قال المحامي السابق لصلاح عبد السلام، أحد منفذي
هجمات باريس تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إن موكله "أصبح متطرفا عندما كان بالسجن".
وأضاف المحامي البلجيكي، سفن ماري، في تصريح لصحيفة "فولكسكرانت" الهولندية، السبت، إن عبد السلام "أعفى لحيته، وأصبح أصوليا حقيقيا، فيما كان سابقا مجرد شاب من الضواحي يرتدي ثياب جيله".
وتخلى كل من المحامي سفن ماري وزميله فرانك برتون، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تمثيل
صلاح عبد السلام في المحكمة بعد إصرار الأخير على الصمت.
ولفتت صحيفة "
ليبراسيون" نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية، أن المحامي "سفن ماري" أوضح أن ظروف اعتقال صلاح عبد السلام (27 عاما) هي التي كانت سببا في تطرفه والتزامه الصمت خلال التحقيقات.
وقد وُضع الناجي الوحيد من المسلحين الذين نفذوا هجوم باريس والتي راح ضحيتها 130 شخصا، في زنزانة منفردة بسجن فلوري-ميروجي جنوب باريس تحت المراقبة المستمرة بالكاميرا، وكشف المحامي أن صلاح "لم يتم تعذيبه جسديا"، لكن وصف ظروف احتجاز موكله السابق بـ"التعذيب النفسي".
وكان عبد السلام طلب تعليق المراقبة المستمرة بالكاميرا في السجن، غير أن مجلس الدولة قدّر أن "الطابع الاستثنائي للأعمال الإرهابية" التي يتابع فيها الفرنسي من أصل مغربي تدعو إلى "فرض جميع الاحتياطات اللازمة".
وبعد توقيفه في ضواحي بروكسل في 18 آذار/ مارس بعد أربعة أشهر من الفرار، تم توجيه التهمة إليه في فرنسا خصوصا بالضلوع في اغتيالات إرهابية.
وبحسب التحقيقات، فإن صلاح نقل بالسيارة ثلاثة انتحاريين إلى "ستاد دو فرانس" حيث وقعت إحدى الهجمات، وذلك قبل أن يركن سيارته في شمال العاصمة. ثم يتسكع ليلا حتى التقى باثنين من أصدقائه قدما من بروكسل لنقله سرا إلى بلجيكا.
وترك في باريس حزاما ناسفا، ما يؤشر إلى فرضية أنه هو الآخر كان يفترض أن ينفذ عملية انتحارية حين نفذ رفاقه هجمات بمقاه وقاعة عروض بباريس.
كما كان لعبد السلام دور لوجستي حيث تولى تأجير سيارات وتأمين مخابئ في المنطقة الباريسية. ويعتقد المحققون أنه كان له دور، أيضا، في إيصال متطرفين إلى أوروبا.
وتحتفل فرنسا، الأحد، بالذكرى الأولى لهجمات باريس التي وقعت في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي التي راح ضحيتها 130 شخصا وأزيد من 320 جريحا.