كشف أنطوني سكاراموتشي، عضو المجلس الاستشاري الاقتصادي للرئيس المنتخب دونالد
ترامب، عن عدد من السياسات الاقتصادية التي سيتبعها أثناء رئاسته، مبشرا بـ"نمو جديد للولايات المتحدة"، بهذه السياسات.
وقال سكاراموتشي في مقال له على صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، الأحد، أن الاقتصاد الأمريكي "عانى، وبلغ الدين ذروته خلال الأعوام الستة عشر الماضية بسببب فشل المؤدلجين في جانبي الممر السياسي، الديمقراطي والجمهوري"، مشيرا إلى أن ترامب "رجل أعمال براغماتي يفهم المحفزات الاقتصادية أفضل من رئيس أي دولة في التاريخ المعاصر"، بحسب قوله.
وأوضح الاقتصادي، مؤسس "سكاي بريدج كابيتال"، أن استلام الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش المنتسب إلى المحافظين الجديد، وعزمه على تصدير القيم الديمقراطية الأمريكية بقوة السلاح، والتي أدت لحرب العراق "أضافت تريليونات من الدولارات إلى العجز القائم وفي نفس الوقت خلقت حالة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
وتابع سكاراموتشي انتقاده للرؤساء بهجومه على من وصفه "الرئيس التقدمي الديمقراطي باراك أوباما الذي وصل إلى السلطة وهو عازم على إعادة صياغة نظام الرعاية الصحية في بلادنا، وكانت النتيجة ضريبة جديدة باهظة وبرنامج فاشل باسم قانون الرعاية المقدور عليها".
"زعيم مختلف تماما"
واعتبر الكاتب أن ترامب "زعيم من نوع مختلف تماما، لا ترهق كاهليه الأيديولوجيا المتصلبة، كما أنه لا يفكر كما يفكر السياسي، ولا يتكلم أو يعظ متظاهراً بالتقوى كما يفعل السياسي، وهو شخص ذو إحساس مرهف، يشعر بما تعانيه الطبقة الوسطى في أمريكا من آلام، وأهم ما في الأمر أنه ليس متزمتاً حينما يتعلق الأمر بالمواقف من السياسات المنتهجة، وإنما تجده يحدد أهدافا جريئة منها ينطلق في مفاوضاته"، بحسب تعبيره.
واعتبر عضو المجلس الاستشاري أن المشاكل الكبرى الاقتصادية التي تواجه أمريكا هي: "المبالغة في القيود المفروضة على تعاملات البنوك، انعدام السياسة المالية، قانون ضرائب فوضوي، صفقات تجارية غير عادلة"، متعهدا أن الإدارة الجديدة ستعمد إلى تقليص الأحكام غير الضرورية وستقوم بإجراء المزيد من التحليلات ذات المعنى للعلاقة ما بين التكلفة والفائدة.
"تأثير ترامب"
وفيما يتعلق بالسياسة المالية، بحسب ساركاموتشي، اقترح ترامب خطة بنية تحتية كلفتها تريليون دولار تمول من خلال دين زهيد تاريخيا ومن خلال شراكة ما بين القطاعين العام والخاص ستخلق الملايين من فرص العمل وتؤدي إلى انسياب السيولة، بينما يقول الخبراء غير الحزبيين إن الإنفاق على البنية التحتية له تأثير مضاعفة اقتصادية يقدر بـ1.6 مرات، بما يعني أن خطة السيد ترامب سيكون لها تأثير اختزالي صاف على العجوزات طويلة المدى.
وحول نسبة الضريبة العالية على المؤسسات التجارية في الولايات المتحدة، التي تبلغ 35 بالمئة، وهي الأعلى في العالم المتقدم، تقضي خطة ترامب باسترجاع كل هذه الأموال وإعادتها إلى البلاد من خلال فرض رسوم استرجاع تدفع مرة واحدة وقيمتها عشرة بالمئة، معتبرا أن هذا "سيجعل نظام الضريبة على المؤسسات التجارية في بلادنا أكبر قدرة على المنافسة".
واعتبر الكاتب أن "ترامب يؤمن بالتجارة الحرة شريطة أن تكون عادلة، وبذلك لن يكون ثمة ضرورة لفرض رسوم لو أنه تم تطبيق الاتفاقيات مثل منظمة التجارة العالمية ونافتا بشكل جيد"، على حد تعبيره.
الأكاديميون ورجال الأعمال
واختتم الكاتب بقوله إن "الأكاديميين ينظرون إلى العالم انطلاقا من الطريقة التي تسير بها الأمور، أما رجال الأعمال فيفكرون بالعالم انطلاقا من نظرتهم إلى ما يمكن أن تكون عليه الأمور، ولذلك يعتقد الاقتصاديون أننا بصدد دورة اعتيادية جديدة من الركود، إلا أن رجال الأعمال من أمثال السيد ترامب يفهمون أن بإمكانك النمو انطلاقاً نحو التحرر من الديون الكبيرة، وبناء عليه؛ فإن بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلال سياسات تحفز على النمو، أن تصفي العجوزات الضخمة، وأن تساند برامج الديون غير الممولة، وأن تمهد السبيل نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستقرارا".
وأكد الكاتب أن "الاقتصاد الأمريكي القوي يعود على العالم بالفائدة، والرئيس المنتخب ترامب صاحب مؤهلات نادرة تجعله قادراً على الأخذ بيد أمريكا نحو النمو تارة أخرى"، على حد تعبيره.