شن محمد عبد الهادي علَّام رئيس تحرير صحيفة "
الأهرام"، لسان حال النظام الحاكم في
مصر، هجوما حادا على الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، ووصفه بأنه "مسؤول لم يعد مرغوبا فيه"، طارحا اسم "الأمير الحسن بن طلال"، ليحل محله في قيادة المنظمة.
ووصف علَّام تصريحات مدني، التي سخر فيها من "ثلاجة السيسي"، بأنها "وقاحة غير معهودة"، مشيدا بموقف خارجية بلاده، الذي يعتبر "مدني" لم يعد قادرا على القيام بمهام منصبه بعد ما صدر منه.
جاء ذلك في مقال نشره رئيس تحرير "الأهرام" بصدر الصحيفة، الاثنين، تحت عنوان: "كرامة مصر.. ومسؤول لم يعد مرغوبا فيه"، حقق معدل قراءات مرتفع، ورأى مراقبون فيه مؤشرا إلى توجه النظام المصري إلى عدم التعامل المستقبلي مع أمين عام "التعاون الإسلامي"، وبحثه عن بديل له في قيادة المنظمة، وإلا ستقوم مصر بتجميد أنشطتها، برغم أن "مدني" تولى منصبه بموافقة أعضاء المنظمة.
وفي المقال قال عبد الهادي: " يوجد في العالم الإسلامي والعربي شخصيات قادرة على قيادة المنظمة، باحترام وتقدير للدول الأعضاء".
وأضاف: "على سبيل المثال فقد استقبلت "الأهرام" قبل أيام الأمير الحسن بن طلال، وهو مفكر عربي عف اللسان، وصاحب سيرة ذاتية مرموقة، ولديه رصيد في التقريب ما بين الشعوب العربية والإسلامية، وقدم من خلال منتدى الفكر العربي الذي يرأسه في عمان إسهامات رفيعة للفكر العربي، تفوق بكثير التاريخ الشخصي للمسؤول الحالي بمنظمة التعاون الإسلامي"، على حد قوله.
وشدد عبد الهادي على أنه "لم يكن الصمت أو التجاهل أو عدم الرد مقبولا في حق رئيس الدولة، (يقصد السيسي)، ومن ثم جاءت التصريحات محسوبة ومناسبة للموقف الاستفزازي.. السيد إياد مدني لم يعد شخصا مرغوبا فيه فهو لم يعد - مثلما جاء في بيان وزارة الخارجية - قادرا على القيام بمهام منصبه بعد ما صدر منه".
وأكد الكاتب، (الذي يختاره السيسي دوما ضمن حواراته مع رؤساء تحرير الصحف القومية)، "صلابة الموقف الرسمي والشعبي (المصري) من الوقاحة غير المعهودة من رجل وضع حول نفسه المئات من علامات الاستفهام، وإن كنا نشكره أيضا، لأن موقفه المخزي قد حقق التفافا حول رئيس مصر حتى ممن يختلفون معه، بحسب زعمه.
وتابع رئيس تحرير "الأهرام": "ردت وزارة الخارجية (المصرية) على إساءة إياد مدني بالطرق الدبلوماسية التي راعت مكانة مصر، واتزان قيادتها في مواجهة حالة منفلتة خارج التقاليد المرعية في المنظمات الإقليمية والدولية"، وفق وصفه.
وزعم أن "الرأى العام المصري ردَّ بطريقته الساخرة المعتادة، والقادرة على أن تطول أي مسؤول في أي مكان، على وقاحة الرجل، فقد استفزهم أن يتعمد المسؤول الأول في منظمة مرموقة الإساءة إلى رئيس بلادهم حتى لو اختلف البعض منهم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول السياسات الحالية"، بحسب تعبيره.
وأضاف أن "الواقعة غير المسبوقة في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي قبل يومين لم تمر مرور الكرام، ولم تأت بالنتائج التي خطط لها من أراد الإساءة إلى رئيس مصر في محفل يجمع دولا شقيقة، تجمعها رابطة الدين والقيم السامية للإسلام، التي عبر عنها الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
واعتبر أن "الأمين العام للمنظمة "الإسلامية خرج على الأعراف والقيم التي تحكم منصبه، وقصد الإساءة إلى رئيس أكبر دولة في المنطقة، فجاءه الرد الفوري سياسيا، ودبلوماسيا وشعبيا من داخل مصر ومن محيطها العربي"، على حد وصفه.
واختتم علَّام مقاله بالتشديد على أن "العلاقات بين مصر والسعودية تاريخية واستراتيجية، و أكبر من أن تترك لأفعال الصغار".
وأضاف أن "الرد المصري يخص مسؤولا في منظمة لم يراع تبعات منصبه، وتطاول على رئيس أكبر دولة في المنطقة، فجاء الرد على قدر الخروج عن الأصول والأعراف، ولم يمس من قريب أو بعيد العلاقة القوية مع الدولة الشقيقة"، بحسب قوله.
ويُذكر أن "محمد عبدالهادي علَّام"، مستمر في منصبه رئيسا لتحرير "الأهرام"، بقرار مد غير قانوني صدر عن المجلس الأعلى للصحافة في فترة انتهاء ولايته، كما تولى منصبه بموافقة شخصية من رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، وكان الأداة الرئيسة له في معركة الأخير مع الصحفيين، بشأن واقعة اقتحام النقابة، عندما شق الوسط الصحفي المصري بصنع كيان موازي للنقابة، للتعامل مع الأزمة.