ولم يوجه اتهام لمجرم حرب غربي واحد".
ورئيسة هيئة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية حاليا هي فاتو بنسودة، وهي من جامبيا، وعملت مستشارة لجامع في سنوات حكمه الأولى، بعد أن تولى السلطة إثر انقلاب في عام 1994. وتولت بعد ذلك منصب وزيرة العدل.
وهذه ليست المرة الأولى التي يسحب فيها جامع بلاده من مؤسسة دولية.
ففي 2013، انسحبت جامبيا من رابطة الكومنولث، التي تضم 54 عضوا، منها بريطانيا ومعظم مستعمراتها السابقة، واصفة إياها بأنها "مؤسسة للاستعمار الجديد".