كشفت وثيقة جديدة لـ "
ويكيليكس" أن زعيم
حركة أمل، ورئيس مجلس النواب اللبناني،
نبيه بري، حافظ خلال السنوات الماضية على غموض خط خلافته لقيادة الحركة، لصالح نجله عبدالله، مشيرة إلى أن عدم وجود خليفة واضح هي سمة مشتركة في الأحزاب اللبنانية.
وقالت الوثيقة التي نشرها موقع "ويكيليكس" أن بري، الذي يعيش في منزله بعين التينه، وسط حراسات أمنية مشددة، يخشى من ظهور أي قيادة جديدة يمكن أن تكون خلفا له، ويسعي لإبعادها، كما حدث مع الوزير السابق محمد بيضون وطرده من حركة أمل.
وبحسب الوثيقة، فإن عبد الله الذي يسعى والده لتوريثه قيادة الحركة ، لا يتمتع بقاعدة شعبية أو مصداقية تؤهله لخلافة أبيه، فضلا عن أنه لم يتدرج داخل صفوف الحركة، ولفتت إلى أن بري أعطى نجله عبد الله قيادة العمليات العسكرية في الحركة عام 1996، لكن
حزب الله والمخابرات السورية قالا إن عبدالله يتعاون مع إسرائيل مما أجبر بري على إبعاده.
وذكرت الوثيقة، أن عدم قبول عبدالله الذي يهتم أكثر بجمع المال، وإنشاء المشاريع التجارية، كوريث لأبيه في قيادة الحركة، ليس فقط داخل الحركة، وإنما أيضا داخل بيته، مشيرة إلى أن هناك خلاف عائلى أيضا متمثل في رغبة زوجة بري، توريث قيادة أمل إلى نجلها باسل.
وتوقعت الوثيقة أن يؤدي الوضع الداخلي للحركة إلى انهيارها فور وفاة الرئيس نبيه بري، مؤكدة أن التنافس على خلافة بري سيحسم اختياره المكتب السياسي لـ "أمل".
ولم تكن هذه الوثيقة الأولي التي يتم الكشف عنها بشأن الحركة ، حيث نشرت ويكليكس في وقت سابق وثيقة بشأن حديث جرى بين المدير العام السابق لوزارة الإعلام والقيادي السابق في حركة أمل محمد عبيد يوم 21 حزيران 2006 مع مسؤولي السفارة الأمريكية في بيروت حيث أعرب "السياسي الشيعي المستقل محمد عبيد عن أنه يحاول القيام بإصلاحات من الداخل مستفيداً من السخط المتنامي على الرئيس بري والذي بات يُنظر إليه على أنه يقوم ببيع الحركة إلى حزب الله وإيران.
ووفقا لعبيد، فقد جعل بري من حركة أمل ملحقة بحزب الله في مقابل الإبقاء على رئاسته لمجلس النواب والحصول على مخصصات مالية من إيران".
وفي فقرة تحمل عنوان "بري يبيع أمل إلى حزب الله وإيران" قال عبيد "أنه وعدد من المثقفين الشيعة المستقلين يحاولون استعادة حركة أمل من زعيمها الحالي، رئيس مجلس النواب نبيه بري. حيث اكتشف عبيد إحباطا متزايداً لدى أعضاء حركة أمل، وخصوصا الأكبر سناً بينهم، بسبب استعداد واضح لدى بري للسماح لحزب الله بابتلاع حركة أمل.
وقال عبيد أن أمل لم تعد بمثابة حركة قائمة بذاتها، لأنه شهد كيف ينضم شباب حركة أمل إلى صفوف حزب الله بأعداد كبيرة. وألقى عبيد باللائمة في تدهور أمل إلى الاتفاق الذي عقده بري مع الحزب للحصول على دعمه في رئاسة مجلس النواب. كما يوجد دافع آخر لبري فضلاً عن رئاسة المجلس هو الحصول على المال حيث علمت أنه في رحلة بري الأخيرة إلى إيران حصل على مبلغ قدره 4 ملايين دولار بالإضافة إلى 200000 دولار كمخصص شهري من إيران".
وأفاد عبيد بحسب الوثيقة الأمريكية: "أنّ الحكومة الإيرانية سهلت استثمار بقيمة 175 مليون دولار في مصنع للاسمنت في إيران لصالح بري وشريكه التجاري عباس فواز، وهو شيعي لبناني حصل على ثروته في غرب أفريقيا. والآن لبري مصلحة في إسعاد إيران. وقال عبيد انه وشيعة مستقلون آخرون يتواصلون مع أعضاء في الحركة من اجل إصلاحها وإعادتها حزباً علمانياً، منفتحا.
وكانت حركة أمل قد نشرت بيانا تعقيبا على وثيقة سابقة لويكيليكس، قالت فيه: " في المرحلة الاخيرة ارتفعت وتيرة استهداف الحركة ورئيسها من خلال حملة سياسية اعلامية منسقة في وسائل الاعلام التقت على هدف واحد هو محاولة شطب حركة "امل" والبيئة المقاومة وخطها".
وأكدت الحركة أن الحملة التي نأت عن استهداف "حزب الله" مباشرة باستثناء مسألة السلاح فانها جعلت هجومها الرئيسي على حركة "امل" ورئيسها في تكتيك يهدف الى التعمية معتقدين ان الحزب سوف لا ينتبه الى انه اكل حيث أكلت الحركة.